الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هاجس «داعش» في آسيا الوسطى

24 أكتوبر 2015 21:47
احتلت قضايا الدفاع القومي والإرهاب العالمي بؤرة اهتمام قمة زعماء اتحاد الدول المستقلة في منتجع «بوراباي» في كازاخستان كما كان متوقعاً، وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تسرب العنف من أفغانستان إلى إقليم وسط آسيا وطرح فكرة إنشاء قوة مهام حدودية مشتركة مع الدول الأعضاء في الاتحاد. وذكر راديو «أوروبا الحرة» أن بوتين «يتصور إمكانية تشكيل تكتل لقوات حرس الحدود ووكالات أخرى من اتحاد الدول المستقلة للحسم في مشاكل الأزمات على الحدود». وفي القمة التي عقدت يوم 16 أكتوبر، اجتمع زعماء كل من أرمينيا وأذربيجان وروسيا البيضاء وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان لمناقشة مجموعة من الاتفاقات والإجراءات داخل التكتل غير وثيق الترابط لدول الاتحاد السوفييتي السابق، وأرسلت تركمانستان وأوكرانيا وهما ليستا عضوين رسميين في التكتل مراقبين. ويرى عبدالجليل عبد الرسولوف من هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» أن «روسيا توسع وجودها العسكري على امتداد المنطقة» وأن إنشاء قوة حدودية لاتحاد الدول المستقلة «يلائم بالتأكيد هذه السياسة». ولكن ما زالت هناك نقاط ضعف في تغطية بوتين لأطراف روسيا -وتحديداً على امتداد الحدود الأفغانية، وتركمانستان التي تشترك في حدود طولها 744 كيلو متراً مع أفغانستان تعلن حيادها. والعاصمة التركمانية عشق آباد ليست عضواً في أي من تكتلات موسكو المختلفة مثل اتحاد الدول المستقلة والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة اتفاقية الأمن الجماعي أو منظمة تعاون شنغهاي. وأوزبكستان التي تمثل عضواً في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، انسحبت من منظمة اتفاقية الأمن الجماعي عام 2012، وفي سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف أن بلاده لن تستضيف أي جيوش أجنبية ولن تتورط في أي تدخلات خارجية. ويخشى بعض المراقبين الإقليميين من أن يبالغ بعض الزعماء السلطويين في آسيا الوسطى في الحديث عن مخاطر تسرب العنف عبر حدود أفغانستان مستخدمين الإرهاب كذريعة لشن حملة مشددة ضد المعارضة، ولعل بوتين قد عزز هذه المخاوف في القمة، وكان بيان نشره الكرملين أن بوتين حذر زعماء الدول الأخرى في التكتل من أن «الوضع يوشك حقاً أن يكون حرجاً.. الإرهابيون من كل صنف ونوع يكتسبون نفوذاً ولا يخفون خططهم للتوسع، وأحد أهدافهم هو اختراق منطقة آسيا الوسطى، ومن المهم أن نستعد لعمل منسق للتصدي لمثل هذه المحاولات». ولموسكو وجود عسكري كبير بالفعل في وسط آسيا، وفي عام 2013، مددت روسيا مدة تأجيرها لقاعدة في طاجيكستان إلى عام 2042 وقاعدة في قيرغيزستان إلى عام 2032، والقوات الروسية في طاجيكستان، وهي القوة الأكبر خارج روسيا بالفعل وقوامها ستة آلاف جندي، من المقرر أن تزيد لتصل إلى تسعة آلاف جندي بحلول عام 2020، وفي الآونة الأخيرة، ذكرت تقارير أن روسيا سترسل وحدة طائرات هليكوبتر إلى قاعدة «أيني» الجوية. وبدوره ذكر بوتين أنه وفقا «لعدة تقديرات» هناك ما بين خمسة وسبعة آلاف شخص من روسيا ودول أخرى من اتحاد الدول المستقلة «يقاتلون إلى جانب داعش... ويتعين علينا أن نتأكد من أن هؤلاء الأشخاص لن يحملوا الخبرة التي اكتسبوها في سوريا لاستخدامها في بلدانهم لاحقاً»، ولكن هنالك من يرى أن تصريحات بوتين قد لا تخلو من تبسيط للأمر. وربما يكون هناك نحو خمسة آلاف مواطن من وسط آسيا يقاتلون في سوريا والعراق ولكن لم ينضموا جميعهم بالضرورة إلى صفوف «داعش»، وفي تقرير أعده «نوح توكر» بتكليف من الوكالة الأميركية للمساعدات الدولية، أشار إلى معلومات عن الأطراف التي انضم إليها الأفراد القادمون من وسط آسيا في الصراع في العراق وسوريا، ويستحق ذلك التقرير القراءة، وفيه جزء بالغ الأهمية يحلل فيه «توكر» تحيُّزات الوافدين من وسط آسيا وعلاقة هذه التحيزات بالتفسيرات المختلفة التي تحرك الأفراد للانضمام إلى أمراء حرب أهلية بعيدة عن بلادهم. وقد ذكر التقرير أيضاً أن هناك أشخاصاً من وسط آسيا يقاتلون في «جانبي» الحرب الأهلية السورية. كاثرين بوتز* *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©