بعد أن حققت تجربة عدد من نجوم الكرة الآسيوية في الملاعب الأوروبية نجاحاً لافتاً خلال السنوات الأخيرة، بدأت عيون الأندية الأوروبية الكبيرة تتجه صوب بطولات القارة الصفراء، وخاصة نهائيات كأس آسيا للأمم، ودوري أبطال آسيا على أمل التقاط المزيد من المواهب الآسيوية، حيث تشكل البطولات القارية الكبرى “فاترينة” العرض المثالية للمواهب الجديدة، وعلى الرغم من أن بطولة الأمم الأفريقية، وبطولة كوبا أميركا تحظيان بسمعة أكبر على مستوى استقطاب وكلاء وسماسرة الأندية الأوروبية، إلا أن بطولة أمم آسيا بدأت تدخل في السباق هي الأخرى، باعتبارها أحد الروافد الهامة لتمويل أندية القارة العجوز باللاعبين الجدد.
وجاء النجاح اللافت للنجم الكوري الجنوبي بارك جي سونج مع مانشستر يونايتد، والياباني هوندا مع سسكا موسكو، ومن قبلهما ناكاتا الذي تألق في الدوري الإيطالي خلال الفترة من عام 1998 وحتى 2006، بالإضافة إلى سطوع نجم العديد من الأسماء الإيرانية في الدوريات الأوروبية، وإثبات نجوم الكرة الأسترالية لجدارتهم في دوريات القارة العجوز، وخاصة في الدوري الانجليزي، ليجذب أنظار أندية ميلان، والريال، والبارسا، ومان يونايتد، وليفربول وأرسنال، وغيرها من الأندية الأوروبية الكبير لتسليط عيونها، وإرسال سماسرتها إلى الدوحة من أجل متابعة النجوم الجدد، وخاصة في صفوف منتخبات كوريا الجنوبية، واليابان، وأستراليا.
وعلى رأس قائمة الترشيحات للاحتراف الأوروبي يأت النجم الكوري الجنوبي كو جا تشيول الذي كان على أعتاب الاحتراف الأوروبي شتاء 2010، ولكن ظروفاً جوية حالت دون سفره إلى انجلترا للاختبار في بلاكبيرن الإنجليزي، وعلى الرغم من إهداره إحدى ركلات الترجيح أمام اليابان في مباراة الدور قبل النهائي، إلا أن تشيول سجل بصمته في البطولة وكشف عن امتلاكه مواهب لافتة .
كما برز اسم النجم الياباني شينجي كاجاوا الملقب بـ”ميسي آسيا”، وهو على رأس قائمة طلبات مان يونايتد، وغيره من الأندية الكبيرة في أوروبا، ووفقاً لبعض التقارير قد يصل المقابل المالي للصفقة إلى 20 مليون جنيه استرليني، إلا أن فريقه الحالي بروسيا دورتموند لا يزال يرفع شعار “لا للتفريط في ميسي اليابان”، كما بدأ أكثر من نادٍ أوروبي التحرك لاستقطاب هوندا نجم اليابان المحترف في سسكا موسكو.
ومؤخراً تناولت تقارير إنجليزية فرص احتراف جيديناك نجم وسط ميدان أستراليا في أحد الأندية الإنجليزية الكبيرة، حيث لا يزال جيديناك يلعب في الدوري التركي ولم يحصل من قبل على فرص حقيقية للتعبير عن قدراته، إلى أن جاءت الفرصة من خلال المشاركة الناجحة للمنتخب الأسترالي في العرس الآسيوي، وأشارت تقارير في الفترة الأخيرة إلى أن هاري ريدناب المدير الفني لتوتنهام يرغب في ضم جيديناك إلى صفوف الفريق.
الآسيوي لا يقل عن الأوروبي
نقل موقع “سوبر سبورت” العالمي رؤية أحد الكشافين الفرنسيين الذين يتواجدون حالياً في الدوحة لمراقبة أداء بعض النجوم في البطولة، تمهيداً لضمهم إلى نادي موناكو الفرنسي، حيث قال: “لدي يقين بأن مستقبل الكرة العالمية سوف يكون في آسيا، حيث تملك القارة عدداً سكانياً هو الأعلى في العالم، ومع ارتفاع شعبية كرة القدم في كثير من الدول الآسيوية فسوف تكون تلك القارة أحد أهم الروافد لاكتشاف المواهب الجديدة، واللاعب الآسيوي يملك نفس العقلية التي يملكها اللاعب الأوروبي، بالإضافة الى القوة واللياقة البدنية العالية والسرعة والانضباط التكتيكي، والآن أصبحت هناك أبعاد أخرى تضاف إلى شخصية اللاعب الآسيوي وهي المهارات الفردية، فالآسيويون تخلصوا من الصوة النمطية التقليدية التي كانت تحصر قدراتهم في السرعة والانضباط، وأصبحوا يملكون مواهب فردية حقيقية”.
يذكر أن نادي موناكو يملك مهاجماً كورياً جنوبياً وهو بارك شو يونج، وهو يتمتع بقدرات كبيرة، ونجح بتجربته الناجحة في جذب أنظار أندية الدوري الفرنسي إلى المواهب الآسيوية، واللاعب المذكور لم ينضم إلى قائمة منتخب بلاده في البطولة الحالية بسبب الإصابة.
وأضاف الكشاف الفرنسي :”المهاجمون الآسيويون يمكنهم تأكيد نجاحاتهم في أوروبا خلال المرحلة المقبلة، وهم فقط في حاجة إلى الفرصة التي سوف يبرهنون من خلالها على امتلاكهم قدرات خاصة، والأندية الأوروبية الآن بدأت تتجه نحو القارة الآسيوية للكشف عن المزيد من المواهب للتعاقد معهم”.
هوندا مطلوب لكبار أوروبا
من بين الأسماء التي جذبت سماسرة ووكلاء الأندية الأوروبية في البطولة الحالية نجم المنتخب الياباني كيسوكي هوندا، حيث أشارت تقارير إلى أن أندية أرسنال، وأستون فيلا، وليفربول ترغب في استقطاب اللاعب إلى الدوري الانجليزي، ووفقاً لتصريحات وكيل أعمال اللاعب لشبكة سكاي سبورتس العالمية فإن هوندا الذي لا يزال يرتبط بعقد مع فريق سسكا موسكو الروسي لديه أكثر من عرض من أندية إنجليزية، وإيطالية.
وعلى رأس الأندية الإيطالية التي تخطب ود هوندا “إيه سي ميلان”، ولكن اللاعب أبدى رغبته في التركيز مع منتخب بلاده خلال البطولة، مؤكداً أنه لا يمكنه الانشغال بمثل هذه العروض في الفترة الحالية، وأشار في الوقت ذاته إلى انه مستقر إلى حد كبير مع فريقه الحالي “سسكا موسكو”، ولا يمكنه أن يتحرك أو يبدي رأيه في تلك العروض بمعزل عن التفاوض المباشر بين الأندية التي ترغب في خدماته، وبين الفريق الروسي الذي لا يزال يملك العقد الأصلي للاعب وأشار وكيل أعمال هوندا إلى أنه في حال وافق سسكا موسكو على بيع اللاعب، فقد يكون أتليتكو مدريد هو الأقرب للظفر به .
تشيول يتأهب لغزو أوروبا
من جانبه أكد كو جا تشيول هداف المنتخب الكوري الجنوبي أن لديه أكثر من طموح يسعى الى تحقيقه خلال المرحلة القادمة ، وعلى رأس طموحاته الانتقال الى فريق أوروبي كبير، وخاصة في الدوري الإسباني أو الإنجليزي، وأشار إلى ذلك بقوله: “ لدي هدف واضح أسعى بكل قوة إلى تحقيقه، وهو أن أكون أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، أعلم أن هذا الهدف صعب المنال، ولن يتحقق إلا من خلال الحصول على فرصة للاحتراف في فريق أوروبي كبير، ومن المؤكد أنني أفضل أن يكون هذا الفريق في الدوري الإسباني أو الانجليزي، ولكن إذا جاءت الفرصة في نادٍ أوروبي كبير في دوري آخر فلن أمانع من اقتناصها في بداية مشواري مع الاحتراف الخارجي، أعدت نفسي ذهنياً ونفسياً لخوض تجربة الاحتراف، وأنا على استعداد للبقاء في البلد الذي أحترف به لفترات طويلة دون أن أطلب السفر الى كوريا، أي إنني لن أشعر بالغربة، ولن أواجه حواجز لغوية أو ثقافية ، لدي الرغبة الكبيرة في التغلب على جميع العوائق والمشكلات التي قد تحول دون تحقيق حلمي الكبير”.
بطاقة النجم الشاب تشير إلى انه من مواليد 27 فبراير 1989 (21 عاماً)، وبدأ مسيرته الكروية مع الفريق الأول لنادي جيجو يونايتد الكوري الجنوبي عام 2007، وفرض نفسه على تشكيلة الفريق قبل أن يتجاوز عمره 18 عاماً، ومنذ هذا الوقت وهو يفرض نفسه على تشكيلة الفريق الأساسية في دوري كوريا للمحترفين، وشارك في 115 مباراة محرزاً 19 هدفاً، وعلى المستوى الدولي فرض تشول نفسه على منتخبات المراحل السنية لكوريا الجنوبية، فانضم في عام 2007 إلى منتخب تحت 20 عاماً ليشارك معه في 16 مباراة محرزاً 5 أهداف، وصعد إلى منتخب تحت 23 عاماً ليشاركه في مباريات مسجلاً 3 أهداف.
وفي عام 2010 تحقق حلم تشول بالانضمام إلى المنتخب الكوري الأول، ليخوض معه 14 مباراة محرزاً 6 أهداف، من بينها رباعية في البطولة الآسيوية الحالية، ويبدو ان كأس آسيا 2011 ستكون بداية انطلاقة جديدة للنجم الواعد ليحقق حلمه في الاحتراف الأوروبي بعد أن حالت ظروف قهرية في تأجيل خطوة الاحتراف التي كانت في متناوله منذ عدة أشهر في بلاكبيرن الإنجليزي.
عدد اليوم
