«أسبوع الفن» ينطلق في أبوظبي على إيقاع الضوء والماء

(أبوظبي) - تمنح فعاليات أسبوع الفن، أفراد العائلة فرصة تجربة قدراتهم الابداعية والتعبير عنها فنياً، وذلك خلال الفترة من 17 وحتى 23 أكتوبر الجاري، إذ تهدف مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان تأسيس منصة متكاملة للتواصل والتفاعل مع الجمهور، سعياً لتشجيع الفنون وأصحاب المواهب في الدولة وحثهم على تطوير مهاراتهم وكفاءاتهم، وتتيح فعاليات أسبوع الفن عبر برامجها وأنشطتها المتنوعة، فرص مشاركة جماهيرية واسعة في مجموعة من ورش العمل التفاعلية مع عدد من الفنانين المحليين والعالميين المبدعين، بما يتماشى مع أهداف مبادرة الفن للجميع بتعزيز الوعي المجتمعي العام تجاه مجالات الفنون المبدعة في الدولة وتسهيل الوصول للفنون والتفاعل معها. والفعالية المُقامة في المنتزه ضمن مبادرة الفن للجميع هي مفتوحة لجميع أفراد المجتمع، تقدمها مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، بالتعاون مع «توفور54» منطقة صانعي الإعلام التابعة لحكومة أبوظبي، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومجلس أبوظبي للتعليم، وبلدية أبوظبي، كما تشاركت المؤسسة مع إدارة الفعاليات الترفيهية في شركة فلاش، لتقديم الخدمات اللوجستية، وإدارة وتجهيز الفعاليات. مساحات إبداعية ويتيح المكان للزائر فرصة للاطلاع والاستمتاع بمجموعة من الفنون والورش الفنية التي يسهر عليها مجموعة من الفنانين المحليين والعالميين، فعندما يلج الجمهور من باب المنتزه يجد على يمينه غرفة صغيرة للتسجيل في الورش الفنية التي يختارها، وبعد أن يجتاز الحواجز الأمنية يجد نفسه وسط مسرح مزين بأضواء وألوان ومخدات إسفنجية تقابلها شاشة عرض كبيرة تقدم تفاصيل عما يضمه المنتزه من ورشات وأعمال فنية وخيم تراثية وأقسام فنية، ثم تحمل المتلقي للحديث عن مهرجان فن أبوظبي الذي سيعقد في نوفمبر المقبل، وبعد تجاوز الشاشة ومن زاويتين يعانق 21 طفلاً نحتاً من البرونز قرب النافورة المؤدية للساحة الكبيرة وهي من أعمال الفنان ريتشرد كيمون، وبعدها يجد الزائر نفسه وسط ساحة كبيرة تدور بها مجموعة من الخيم التي صممت بطراز حديث مستوحى من البيئة المحلية، وتقدم هذه الخيم فعاليات متنوعة ترضي المتعطشين للفن والإبداع، وتقدم في جزء مهم منها الفعاليات التراثية من المطبخ الإماراتي والصناعات التقليدية المحلية، وغيرها من الإبداعات التي تربط هذه الأجيال بتراثهم وموروثهم الثقافي. الماء والضوء وتشمل الفعاليات المقدمة، مجموعة متنوعة من البرامج وورش العمل والعروض المميزة تضم، هيكل الماء والضوء للفنان أنتونين فورنياو، وهي فعالية متاحة للجمهور من الساعة 5 عصراً حتى 10 مساءً، حيث سيحظى المشاركون في الفعالية بفرص فريدة لتجربة استخدام تقنية الجرافيك باستخدام الماء والضوء، التي تمثل سطح مكون من آلاف المصابيح الباعثة للضوء، التي تنير بمجرد ملامستها للماء، ويسهر على شرح تفاصيل هذا العمل وكيفية التعاطي معه مجموعة من المتطوعين من جامعة زايد الذين تدربوا على أيدي متخصصين في هذا المجال. وفي هذا الإطار يقول علي الخضر رئيس نادي بصمة التطوعي بجامعة زايد إن النادي سبق وشارك في عدة فعاليات، واليوم يساهم في إنجاح هذه المبادرة بمجموعة من المتطوعين الذين وصل عددهم 22 طالباً تم تدريبهم قبل انطلاق المبادرة على منتزه خليفة، موضحا أن التطوع يكسب الطالب مهارات مهمة في التواصل، كما أن المتطوع بتوالي الأحداث يصبح شاملا، من خلال تطوعه في مجالات فنية واجتماعية وغيرها من الفعاليات. ووقف ريان فؤاد عبد الله الجاسم الذي يدرس المحاسبة بجامعة زايد، يشرح للزوار طريقة تشكيل صور مختلفة عن طريق الماء والضوء على لوح كبير نصب في زاوية من زوايا المنتزه، حيث يقوم بتفسير طريقة استخدام تقنية الجرافيت باستخدام الماء والنور، وذلك على سطح مكون من آلاف المصابيح الباعثة للضوء التي تنير بمجرد ملامستها للماء، بحيث يمكن استخدام فرشاة رسم أو بخاخ المياه، أو حتى الأصابع او أي شيء رطب لكتابة رسالة، لامعة أو لإنجاز رسم مبدع، ليطلع الزوار على تقنيات مختلفة من هذا الرسم. ويذكر أن هذه القطعة الفنية صممت من قبل الفنان الفرنسي أنتونين فورنياو، موضحاً أن هذه الفكرة قد توحي بأفكار أخرى ككيفية خلق نافورات ماء حقيقية وتحيل على خلق ابتكارات جديدة. فن معاصر من جهته يقول جيمس ماثيوز ضابط تعليم في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومشرف على إحدى ورشات تعليم الأطفال في خيمة الفن المعاصر، نقدم في الخيمة أربع ورش فنية تعليمية منها فن الخط ثلاثي الأبعاد، وورشة الصناعات التقليدية والتراثية، الفن الإماراتي المعاصر، وصناعة الخزف المعاصر. وعما يعلمه للأطفال يضيف ماثيوز، أعلم الكبار والصغار على السواء طريقة نقل الصورة بمادة معينة، حيث نختار إحدى الصور من مجلة أو صحيفة، ثم نضع المادة على الصورة التي نريد نقلها باستخدام فرشاة أو سكين عريضة، ثم نغطي الصورة بطبقة رقيقة مستوية من المادة ونضع على وجه الصورة باتجاه الأسفل ثم نضغط على الصورة بقوة، وبعد ذلك نستخدم فرشاة للضغط على الصورة لتثبيتها على السطح، ونمسح باليد علها من المركز باتجاه الجوانب لإزالة أي فقاعات قد تنشأ ثم ننتظر لتجف الصورة، ونرفع بعد ذلك إحدى زوايا الصورة المنقولة وننزع الورقة، نفرك بعد ذلك الألياف الورقية المتبقية المتبقية باستخدام اسفنجة رطبة قليلا للكشف عن الصورة المنقولة، وعندما يتم الانتهاء من كل شيء يتم رش بعض رذاذ الورنيش المطفي اللمعة أو اللماع على الصورة المنقولة، مشيراً إلى أن الورشة تركز على تزويد الزوار بجرعة مركزة مما تعلمه على مدار سنوات طويلة، وقد تكون خطوة أولى على درب الفن. ولفت إلى أن أسبوع الفن، سيقدم للجمهور ورشة عمل للخط العربي، عبر تشكيل حروف أو كلمات عربية ثلاثية الأبعاد لتصميم لوحة جدارية فنية باستخدام الخط العربي التقليدي، وتستهدف الورشة المشاركين من جميع الأعمار، وتمتد لمدة ساعتين وتتسع29 شخصاً، بالإضافة إلى ورشة الصناعات تقليدية والتراثية، التي تتناول تصميم دفتر مزخرف من المواد التقليدية، وصنع سلسلة مفاتيح شخصية باستعمال مواد وطرق عمل تقليدية مستوحاة من التراث المحلي، وتستهدف الورشة المشاركين من جميع الأعمار، وتمتد الورشة الواحدة لمدة ساعتين وتتسع 20 شخصاً، أما ورشة الفن الإماراتي المعاصر فتعرف على صناعة المطبوعات عبر اكتشاف تقنيات الطباعة المتنوعة، باستخدام تقنيات«الاستنسل»، وتحويل الصور لتشكيل أعمال فنية رائعة مستوحاة من الثقافة الشعبية الإماراتية، وتستهدف الورشة المشاركين من جميع الأعمار، وتمتد الواحدة لمدة ساعتين وتتسع 20 شخصاً، أما ورشة الخزف المعاصر، فتهتم بتعليم أساليب تزيين الأواني والمزهريات الفخارية التقليدية باستخدام الطلاء وتقنية التشكيل بالخدش «سجرافيتو»، وتستهدف المشاركين من جميع الأعمار، وتمتد الواحدة لمدة ساعتين وتتسع 20 شخصاً. من جهتها تقول خلود ناصر مدربة فنون تراثية من مركز المواهب والإبداع التي انهمكت في تعليم الأطفال كيفية صنع براويز وتغليفها بهذا القماش، نستعمل الغترة والعقال لتعليم الأولاد بينما نستعمل التلي وأبوثيلة لتعليم البنات وذلك لنربطهم بموروثهم التراثي، والهدف من ذلك تعزيز مفهوم الهوية في أنفسهم وتعليمهم فنون تراثية لتتانقلها الأجيال. إضاءة تسلط الفعاليات الضوء على الحرف اليدوية، عبر تقديم عروض حية في الخيمة التراثية لإتاحة الفرصة للجمهور لتعلم فنون الخوص والتلي والسدو، بالإضافة إلى ذلك تقام على مسرح منتزه خليفة فعالية السينما الفنية، التي تقدم للجمهور متعة مشاهدة مجموعة من الأعمال السينمائية حول الفنون، تستعرض عدة أشكال من روائع الفنون التي أثرت على الثقافة على مر السنين. أعمال إبداعية يغلب عليها الطابع الأنثوي يضم أسبوع الفن أعمالاً فنية وإبداعية لمجموعة من الطلبة والطالبات غلب عليها الطابع الأنثوي، وهي تتكون من 45 قطعة اختلفت عنوانيها بين: السام، قصة اللون الأسود، التعبير، بنات مهرا، برج الدلو، لحظة عابرة، الأثمد، ضوء، عمامة، البرقع، قصة طائر، التراث، وسائط مختلفة، بلاعنوان، صورة ذاتية، الخاتمة، فراغات، ممنوع الوقوف، الإشراقات ثقافة، الأنثى، الروح، وكلها عناوين ومضامين لوحات وأبعاد فنية لمجموعة من الأعمال الفنية التي تنوعت بين الرسم والنحت والتصوير الفتوجرافي وغيرها من الفنون تبقى قراءاتها مختلفة عند الزائر الذي سيصوت لخمسة أعمال منها، والأعمال التي حظيت بأعلى الأصوات ستعرض في مهرجان فن أبوظبي الذي سيقام بجزيرة السعديات الشهر المقبل، والتصويت يتم عن طريق الأيباد، حيث وقف شابان بباب المعرض يطلبان التصويت من الخارج من المعرض الإبداعي، وسيمثل هذا المعرض فرصة للتصويت لصالح أفضل الأعمال الفنية من إبداع طلبة الجامعات والمشاركين في مختبر الإبداع، حيث تروم هذه الفعالية أن يصبح الزائر جزءا من الحدث وفاعلا فيه. تصميم لوحة جدارية باستخدام الخط العربي يلتقي محبو الخطوط العربية في موعد يومي من الخامسة مساء مع فعالية «الفن معنا»، للفنان كريم جباري الذي يبتكر أعمالاً فنية مع الجمهور، يقوم خلالها بالرسم، كل مساء بتصميم لوحة جدارية باستخدام الخط العربي التقليدي مع الفن المعاصر للكتابة والرسم على الجدران، كما سيقدم كريم جباري ورشتي عمل للجمهور إحداهما حول كيفية استخدام كاميرات الرسم بالنور، بالإضافة إلى ورشة حول تعلم فنون استخدام الفرشاة والطلاء معاً. كما يقدم أسبوع الفن، العروض الموسيقية لمختبر الإبداع التي تتيح للجمهور التمتع بالاستماع لمواهب موسيقية من الفنانين المنتمين لمبادرة مختبر الإبداع التابعة لـ توفور 54. كما يحظى الأطفال يوميا بمرح كبير خلال المشاركة في ركن نشاط للأطفال الذي يقدم مجموعة من ورش العمل التفاعلية التي تتيح لهم فرصة التعبير عن قدراتهم الإبداعية في بيئة مريحة وممتعة للعائلات.