طائرات «كوانتاس» تحلق بأمر قضائي

استأنفت شركة طيران “كوانتاس” الأسترالية رحلاتها أمس بعد قرار محكمة خاصة بالخلافات التجارية إنهاء نزاع مرير أدى إلى توقف أسطول الشركة من طائرات الركاب واثار غضباً سياسياً بالغاً، فضلاً عن سخط المسافرين. وانطلقت اول رحلة للشركة من سيدني إلى جاكرتا وعلى متنها 88 راكباً فجر أمس بتوقيت سيدني، ما وضع حدًا لتوقف نادر دام 46 ساعة هدد بالإضرار بالاقتصاد الأسترالي وبسمعة الشركة. وقالت صوفيا كونولي، المتحدثة باسم “كوانتاس” إن “عشر رحلات أقلعت ونأمل أن تقلع كافة الرحلات المتأخرة ما ينهي انتظار الركاب في غضون الساعات الأربع والعشرين إلى الثماني والأربعين المقبلة”. وكان الإعلان عن توقف رحلات الشركة السبت الماضي أدى إلى تقطع السبل بسبعين ألف راكب في 22 مدينة حول العالم، مصعداً حدة النزاع المستمر منذ فترة مع النقابات. وأشاد المستثمرون بحكم المحكمة التجارية باستئناف الرحلات وأنهاء أشهر من الإضرابات والاحتجاجات من جانب موظفي نقل الحقائب والمهندسين والطيارين. وأغلقت اسهم الشركة على ارتفاع نسبته 4,4%. ووعد آلان جويس المدير التنفيذي للشركة، بإعادة الأمور الى نصابها، مقللاً من احتمالات تعرض الشركة صاحبة علامة “الكنجر الطائر” لخسائر طويلة الأمد. كما تعهد بالمضي قدماً في برنامج إعادة هيكلة يركز على آسيا وهو البرنامج الذي كان قد آثار سخط النقابات. غير أن هيئة “موديز” للتصنيف الائتماني، كانت أقل تفاؤلاً، حيث صرحت أنها تدرس خفض التصنيف الائتماني لـ”كوانتاس”، بعد توقفها الجوي. ورجحت “موديز” أن يؤثر التوقف، فضلاً عن العلاقات المضطربة بين الشركة وموظفيها “على حجز التذاكر المستقبلي للشركة، فضلاً عن ربحيتها وقيمة علامتها التجارية على المدى الأبعد”. وفي تلك الأثناء، مازال الغضب بالغاً بين الركاب العالقين، بينما بدأت الشركة جاهدة العمل على تسيير رحلات تنقلهم إلى وجهاتهم في أسرع وقت ممكن. وقالت جاكي ساسو، وهي جنوب أفريقية (40 عاماً)، إنها لم تستطع العودة في موعدها بعد رحلة عمل في سيدني، وأضافت “اشعر بغضب بالغ وإحباط شديد. لن أطير أبداً على (كوانتاس) بعد اليوم!”. وكانت “كوانتاس”، الممثلة للخطوط الجوية الأسترالية والتي تأسست قبل تسعين عاماً، قد صدمت أستراليا حينما أعلنت قرارها وقف كافة طائراتها حتى تتمكن من إنهاء الخلاف العمالي المرير. و”كوانتاس” هي عاشر شركة طيران في العالم في حجم حركة النقل الجوي التي تقوم بها. واتخذت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد خطوة نادرة بمطالبتها الهيئة المسؤولة عن ضوابط العمل وحقوق العمال الأسترالية بالتدخل لتسوية الموقف، خشية أن تؤدي الأزمة إلى الحاق ضرر اقتصادي كبير بالبلاد. وبعد جلسة استماع ماراثونية، أصدرت المحكمة المعنية أمراً في صالح “كوانتاس” بوقف كافة أشكال الاحتجاج والإضراب، مع إعراب مسؤولي السياحة عن قلقهم من اثر توقف الشركة على صورة أستراليا على المدى البعيد. وثمة خلاف مستمر بين إدارة الشركة وثلاثة نقابات تمثل موظفيها حول الرواتب وخطط “كوانتاس” إعادة تركيز عملياتها على السوق الآسيوي. ورحب جويس بأمر المحكمة مدافعاً عن القرار الذي اتخذه بوقف كافة رحلات الشركة، حيث قال إن النقابات لم تترك له خياراً بعد أن هددت بإضرابات قد تستمر عاماً. وتقول الشركة إن الاحتجاجات كلفتها 15 مليون دولار أسترالي (16 مليون دولار أميركي) أسبوعياً. وأعربت النقابات عن خيبة أملها تجاه أمر المحكمة مع الالتزام به بانتظار تدارس استئنافه. كذلك أعربت جيلارد ووزراؤها عن غضبهم من قرار الشركة وقف عملياتها دون إشعار يذكر خلال عطلة أسبوع مزدحمة قبل سباق خيول ملبورن وأثناء استضافة أستراليا قمة الكومنولث التي ضمت وفوداً من 54 بلداً. وقالت رئيسة الوزراء “اعتقد أن هذا الإجراء من جانب (كوانتاس) كان متطرفاً، وقد تسبب في فوضى للمسافرين وكان بإمكان (كوانتاس) اتخاذ إجراءات أخرى دون هذا القرار”.