الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيلم جديد يطرح هذا السؤال: ماذا يحدث لو عاد هتلر لألمانيا؟

25 أكتوبر 2015 15:12

مضت 70 عاما منذ أن أطلق الزعيم النازي أدولف هتلر على نفسه النار في مخبأ ببرلين. خلال السنوات التي أعقبت مقتله يبدو أن ألمانيا تغيرت عن عهده لدرجة هائلة، ففي حين أن ألمانيا في عهد هتلر كانت تقوم على الاضطهاد والعنف فإن ألمانيا اليوم تشتهر اليوم بأنها بلد الكفاءة.

ماذا سيكون  أثر هتلر على ألمانيا اليوم؟  والأهم ماذا سيكون رد فعل  الألمان تجاهه؟ هذا سؤال يطرحه  فيلم "انظر من الذي عاد" المقتبس  عن رواية بالاسم ذاته وحققت  أعلى مبيعات عام 2012 ويسعى للإجابة  عليه.

النتائج مذهلة  وربما تكون مقلقة، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية. في الفيلم ولأسباب غير منطقية يظهر هتلر مرة أخرى بطريقة سحرية في مشروع للإسكان بشرق برلين قرب الموقع الذي أطلق فيه الرصاص على نفسه، بعد مقابلة بالصدفة مع منتج تلفزيوني يدبر مؤامرة كي يصبح نجما تلفزيونيا.

تدور أغلب  أحداث بداية الفيلم حول دهشة هتلر من تغير العالم منذ عام 1945. يقوم بدور الزعيم النازي الممثل أوليفر ماسوتشي ويعبر في الأحداث عن صدمته من وجود بولندا، كما يكشف عن الاستياء من الديمقراطية في ألمانيا. وهو لم يتعاطف إلا مع حزب الخضر الذي يهدف إلى الحفاظ على الطبيعة في ألمانيا.

وقال صارخا  بعد أن شاهد التلفزيون الألماني  مليئا ببرامج الطهي وبرامج  الواقع "أنا سعيد أن جوبلز  لم ير هذا".

هذا الجزء  من الفيلم مسلٍ لكنه محض  خيال بالطبع. يقول المخرج ديفيد  فنت إن الهدف ليست الدقة  التاريخية وإنما تحويل سمات هتلر إلى فيلم كوميدي. وأضاف  المخرج "إنه لا يأخذ هتلر على محمل جدي".

المذهل في  الموضوع رد فعل الألمان تجاه  هتلر. الخدعة الكبرى في الفيلم  هي أن المشاهد التي يقابل  فيها هتلر مواطنين عاديين هي  مشاهد لناس حقيقيين فعلا وليسوا ممثلين. هنا يسعى الفيلم إلى  محاولة طمس الحدود بين الحقيقة والخيال عندما يتفاعل أشخاص حقيقيون مع هذا التصوير الخيالي لهتلر.

كان رد فعل أغلب الناس العاديين تجاه رؤية هذا الزعيم النازي هو السرور، فقد التقطوا لأنفسهم صور سيلفي مع الزعيم وأدوا التحية النازية الشهيرة. بل إن المهاجرين غير الأوروبيين كانوا سعداء لرؤية الزعيم النازي كما قال المخرج "لأنهم ربما درسوا التاريخ من زاوية مختلفة قليلا".

قال فنت  إن المنتجين طلبوا منه أن  يتضمن الفيلم ردود فعل أكثر  سلبية لكنهم لم يتمكنوا من  ذلك، إذ كان هناك شخصان فقط تصرفا بطريقة سلبية خلال 300 ساعة تقريبا من التصوير. أحد هذين الشخصين اللذين كان لهما رد فعل سلبي وكان مشهد من ضمن الفيلم في بلدة بايرويت بإقليم بافاريا قال له "في عام 2014 إذا جاء شخص إلى الساحة الرئيسية في بايرويت متظاهرا بأنه هتلر وإذا تعامل معاه المواطنون بصورة عادية فعلي أن أقول: هذا لا ينبيء بالخير لألمانيا...لو كان بيدي لطاردتك".

يذكرنا رد  الفعل الإيجابي تجاه هتلر بين  الألمان بالطريقة التي يتعامل  بها الصينيون مع ماوتسي تونج  أو جوزيف ستالين في بعض أجزاء  روسيا. وقال فنت إن هذه المسألة  لفتت نظره أيضا قائلا "إذا  وضعت صورته على تي شيرت سيشتريه  الناس". والمدهش بالنسبة للمخرج أن الكثير من الناس أبدوا امتعاضهم من الديمقراطية ومن الهجرة. فقالت امرأة على سبيل المثال إن كل المشاكل التي تعاني منها ألمانيا ترجع إلى المهاجرين، وقال رجل آخر إن المهاجرين الآتين من افريقيا يتسببون في تراجع معدل الذكاء في المانيا بنحو 20 في المئة.

ومن المشاهد  المقلقة حقا كيف أن هتلر  في الفيلم أقنع فعلا مجموعة  من الناس الحقيقيين من مشجعي  الكرة بمهاجمة ممثل آخر كان يقول كلاما معاديا لألمانيا. قال فنت إن طاقم الفيلم لم يتوقعوا حقا أن يحدث هذا وكان عليهم التدخل قبل أن يتعرض الممثل للضرب فعلا.

وما يدهش  فنت أيضا أن هذه الآراء لا  تصدر من متطرفين بل من أشخاص  عاديين قائلا "ليسوا من النازيين  الجدد بل أشخاص عاديون من  الطبقة المتوسطة"، ردود فعل  الناس جعلت صحيفة برلينر مورجن بوست تقول "وكأن هتلر لم يرحل قط".

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©