الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معارك تعز تمنع تهريب الأســــلحة للحوثيين

معارك تعز تمنع تهريب الأســــلحة للحوثيين
25 أكتوبر 2015 02:16
حسن أنور (أبوظبي) تصاعدت حدة القتال خلال الأيام القليلة الماضية في اليمن بين القوات الموالية للحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع صالح ليمتد إلى العديد من المحافظات الرئيسية في مقدمتها تعز وإب ومأرب والجوف فضلاً عن قصف مواقع المتمردين في البيضاء وصنعاء.. يأتي ذلك في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن عزم الأمم المتحدة عقد اجتماعات في جنيف للأطراف اليمنية لبحث سبل إيجاد تسوية للأزمة. ومن الواضح أن الحوثيين وحليفهم صالح يريدون تحقيق أي مكاسب على الأرض بعد خسائرهم المروعة خلال الأسابيع الماضية قبل الجلوس إلى مائدة الحوار غير أن القوات الموالية للشرعية وبدعم من قوات التحالف أفسدت كل مخططاتهم. ويرى محللون سياسيون ومتابعون للعمليات العسكرية في اليمن أن المعطيات تدل على أن المعارك ستستمر في المستقبل القريب، حيث تخطط قوات التحالف للسيطرة على محافظة تعز بكاملها، لوقف عمليات تهريب الأسلحة التي قد تصل إلى «الحوثيين» وقوات صالح عبر البحر، كما أنها تأمل السيطرة على محافظة مأرب بالكامل، للاستعداد عندها لمعركة الفصل في الحرب، والتي تتمثل في الهجوم المنتظر على العاصمة صنعاء التي لها أكبر تأثير معنوي على مجمل الحرب في اليمن. يأتي ذلك فيما بدأت القوات السودانية ضمن التحالف العربي انتشارها في مختلف المواقع باليمن وتسلم مهامها إلى جانب أشقائها بقوات التحالف العربي، وتضم القوات المسلحة السودانية مختلف التخصصات العسكرية لتكون قادرة على تنفيذ جميع المهام الموكولة إليها. عسكرياً، حققت القوات والجماعات القبلية المسلحة الموالية للحكومة الشرعية، وبإسناد جوي من التحالف العربي، تقدماً كبيراً على المتمردين الحوثيين في المعارك الدائرة بتعز وسيطرت على مواقع ومناطق إستراتيجية في المدينة أهمها تطهير شارع الأربعين ومنطقة «الكمب الروسي» وتبة «الصبري» في شمال شرق المدينة من الحوثيين، فيما تستمر قوات الجيش والمقاومة في «تطهير وادي عرش بعد السيطرة على بيت المحضار والقناصين المتركزين فيها». وأجمع المراقبون أن السيطرة على شارع الأربعين الذي يمتد من الشمال إلى وسط المدينة «يمثل انتصارا كبيرا للمقاومة». وفي مدينة إب المجاورة، لقي العشرات من متمردي جماعة الحوثي حتفهم في معارك مع مسلحي المقاومة في «جبل الرخام» الحدودي مع محافظة الضالع الجنوبية بينهم قائد الحملة العسكرية للمتمردين وذلك خلال العملية العسكرية الواسعة التي أطلقت عليها المقاومة المحلية اسم «البرق الخاطف». وذكرت مصادر قبلية في الجوف أن مواجهات عنيفة دارت بالرشاشات الثقيلة في منطقة «وادي وسط» ببلدة «خب والشعف» التي تحتل مساحة جغرافية كبيرة في المحافظة المحاذية للسعودية ويسيطر عليها الحوثيون منذ شهور، واندلعت المعارك بعد أن حاول الحوثيون وقوات صالح السيطرة على المنطقة التي تربط بين معسكري الخنجر واللبنات جنوب المحافظة، حيث الحكومة الشرعية تحشد قواتها تمهيدا لاستعادة المعسكرين من المتمردين في خطوة تمهد لتحرير هذه المحافظة المجاورة لصعدة المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي المتمردة. إلى ذلك، كثف طيران التحالف غاراته على مواقع المتمردين الحوثيين وقوات صالح في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط البلاد، وقالت مصادر في المقاومة إن الغارات استهدفت للمرة الأولى معسكر «القصير» في منطقة «قيفة» إضافة لمعسكر اللواء 139 مشاة ميكانيكي في مدينة رداع. وبدا من هذه التطورات العسكرية على الأرض أن قوات الشرعية والتحالف العربي أفشلت تماماً رهان المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح في إطالة أمد المعارك في اليمن وجرها إلى سيناريو فيتنامي آخر، على حد وصف بعض المراقبين الذين قالوا إن التحالف يعمل على الحسم التدريجي في حين أن الجهد العسكري ليس مفتوحاً على مصراعيه بل يملك أهدافاً محددة وقابلة للتحقيق، بموازاة تعزيز قوة الحكومة الشرعية لتكون الدرع الحامية للمنطقة من عودة هذه الميليشيات. الانقسام يسود حزب صالح في تطور لافت على وجود رفض قوي داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي كان يترأسه المخلوع صالح لسياسات المخلوع بخيانة البلاد والانجرار وراء مخططات الحوثي لمد النفوذ الفارسي لليمن أعلن الحزب اختياره للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيساً للحزب وذلك بعد أيام على عزل هذه القيادات الموجودة في الخارج الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من رئاسة الحزب وإحالته للمحاسبة التنظيمية، وسيعزز هذا القرار الانقسام داخل الحزب الأكبر في البلاد، حيث لا تزال قيادات وقواعد في الداخل تدين بالولاء لمصلحة الذي أسس «المؤتمر الشعبي العام» في أغسطس 1982. تأمين عدن والمناطق الجنوبية في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الأمن في جنوب اليمن والحيلولة دون انتشار عملاء المخلوع صالح من أعضاء تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، انتهاز الفرصة لبث الرعب والخوف بين المدنيين من خلال القيام بعمليات التفجير والإرهاب، جهزت المقاومة الشعبية في جنوب اليمن أكثر من 6 آلاف جندي للمشاركة ضمن الخطة الأمنية التي تم إعدادها من قبل دولة الإمارات لحفظ الأمن والاستقرار في مدينة عدن المحررة، كما تم إرسال وحدات أمنية إلى دول مجاورة من أجل التدريب والتأهيل ضمن خطة أمنية متكاملة لمدينة عدن. وأكدت مصادر يمنية أن هذه الخطوة تأتي أيضا ضمن جهود الدولة اليمنية لإدماج مقاتلي المقاومة الشعبية ضمن السلك الأمني والعسكري، حيث سيتم توزيع هذه القوة على مراكز الشرطة في مديريات عدن الثماني، وستعمل على تأمين المدينة وحمايتها وفرض الأمن والاستقرار. الحوار الأممي دأب المتمردون الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح على استخدام ورقة المفاوضات من أجل تمرير مشاريع على الأرض في ظل الهزائم المتكررة التي لحقت بهم منذ اندلاع عاصفة الحزم في أواخر مارس الماضي، فعملت قيادات التمرد على الدعوة إلى المفاوضات مع الشرعية اليمنية بعد الرفض والتعنت في تنفيذ وتطبيق قرار مجلس الأمن 2216، غير أن الدعوة الأخيرة للحوار والتي من المقرر أن تجري في وقت لاحق من هذا الشهر شملت موافقة المتمردين على امتثالهم به، والتأكيد على أن أي اتفاقات ستكون مبنية عليه ومستندة على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. وقام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتوجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبلغه فيها بموافقته على حضور جلسات المحادثات التي دعت إليها الأمم المتحدة. وأوضح هادي في الرسالة عن بدء أولى الخطوات بتشكيل لجنة فنية لتهيئة وإعداد المتطلبات التي تضمن تسهيل عملية المشاورات ونجاحها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©