الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما تحتاجه أفغانستان الآن

24 أكتوبر 2015 21:48
مثّل سقوط مدينة قندوز العاصمة الإقليمية المهمة في شمال أفغانستان بأيدي «طالبان»، صدمة نفسية للشعب الأفغاني، وهزيمة لأفغانستان والولايات المتحدة معاً. ومع ذلك، فهذه الصدمة قد تحفزنا على إجراء تغييرات جوهرية. ومن المهم حالياً العمل دون إبطاء على تحديد مسؤولية الأفغان والأميركيين عن الكارثة، ومعرفة ما يحدث فعلاً، وما الذي يتعين عمله مستقبلاً. ويلزم القول هنا إن قرار الرئيس أوباما، الخميس الماضي، بالمحافظة على مستويات القوات الأميركية بوضعها الحالي حتى العام المقبل، كان قراراً صحيحاً تماماً. ومدينة قندوز التي استردتها القوات الأفغانية، لم تكن أول عاصمة إقليمية مهمة تستولي عليها «طالبان» فحسب، وإنما هي كذلك مدينة يحمل سقوطها في طياته معنى رمزياً كبيراً، لأنها كانت الموقع الأخير ل«طالبان» عام 2001 قبل الغزو الأميركي. والولايات المتحدة وحلفاؤها يتشاركون في المسؤولية عن الخسائر العسكرية إبان معارك استرداد المدينة من أيدي «طالبان»، لأننا بنينا قوات أمنية تعتمد على دعم القوات الجوية، وتحتاج إلى معلومات استخباراتية متواصلة، ودعم مستمر من مستشارين عسكريين. ومع ذلك، قمنا عملياً بإجراءات تقوض ذلك حيث أجرينا تقليصاً حاداً للدعم الجوي، ونقلنا مكونات وقدرات استخباراتية رئيسية إلى العراق، وأقمنا نظاماً مهلهلا للاستشارات في مناطق مفتاحية مثل قندوز على سبيل المثال. وانسحابنا من هذه الوظائف والمهام الحيوية، بناءً على جداول زمنية سياسية، كان بمثابة تجاهل تام للحقائق على الأرض، بما فيها قدرات «طالبان»، واعتناق بعض مقاتليها أفكار «داعش». ومع ذلك، على الأفغان أن يدركوا أن دعم الولايات المتحدة ليس شيكاً على بياض، وأن الحكومة والمعارضة لديهم تحتاجان للعمل سوياً لتحسين الأداء العام وللعمل من أجل توحيد الصفوف بدلاً من التسبب في تمزيق البلاد. نكسة قندوز لا تعني أننا خسرنا الحرب، خصوصاً وأن قوات النخبة من الكوماندوز الأفغان نجحت في استرداد المدينة من أيدي «طالبان» وإعادة السيطرة عليها. وعلى ما يبدو فإن الرئيس أشرف غني والرئيس التنفيذي لأفغانستان عبدالله عبد الله لبّيا النداء الموجه إليهما للعمل سوياً. فخلال الزيارة التي قمنا بها لأفغانستان مؤخراً، واستغرقت 10 أيام، قال لنا كل منهما إنهما اتفقا على تسريع عملية تعيين عدد من المسؤولين، ورشحا بالفعل خمسة محافظين جدد منهم ثلاثة للمحافظات المهمة، وإن تعيينات أخرى سيجري تنفيذها، كما قدما لنا وعوداً باستبدال العديد من كبار الضباط غير الأكفاء وهو إجراء تأخر كثيراً عن موعده. وإذا ما تحسن الأداء الحكومي، فإن الثقة العامة في الحكومة الأفغانية يمكن استردادها. مع ذلك فثمة العديد من الأمور الأخرى التي يتعين القيام بها، مثل التعامل مع الشخصيات المتنفذة الأفغانية، المصممة على تنفيذ أجندتها الذاتية، والساعية للحلول محل الحكومة، لإجبارها على التنحي، مع الاستمرار في المحاولات الرامية لتقليص أساليب الحكم القائمة على السرقات، والرشوة. كما يجب على «غني» و«عبدالله» العمل سوياً وبكفاءة، رغم الرغبات الجشعة لمؤيديهم وخصومهم. وأخيراً هناك حاجة ملحه للتشاور مع الشعب الأفغاني في الأمور التي تهمه. أما الولايات المتحدة فتحتاج من جانبها لاستبقاء مستويات قواتها الحالية، والاستمرار في مستويات تمويلها التي لا تزيد عن 10? مما كانت عليه منذ عدة أعوام، مع التركيز على تقديم المشورة الفنية للقوات الأفغانية. إن تقليص الجهود الأميركية إلى مجرد «جهد لمقاومة الإرهاب» سوف تكون أمراً مقلقاً للغاية، ولا يقل إقلاقاً عما حاول الرئيس بوش القيام به منذ عقد من الزمن تقريباً وفشل فيه. فمثل هذا التقليص المبكر عن موعده لمستوى القوات، سوف يترك القوات الأفغانية وحيدة قبل أن تستكمل جاهزيتها، ويمكن أن يزيد من احتمالات عودة البلاد مجدداً إلى ما كانت عليه من قبل، عندما كانت ملاذاً آمناً للإرهابيين. إن تصميم أوباما على الاحتفاظ بمستوى جهدنا التدريبي والاستشاري الحالي، سوف يوفر دعماً للأفغان ولحلفائنا في الناتو، الذين استبقنا بعضهم في الدعوة للبقاء في أفغانستان، وهو موقف صائب تماماً، للحفاظ على مصالحنا العليا. فاندا فيلباب براون* رونالد نيومان** ديفيد سدني*** *زميلة رفيعة المستوى في معهد بروكنجز **سفير الولايات المتحدة لدى أفغانستان (2005-2007) ***نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون أفغانستان وباكستان ووسط آسيا (2009-2013) ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©