السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فن الاستمتاع» كيف تكون ناجحاً وسعيداً وقوياً ؟

«فن الاستمتاع» كيف تكون ناجحاً وسعيداً وقوياً ؟
20 فبراير 2010 20:59
أنجز الدكتور توفيق أحمد القصير بحثاً معمقاً عن السعادة، استغرق فيه 8 سنوات من البحث والتأمل، فألف كتاباً تحت عنوان «فن الاستمتاع: كيف تكون سعيداً وناجحاً وقوياً؟ يقول على المرء أن يكون سعيداً في كل يوم، فلربما ليس هناك غد، وأن لا يشكو من الماضي، ولا يقلق على المستقبل، فإذا كان مستمتعاً، أصبح منتجاً وراضياً، يسعد بذلك من هم حوله، وكذلك أقرباءه وجيرانه ومجتمعه وصولاً إلى جميع من يحيط به. كيف يمكن صد الطاقة السلبية التي يمكن أن تنتقل من أي طرف آخر؟ يجيب توفيق القصير: لابد أن نعرف أولاً أن هذه الهالات قد خلقها الله لتحمي الإنسان، وتقيه من شر المؤثرات الخارجية، سواء كانت بسبب توجيه طاقة سالبة مركزة عليه، أو عائدة لوسائل السحر، أو الاستعانة بالقوى الخفية من الجن، أو باستعمال وسائل إلكترونية لتسليط الأشعة الكهرومغناطيسية على الإنسان بغرض السيطرة عليه، وتسخيره لتنفيذ أوامر ومهمات معينة، كما كانت أجهزة الاستخبارات الألمانية تفعل في الأربعينات من القرن الماضي، وقد انتقلت هذه التقنية إلى كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي. وهناك قرائن وكتابات عديدة عن استخدام هذه الأجهزة لوسائل إشعاعية كهرومغناطيسية للسيطرة على بعض الأشخاص للقيام بمهمات خاصة دون أن يشعروا، وهذا ما سمي فيما بعد بتقنية السيطرة على العقل. وعند تمتع الإنسان بصحة بدنية وعقلية وروحية سليمة، فإن الهالات الذاتية الكهرومغناطيسية المحيطة بجسمه تعمل على وقايته من الاختراق الخارجي، ومنع العبث والتأثير على قدراته الجسمية والعقلية والروحية. وعن إمكانية قراءة هالة إنسان أمامنا يقول القصير: إن الهالات المحيطة بالإنسان، بألوانها وأشكالها وأحجامها، تعبر تعبيراً صادقاً عن حالته الجسمية والعقلية والروحية، ولا يمكن أن تكون خادعة، لأنها منطلقة إشعاعياً من محور الإحساس والوعي والروح، ألا وهو العصب الشوكي المتصل بالمخ، كما أن المخ متصل اتصالاً جيداً بالقلب من خلال عدة وسائل للاتصال وتبادل المعلومات. إن هذا الجزء من الجسم هو المركز الصادق المعبر عن الأحاسيس والشعور واللاشعور والفكر والروح، وهو المصدر الأساسي للتدفق الكهرومغناطيسي الطيفي حوله. ويشابه بهذه الطبيعة الكتلة المعدنية الذائبة في قلب الكرة الأرضية، والمكونة من الحديد والنيكل المسال، والتي انتجت الجاذبية والقوة المغناطيسية العجيبة للكرة الأرضية، وما يحيط بها من خطوط كثيفة ومجالات مغناطيسية، تتدفق من القطب الشمالي لتغلف الكرة الأرضية كاملة، وإلى ارتفاعات شاهقة فوقها لتجتمع مرة أخرى في القطب الجنوبي بنظام متقن ومتماسك، وبتدفق مستمر لهذه القوة منذ أن تكونت الكرة الأرضية قبل ملايين السنيين، وأصبحت كوكباً منفصلاً وموطناً للإنسان والحيوان والنبات معاً. وقد لوحظ أن الإنسان يكون في أحسن حالاته الإبداعية والروحية عندما تبلغ سرعة الاهتزاز الصادرة عن المخ مقاربة لاهتزاز الأشعة الكهرومغناطيسية الأرضية، وهي 8 ذبذبات/ الثانية، وهذه عادة يصلها بعض العلماء والعباد ومدربي الرياضات الروحية. إلا أن القدرة على رؤية هذه الهالة هي مهارة خاصة موجودة عند أشخاص معدودين قد تدربوا على قدرة الاستبصار، وهي قدرة ممكن أن يكتسبها الإنسان إذا تمكن من تنشيط ما يسمى بالعين الثالثة الموجودة لدى كل منا، والقدرة هذه تحتاج إلى مستويات من الصفاء الروحي وامتلاك الهدوء والسكينة اللازمة للحصول على كامل التركيز والوعي الباطني، أو بالتأمل في أجواء هادئة وبعيدة عن المؤثرات الصوتية والضوضاء بأنواعها، وهذه القدرة تكتسب مع مداومة التدريب، ومحاولة الوصول إلى الصفاء الذهني وتقليل الأفكار والهواجس التي يولدها المخ، حتى يصل الإنسان إلى مستوى من الهدوء والصفاء الداخلي والوصول إلى حالة التواصل الكوني، وتفعيل مصدري الطاقة الرئيسية لديه، الرأسي والأساسي، لتمكين النشاط الكهرومغناطيسي من التدفق بسهولة ويسر لإعطاء كافة أعضاء الجسم الطاقة اللازمة لحالة الوعي الكامل التي أودعها الله الروح، بحيث تتصل بالبيئة المحيطة وبمصادر الطاقة الكونية والأرضية، وتمنحه البصيرة التي تتجاوز البصر، والشعور الذي يتجاوز قدرة أعضاء الإحساس في جسمه، ويكون في حالة انسجام تام لروحه وعقله وحالته الجسمية. التحكم في الهالات كيف يمكن للإنسان أن يتحكم في هالاته؟ هذا ما يجيب عنه القصير ويقول: لقد اكتشف الإنسان منذ القدم بأن التأمل له قدرة عجيبة في التأثير على قوّته وبعد ذلك رفع طاقته، وجعلها إيجابية، ومنح هالاته الثلاث حجماً أكبر وشكلاً أجمل، وألواناً أكثر بهاء وتألقاً. ولكي يرفع الانسان من طاقته، يقترح عمل الممارسات الآتية والدوام عليها: كثرة الخلوة والهدوء والتأمل في مخلوقات الله، وفي السماء والأرض والجبال وتدفق المياه. تكون الخلوة أكثر فائدة إذا كان المكان مناسباً وهادئاً وكانت الجلسة مريحة، وبعيدة عن الضوضاء، بأشكالها الطبيعية والصناعية. محاولة ضبط الأفكار والهواجس والسيطرة عليها وتقليلها قدر الاستطاعة، والتأمل في أعماق نفسه، والعمل على عزل نفسه مما حوله من عوالم وبيئة ومؤثرات. مما يساعد على التأمل، وحصول الخشوع، إغماض العينين والاسترخاء والتسبيح والدعاء. ليست هناك أذكار محددة، أو وضع محدد للجلوس، وإن كان الأفضل الجلوس على الأرض بصورة مريحة، أن يستنشق الإنسان كمية كبيرة من الهواء يملأ به رئتيه، ويبقي الهواء قليلاً قبل إخراجه ويكون إدخال الهواء من خلال الأنف، وإخراجه من الفم. طلب الطاقة والقوة والتعافي من الله، والإلحاح في ذلك والاستمرار عليه، وحصول الخشوع المطلوب، وتواصل الروح مع خالقها، والتواصل مع الطاقة العجيبة الباهرة التي يسخرها الله للإنسان، إن هيأ نفسه لاستقبالها والاستفادة منها، في طمأنينتة وفي صحته الجسمية والعقلية والروحية. علاقة الإنسان بالكواكب يتساءل القصير: والآن ما طبيعة العلاقة بين الإنسان والأرض والشمس والقمر؟ هل هي علاقة مودة وارتباط؟ أم علاقة ارتياب وعداء؟ ويجيب إن هذه الكتل العملاقة بوزنها وحجمها وطاقاتها المغناطيسية وما يتولد عنها من طاقة كهربائية وموجات كهرومغناطيسية، لا يمكن أن تكون إلا صديقة لهذا المخلوق المتطور (الإنسان)، والإنسان العاقل لا يمكن أن يدافع علاقات من الشك والارتياب والخوف من هذه الكتل العملاقة، بل الأولى به أن يحس بالحب والانسجام والارتباط العضوي بها، لأنه حتى لو حاول عدائها والنظر إليها بعين الشك والريبة، وأنها تقوم بعدائه وحربه وتسليط بعض الظواهر عليه، مثل البراكين والزلازل والفياضانات والعواصف وحرارة الشمس وغزارة الأمطار تارة، والصواعق والعواصف الشديدة والأعاصير، لو نظر الإنسان إلى هذه الظواهر على أنها تسلط من الأرض الأم، والشمس النجم العملاق والقمر المضيء، وهي تحاول إيذاءه وإنزال العقوبة به، فإنه واهم، وإنه حقيقة يحارب وجوده، ويحارب كائنات خلقها الله تعالى لمصلحته وسخرها لإسعاده ولإمداده بالطاقة والنور والغذاء والهواء والحياة. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (لقمان- آية 29) وقال سبحانه وتعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} (الرعد- آية2) ولعله من الحكمة والمنطق أن نشعر بأن الكون نظام محكم، والإنسان جزء منه، ولكنه مخلوق كرمه الله، وجعل هذه الآيات العظيمة تعمل لصالحه ولبقائه ولإمداده بمقومات الحياة والإبداع، والاستمرار في إعمار كوكب الأرض، كما أراد الله لهذا المخلوق أن يكون، وأمده بقدرات جبارة معقدة، وسخر كل الكائنات والكواكب والأقمار لخدمته وإمداده بالطاقة التي يحتاجها، إنما عليه أن يكون على انسجام وارتباط ومودة معها، ويشعر بالامتنان والرضا والشكر للخالق العظيم، الذي هيأ له هذه السبل والإمكانات والقدرات للعيش الكريم، ووهبه نظاماً محكماً فريداً فهو من مكونات الأرض البسيطة المعروفة بعناصرها الكيماوية بما فيها الماء الذي يشكل أكثر من 75% من تكوين الإنسان، ولكن بعد اكتمال خلقه، نفخ الله به الروح فأصبح كائناً فريداً متطوراً تتضافر فيه ثلاث قوى هي قوة الجسم وقوة العقل وقوة الروح التي وهبه الله إياها معرفة هالات الناس كيف ُيمكّن معرفة هالات الإنسان من علاج بعض الأمراض؟ يقول عن ذلك القصير: بما أن الهالات المحيطة بجسم الإنسان هي منبعثة أصلاً من داخله، فهي معبرة عن الصحة البدنية والعقلية والروحية لديه، وهي بذلك أفضل مقياس لسلامة الإنسان وصحته العامة، متى ما توفرت الأجهزة الدقيقة اللازمة لقياس الاهتزاز وحجم وشكل وألوان الأطياف أو الهالات المحيطة بجسمه. إن التحليل الطيفي لهالة الإنسان، والتمكن من قراءته بصورة دقيقه، سيفتح الباب على أسلوب آخر للكشف عن الحالة الصحية البدنية والعقلية والروحية للأشخاص كما أسلفنا سابقاً. وهذا التحليل سيتجاوز في عمقه ومدلولاته التحليلات الطبية للأمراض والعوارض الصحية البدنية أو الاعتلال النفسي والعقلي. وعندما يتمكن العلم من ضبط معيارية الأجهزة والأدوات المستعملة في التحليل الطيفي لطاقة الهالات المحيطة بالإنسان، فإنه سيتمكن من تقديم تشخيص أكثر فائدة وتحديداً للطبيب أو المعالج، وربما يكون وصف العلاج أكثر دقة وأقدر على الشفاء، خصوصاً أن هذه الحالة تعبر عن الحالات الأساسية الثلاث للإنسان، حالة الجسم والعقل والروح. والعلاج بالطاقة يقدم بديلاً متقدما لأنواع العلاج التقليدي الحالي، فهو يقوم بتنشيط مسارات الطاقة في الجسم بصورة دورية، ومن الممكن أن يقوم بها الإنسان بنفسه دون الحاجة للآخرين، من خلال تمارين يمكنه المداومة على ممارستها والتدرب عليها، وبذلك فإن هذه التمارين تكون وقائية وتحصينية وتزيد دائما من قدرات الجسم والعقل والروح على مقاومة الأمراض والعوارض الصحية اليومية، والعمل على تفريغ شحنة الطاقة السالبة المكتسبة خلال الحياة، من الأفكار الذاتية السالبة أو مخالطة سالبي الطاقة، وبذا تتم معالجة الأمراض والمشاكل أولًا بأول دون الحاجة للجوء المستمر إلى العلاج الطبي وما يحمله معه من الاعتماد على الآخرين وكذلك استعمال الكيماويات الضارة بصحة الجسم. كيف نعلم أولادنا السعادة؟ يجيب القصير: يمكن تعليم الأبناء آلية الوصول إلى السعادة من خلال لفت أنظارهم إلى أمور قد تبدو بديهية، ولكن حين يتأمل الإنسان فيها يجدها في غاية التأثير، فمثلاً يمكن أن نطلب من أبنائنا التأمل يومياً بالأمور الآتية: قبل النوم يجب أن يكون الذهن خالياً من أي كره أو حسد أو ضغينة أو رغبة في الانتقام أو الإساءة لأي مخلوق. فكر بما أنت عليه من صحة وعافية وقدرة على النوم والاستمتاع والاستغراق فيه. عندما تستيقظ، اعلم أنه يوم جديد، وهي صفحة جديدة فتحت، وفرصة لك أن تعمل أعمالاً إيجابية، اعقد العزم على أن يكون يومك خيراً من أمسك وأكثر إنجازاً وتفاؤلاً. عندما تفتح ستارة الغرفة فترى ضياء الصباح، فاعلم أن هذه الشمس تشرق لك، وترسل النور لقلبك، وتبعث طاقتها لروحك، وأن أشعة الشمس ونورها وطاقتها اليوم هي غيرها بالأمس، فهي متجددة في العطاء وكذلك يجب أن تكون أنت متجدداً. عندما ترى النور، ابتسم ابتسامة خالصة من الأعماق، وخذ نفساً عميقاً، واملأ رئتيك بالهواء عدة مرات، وقل الحمد لله.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©