(الشارقة) - في مبادرة هادفة إلى المحافظة على المعطيات البيئية، عبر دعوة مفتوحة لجميع الأسر والأطفال للتعرف إلى أنواع مختلفة من الطيور الداجنة التي تعيش في ربوع الإمارات، انطلق مؤخراً معرض هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة للطيور الأليفة في مزرعة الأطفال التابعة لمنتزه الصحراء، ليستمر بفعالياته الشيقة على مدى عشرة أيام متتالية، مركزاً على توجيه الأجيال الناشئة إلى تعزيز ثقافة الاستدامة الطبيعية لدورة الحياة.
ويواصل المعرض فعالياته في ظل أجواء مفعمة بالإثارة والتشويق، حيث احتضنت مزرعة الأطفال مجموعة من البرامج والأنشطة التي تدور حول الطيور المستأنسة التي تربى عادة في المنازل والمزارع وتختلط مع الناس، والتي يندرج تحت فئتها كل من طيور الحبش والدجاج والحمام والنعام والحبارى والبط والأوز والطاووس مع طير الحجل العربي والنحام المعروف باسم «الفلامنجو»، لتفعّل مجموعة من الورش العملية والفنية المخصصة للصغار والطلاب الزائرين من مراحل دراسية مختلفة، كما اشتملت هذه الفعالية على عدد من المعارض الجانبية الأخرى التي تهتم بهذا المجال.
وأوضحت مريم مطر مديرة مزرعة الأطفال في منتزه الصحراء في الشارقة، أن المعرض نوعي يجمع ما بين التعليم والترفيه، فيحمل عنصري المتعة مع الفائدة، ويقام في مزرعة الأطفال، التي تعتبر جزءا مهما من منتزه صحراء الشارقة، ليجمع كل طيور المزرعة، فيعطي للزوار صورة متكاملة عن طبيعة هذه المخلوقات الأليفة وكيفية معيشتها في بيئتنا المحلية ودورها في حياة الإنسان، مع التعريف بصفاتها وطعامها وكافة سماتها المرتبطة بأجواء المنطقة، منظمين في سبيل ذلك جملة من الورش العملية المباشرة أمام جمهور الحضور، مع معارض فنية وأخرى تصويرية على هامش البرنامج، جاءت لتوضح مراحل مختلفة من عمر الطيور الوليدة «الفراخ»، وتتابع تطورات نموها وطبيعتها المتغيرة.
وتتابع، خصصنا خلال المعرض جزء كامل لاستعراض أنواع متعددة من الطيور المحنّطة، والتي حنّطت بشكل خاص من قبل هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الإمارة، مع إضافة نبذة من المعلومات الهامة عن كل طائر محّنط، لناحية الصنف واللون والصفة، كما استعرضنا أيضاً أنواع مختلفة من بيوض الطيور، واضعين نماذج حقيقية وملموسة لكل صنف منها، مبينين الفروقات التي تفصلها عن بعضها البعض، حجما وشكلا ولونا وتكوينا... إلخ، بالإضافة لعرضنا للوحة جدارية تحمل رسما توضيحيا عن العناصر المكونة لريشة الطير وأهم أجزاءها وتفصيلاتها المختلفة، مع مادة معلوماتية وتعريفية مختصرة عنها، لندعمها بورشة حية عن ريش العصافير بكافة أشكاله وأنواعه المتعددة.
وأشارت عائشة الأميري المرشدة في مزرعة الأطفال، إلى أنه تم وضع برنامج حافل يمتد عشرة أيام، مستقبلين جمهور الحضور على فترتين منها الصباحي ومنها المسائي، حيث تخصص عادة الفترة الصباحية لزيارة وفود طلاب المدارس الحكومية والخاصة والتي جاءت خصيصاً لحضور معرض طيور المزرعة ومن كافة أنحاء الإمارات، أما الفترة المسائية فنبقيها عادة مفتوحة لاستقبال الزوار من الأسر والأطفال، وقد وزعنا عدداً من الورش العملية والفنية بين وقتي الصباح والمساء، وذلك ليستفيد منها أكبر عددا ممكن من الحضور، منها ورشة تنسيق الريش، وورشة إلعب وركب، وورشة عش العصفور.
وتضيف، ورشة عش العصفور في المعرض، مخصصة للمرحلة الابتدائية، حيث استمتع التلاميذ بتنفيذ نماذج فنية جميلة على الأطباق الورقية، وباستخدام اللاصق والأغصان المجففة مع الحشائش الطبيعية وصور العصافير الملونة ابتدعنا معا أعشاش دافئة لهذه المخلوقات الصغيرة، ليخرج بعدها كل طالب منهم محتفظا بعمله الفني مع مفهوما يعزز فيه الثقافة البيئية وكيفية المحافظة على عناصرها الحية وتنوعها الحيوي.
كما تصف المرشدة في المزرعة سارة الأمين فعاليات المعرض بالجديدة والمتنوعة، منوهة باشتمال برامجه على الكثير من الجوانب المعلوماتية الهامة والتي تغطي الحياة الفطرية للطيور المستأنسة التي تعيش في بيئة الإمارات، لتوضح كيفية الاستفادة منها من النواحي الاقتصادية والغذائية، وتعّود النشء على تربية هذه المخلوقات الداجنة والحفاظ عليها، مع توزيع الاستبيانات التي تطالب بآراء واقتراحات الجمهور، بالإضافة لاهتمامه بالنواحي الفنية والترفيهية التي أضافت مزيدا من المرح والحماسة على الزائرين، كبرامج المسابقات والأسئلة والجوائز، وفعالية المرسم الحر وورشة تلوين العصافير المخصصة للأطفال.
عدد اليوم
