عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
تخلت الأسهم المحلية عن مكاسبها التي استهلت بها تداولات الأمس، بضغط من عمليات جني أرباح سريعة تركزت على الأسهم العقارية، خصوصاً سهم شركة أرابتك الذي تفاعل جزئياً بداية الجلسة مع صفقة شراء آبار حصة استراتيجية من الرئيس التنفيذي السابق للشركة.
وفقدت الأسهم نحو 790 مليون درهم من قيمتها السوقية، جراء تراجع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 0,10%، بعد أن عكست المؤشرات الفنية مسارها من الارتفاع إلى الهبوط بواقع 0,10% لسوق أبوظبي للأوراق المالية وبنحو 0,21% لسوق دبي المالي.
واعتبرت الإغلاقات إيجابية رغم الهبوط، بعد ارتفاعات جيدة للأسواق منذ بداية الأسبوع الحالي، وفي ضوء تحسن ملموس في مستويات السيولة التي ارتفعت إلى 1,5 مليار درهم، وإن كانت أجواء الحذر لا تزال مسيطرة بشأن مسار الأسواق للمرحلة المقبلة، بعد انتهاء الشركات من الإفصاح عن بياناتها المالية بنهاية المهلة الممنوحة من هيئة الأوراق المالية والسلع يوم 15 نوفمبر الحالي.
وقال محللون ماليون إن الأسهم القيادية خصوصاً أسهم البنوك وسهم إعمار تحافظ على تماسك الأسواق في المرحلة الحالية، في وقت ستظل التقلبات مهيمنة لفترة خصوصاً في حال عدم دخول سيولة جديدة تدعم التماسك الحالي، وتدفع الأسواق نحو الصعود.
وقال وليد الخطيب مدير شركة ضمان للأوراق المالية، إن التداولات تركزت على سهمي أرابتك وإعمار اللذين استحوذا على أكثر من نصف تداولات سوق دبي المالي، حيث استغل المضاربون اتفاق آبار مع حسن إسميك الرئيس التنفيذي السابق لشركة أرابتك بشأن بيع جزء من حصته بواقع 5 دراهم للسهم، وعمدوا إلى رفع السهم إلى أعلى مستوى عند 4,42 درهم، وجرى البيع عند هذا السعر والخروج من السوق، الأمر الذي ضغط على المؤشر العام للسوق نحو التراجع.
وانخفض سهم شركة أرابتك بنسبة 0,23% إلى 4,25 درهم، وتصدر قائمة الأسهم النشطة بتداولات بلغت 590 مليون درهم تشكل نحو 39% من إجمالي تعاملات سوق دبي المالي.
وأضاف الخطيب أن سهم إعمار يوفر التماسك الحالي للسوق، على وقع إقرار الأرباح النقدية البالغ قيمتها 9 مليارات درهم خلال الجمعية العمومية للشركة بعد نحو أسبوعين.
وارتفع سهم شركة إعمار بنسبة 0,96% إلى 10,50 درهم، وحقق ثاني أكبر حجم من التداولات بقيمة 158 مليون درهم.
وعزا عدم تفاعل السوق بشكل كبير مع صفقة آبار أسميك إلى الصعود الاستباقي للسهم قبل فترة من إعلان الصفقة، فضلاً عن قناعة شريحة كبيرة من المستثمرين بأن سعر الدراهم الخمسة الذي تمت على أساسه الصفقة ليس السعر العادل، حيث لا يزال السعر السوقي الذي يجري تداول السهم عنده مرتفعاً بالنسبة، الأمر الذي تتراجع شهية شرائه.
وأضاف أن اسهم البنوك مدعومة بالنتائج الجيدة التي أعلنت للربع الثالث تساهم في التماسك الحالي للأسواق، في حين تظل اسهم العقارات المؤثرة ضاغطة، بحكم أن مستوياته السعرية مرتفعة.
وقال الخطيب إنه ومع انتهاء الشركات من الإعلان عن نتائجها المالية ستعاني الأسواق من حالة فراغ معلوماتي حتى قرب نهاية العام الحالي، مما يرجع غلبة التقلبات والميل نحو الهبوط أكثر من الارتفاع. وعودة إلى أداء الأسواق، أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي عند مستوى 5112,42 نقطة، وانخفضت القيمة السوقية إلى 804,1 مليار درهم.
وبلغت قيمة التداولات 1,5 مليار درهم من تداول 750 مليون سهم من خلال 11058 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 60 شركة من أصل 122 شركة مدرجة في الأسواق، وحققت أسعار أسهم 21 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 28 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم «أرابتك » في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً حيث تم تداول ما قيمته 590 مليون درهم موزعة على 136,14 مليون سهم من خلال 2911 صفقة.
وجاء سهم «إعمار» في المركز الثاني بتداولات قيمتها 158 مليون درهم موزعة على 15,17 مليون سهم من خلال 672 صفقة.
وحقق سهم «المؤسسة الوطنية للسياحة» أكبر نسبة ارتفاع سعري بنحو 13,3% إلى 6,80 درهم من خلال تداول 5000 سهم بقيمة 34 ألف درهم، وجاء في المركز الثاني سهم «البنك التجاري الدولي» بنحو 11,1% إلى 1,90 درهم من خلال تداول 3,06 مليون سهم بقيمة 5,82 مليون درهم.
وسجل سهم «شركة العين للتأمين » أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول حيث أقفل سعر السهم على مستوى 40.20 درهم مسجلا خسارة بنسبة-9.76% من خلال تداول 50 سهما بقيمة 2010 دراهم.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 18,51%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 477,91 مليار درهم.
عدد اليوم
