ما بين الانطلاقة ومحطة الوصول الحالية، مرت 44 عاماً، شهدت تطور الحدث الخليجي الكروي الأول، ولكن بقيت المزيد من الأحلام «المؤجلة» في القرن الـ21، وذلك في ظل البحث عن تحقيق الطفرة، والوصول إلى ما هو أفضل. واستضافت البحرين النسخة الأولى، بمشاركة 4 منتخبات فقط هي الكويت، البحرين، السعودية، قطر، وقد حصلت الكويت على اللقب الأول، ولعل المعلومة المثيرة أن أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، هو من فاز بلقب أفضل حارس في كأس الخليج الأولى.
بداية «الأبيض»
وشهدت النسخة الثانية من البطولة، ميلاد «الأبيض» الإماراتي، بعد انضمام المنتخب الإماراتي ومشاركته الأولى، في البطولة التي أقيمت على أرض المملكة العربية السعودية، وحصدت الكويت لقبها أيضاً، والمثير أن أول مباراة للمنتخب الإماراتي في تاريخ البطولة شهدت تحقيق الفوز الأول له في 17مارس عام 1972.
وشهدت النسخة الثالثة منعطفاً جديداً وتحولاً مهماً في مسار البطولة، خلال الظهور الأول للمنتخب العُماني، فارتفع عدد المشاركين إلى 6 منتخبات، قسمت على مجموعتين، واحتفظ وقتها المنتخب الكويتي باللقب الثالث على التوالي. ومع النسخة الرابعة التي أقيمت عام 1976، جاء الإعلان عن المشاركة الأولى للمنتخب العراقي «أسود الرافدين»، ووقتها ارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى سبعة، فأقيمت البطولة بنظام الدوري من دور واحد، وانتهت بفوز الأزرق باللقب في 15 أبريل عام 1976.
وأصرت العراق على استضافة النسخة الخامسة من البطولة عام 79، بمشاركة جميع المنتخبات الخليجية، واستطاع المنتخب العراقي الظفر بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه، لتخرج من حوزة المنتخب الكويتي بعد أربعة ألقاب متتالية، وحصل العراقي حسين سعيد على لقب الهداف برصيد 10 أهداف. وكانت الإمارات على موعد مع تاريخ مميز من البطولة مجدداً، بعدما استضافتها للمرة الأولى، وهي في نسختها السادسة وذلك عام 1982، وشهدت البطولة عودة اللقب مرة ثانية إلى خزائن الكويت، عندما تصدرت منتخبات البطولة بـ 8 نقاط وشهدت البطولة حادثاً مؤسفاً، عندما انسحب المنتخب العراقي من مباراته أمام الإمارات فألغيت جميع نتائجه.
ضيافة عُمانية
احتضنت عُمان البطولة لأول مرة أيضاً في تاريخها، إذ أقيمت النسخة السابعة في مسقط عام 1984، وتوّج المنتخب العراقي بكأس البطولة للمرة الثانية في تاريخه، ومجدداً فشل العُمانيون في تحقيق أول فوز لهم في تاريخ مشاركاتهم في البطولة.
وكانت البحرين على موعد مع تنظيم خليجي 8، التي انتهت بتتويج المنتخب الكويتي بلقب جديد، بعد أن تصدر لائحة ترتيب المنتخبات المشاركة برصيد 11 نقطة، وحصل الإماراتي فهد خميس على لقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف. وعادت «خليجي 9» إلى الأراضي السعودية عام 1988، التي تألق فيها منتخب أسود الرافدين العراقي بشكل لافت، وتمكن من الفوز باللقب بعد جمع الصدارة بـ10 نقاط، كما شهدت البطولة الفوز الأول لمنتخب عمان في البطولة، عقب تغلبه على قطر بهدفين مقابل هدف.
وأقيمت النسخة العاشرة في الكويت مطلع عام 1990، وشهدت انسحاب السعودية قبل انطلاق البطولة، فيما انسحب المنتخب العراقي أثناء المنافسات وتوج المنتخب الكويتي باللقب مجدداً برصيد 7 نقاط.
تغيير بارز
وفي عام 1992، وفي النسخة الـ11 التي استضافتها قطر، تمكن «العنابي» لأول مرة من كسر احتكار العراق والكويت لكأس البطولة، إذ تمكن من الفوز باللقب بعد أن تصدر ترتيب منتخبات البطولة برصيد 8 نقاط، فيما ذهب لقب خليجي 12 عام 1994 إلى الأخضر السعودي، وسيطر المنتخب الكويتي على كأس الخليج الـ13 والـ14، فيما حصل المنتخب السعودي على كأس البطولة مرتين متتاليتين أعوام 2002 و2004.
انضمام اليمن
وكانت كأس الخليج 16، التي استضافتها الكويت قد شهدت المشاركة الأولى للمنتخب اليمني، ومثلت كأس الخليج السابعة عشرة، التي أقيمت في قطر أواخر عام 2004 نقطة تحول مفصلية في تاريخ البطولة، إذ عاد العراق إلى منافسات كأس الخليج بعد أن غاب لأسباب سياسية منذ نسخة عام 1992، فارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 8 لأول مرة وقسمت المنتخبات على مجموعتين، وانتهت بالبطولة بنهائي مثير بين عُمان وقطر حسمه المنتخب العنابي لصالحه بركلات الترجيح. واستضافت الإمارات النسخة الـ18 وتوج بلقبها للمرة الأولى في تاريخه، كما سيطر أصحاب الأرض العُمانيين على لقب النسخة 19 لأول مرة في تاريخهم أيضاً، فيما أقيمت الدورة العشرين في اليمن، وذهب لقبها إلى الكويت، بينما ذهب لقب خليجي 21 التي أقيمت في البحرين إلى الأبيض الإماراتي العام الماضي.
عدد اليوم
