«حرب الجواسيس» تفرض سياج السرية على تدريبات «الساموراي» و «الكانجارو»

الدوحة (الاتحاد) - يشهد المعسكران الياباني والأسترالي حالة طوارئ مشددة، قبل مواجهة النهائي الآسيوي غداً، وهي الحالة التي ألقت بظلالها على رجال الإعلام المكلفين بمتابعة تدريبات الفريقين، فالأمور ليست سهلة، وحالة التركيز من الجانبين لا تترك لديهما الفرصة الكافية للالتفات لرجال الإعلام والإجابة على تساؤلاتهم إلا في أضيق الحدود، كما أن السرية، باتت الطابع الذي يجمع «الساموراي» و«الكانجارو»، خوفاً من «حرب الجواسيس»، لا سيما وأن كل مدرب ينظر إلى إعلام الآخر، باعتباره ناقلاً لكل شاردة وواردة في معسكره، وبين الجانبين، بدت مهمة الإعلام العربي ثقيلة، إذ عليه أن يدفع فاتورة هذا التكتم الصارم، الذي بلغ حد «الضبابية». وفي المعسكرين، تتشابه الصورة إلى حد التماثل، فالسرية هي العنوان، ومحاولات التخلص من توابع الإرهاق هي ما يشغل المدربين، سواء الإيطالي زاكيروني مدرب الساموراي أو الألماني أوسيك قائد الكانجارو، في الوقت الذي يعيد فيه الاثنان لملمة أوراق الفريقين، بعد المارثون الطويل الذي قطعاه، واستنفد الكثير من طاقتهما، وبينما يرى اليابانيون أنهم الأحق بالحلم الكبير قياساً بتاريخهم مع البطولة، فإن الأستراليين يرفضون التخلي عن الفرصة التاريخية المتاحة لفرض واقع جديد على الكرة الآسيوية، من خلال «الضيف الثقيل» الذي فرض نفسه منذ سنوات قليلة على اللعبة في القارة الصفراء. أما عن المعسكر الياباني، فإن الإيطالي زاكيروني، يولي عناية خاصة بخط الدفاع، من أجل وضع خطة، سيكون شعارها الحرص الشديد، ورفض المغامرة، والاستفادة من التجارب الماضية، والتي كان خلالها الفريق الياباني الأفضل في مجملها، غير أن اختراق دفاعاتها لم يكن بالمهمة الصعبة، فالفريق الياباني حتى الآن، وباستثناء مباراته مع السعودية، استقبلت شباكه أهدافاً في كل المباريات التي خاضها، وبلغت حصيلتها ستة أهداف حتى مباراته مع كوريا الجنوبية، وهو ما كان مؤشراً لمدرب الفريق، بالعمل على المزيد من الانضباط لهذا الخط، لا سيما أن استراليا إذا سجلت سيكون من الصعب اختراقها، فلم يدخل شباك الكانجارو سوى هدف واحد، في المباراة التي تعادلت فيها مع كوريا الجنوبية بهدف لكل منهما في الدور الأول للبطولة. وكان المدرب الإيطالي زاكيروني قد اجتمع باللاعبين وطالبهم بإغلاق ملف الفوز على كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي، وناشدهم التركيز الشديد على لقاء الأسترالي الصعب في النهائي من أجل الوقوف على منصة التتويج الآسيوية للمرة الأربعة في تاريخ المنتخب الياباني وحفر أسمائهم بحروف من نور في سجلات البطولة. وأوضح زاكيروني أن المواجهة مع استراليا تختلف تماما عن مواجهة كوريا الجنوبية لاسيما بعد العرض القوي والفوز القياسي للأسترالي على أوزبكستان بستة أهداف، ووصف الأسترالي بالمنتخب المتكامل بجانب الثقة الكبيرة للاعبيه بعد الفوز الثقيل في نصف النهائي، وطالبهم بالتمسك بالفرصة السانحة من أجل العودة إلى اليابان بكأس البطولة، وحرص المدرب زكيروني على مشاهدة أكثر من تسجيل لمباريات الفريق الأوزبكي بالبطولة، خاصة مباراته مع أوزبكستان في نصف النهائي للوقوف على نقاط القوة والضعف في صفوف الكانجارو. كما بدأ زاكيروني حشد كل أسلحته للمباراة النهائية، وفي الوقت الذي اكتفى بحصة تدريبية واحدة أمس الأول بملعب النادي الأهلي بمشاركة جميع اللاعبين بمن فيهم الذين شاركوا في مباراة كوريا الجنوبية في نصف النهائي، فقد أدى الفريق أمس تدريباً ساخناً، ووضح اهتمام المدرب الإيطالي بصفة خاصة بالشق الدفاعي حتى لا تتكرر الأخطاء التي شهدها هذا الخط في المباريات السابقة. ومن المنتظر أن تكتمل تشكيلة المنتخب الياباني غداً بعودة نجم وقائد خط الدفاع مايا يوشيدا الذي نال البطاقة الحمراء في مباراة اليابان مع قطر في الدور ربع النهائي والذي غاب عن مواجهة كوريا الجنوبية في نصف النهائي وهو من الأعمدة الأساسية التي يعتمد عليها المدرب الإيطالي في المناطق الخلفية، كما سعى زاكيروني إلى تجهيز أكثر من لاعب في الدفاع الذي سيكون في حالة من التركيز وسيعتمد على الزيادة العددية لمواجهة الهجمات السريعة والاختراقات التي يتميز بها فريق استراليا الذي يجيد الارتداد السريع والقوة البدنية، وسيعول زاكيروني غداً بشكل كبير على مدافعه دايكي والذي كان من مكاسب المنتخب الياباني أمام كوريا الجنوبية حيث تمكن من سد فراغ مايا يوشيدا. كما وضح استمرار تركيز المدرب الإيطالي على مجموعة اللاعبين صغار السن، ومنهم دونج يو (18 عاماً) والذي تألق في الدور الأول وفي مباراة كوريا الجنوبية لمواكبة سرعات المنتخب الأسترالي وارتفاع لياقة لاعبيه البدنية العالية. مهام دفاعية خاصة الدوحة (الاتحاد) - إمعاناً في تركيز الدفاع، ستكون هناك مهام دفاعية خاصة للاعبي الارتكاز هاسيبي لاعب فولفسبورج واندو لاعب جامبا أوساكا في منتخب اليابان بعد الدور الدفاعي الكبير لهما في موقعة نصف النهائي وهما يتمتعان بلياقة بدنية عالية ولديهما قدرات دفاعية وخبرة كبيرة وسيكلفان بمراقبة عناصر الخطورة في وسط وهجوم استراليا وهو نفس الدور الذي لعباه أمام كوريا الجنوبية. كما ركز المدرب زاكيروني على النواحي الخططية والتكتيكية مع الاهتمام بالجانب المعنوي أيضاً لتحفيز اللاعبين على الاستمرار بنفس المستوى والروح القتالية العالية لتكون هي السلاح القوي، وقد جاء التدريب الرئيسي للفريق أمس في أجواء سرية، وتدرب الفريق على مدار اليومين السابقين على ضربات الترجيح بشكل مكثف تحسباً للجوء إليها حال التعادل، مثلما حدث أمام كوريا الجنوبية، حيث كانت لها كلمة الحسم، بعد أن دانت للساموراي.