الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غصن زيتون

13 نوفمبر 2014 18:04
هو الخليج العربي ..من النخيل استمد ثباته ..ومن الصخر صلابته ..ومن اللؤلؤ بريقه ..ومن الشمس دفئه ..ومن الإنسان كبرياؤه ،فكانت بطولة بحجم الكبرياء، وبلون الأمل ،وبعمق البحر، وبقامة السحاب ،وبصلابة التحدي . غصن زيتون أخضر كان الشعار الرسمي الذي حفر فوق جدران الكأس الأول، وحفر أيضا في القلوب فعاشت طويلاً وصمدت كثيراً، وتجاوز تأثيرها حدود جغرافيا المكان ،وصنعت تاريخ الإنسان . فهي أكبر من الجغرافيا والتاريخ . من ملعب رملي في البحرين عام 1970، إلى أجمل ملاعب العالم بالرياض 2014،مسيرة طويلة ورائعة حافلة بالأحداث لها ما يميزها من خصوصية بين أبناء منطقة اختار سكانها غصن الزيتون الأخضر ليقدموه للعالم في كل مناسبة رياضية أو غير رياضية . في الدورة التاسعة بالرياض عام 1988 قرر ماريانو بارتوليتي رئيس تحرير مجلة عمرها 102 عام، اسمها« جورين سبورتيفو » الإيطالية ، أن يقترب أكثر من ذلك الحدث الذي يشغل سكان منطقة الخليج مرة كل عامي ، فأرسل الصحفي ستيفانو جيرمانو إلى الرياض ليكتشف عن قرب حكاية هذه البطولة، وهل تستحق كل هذه الاهتمام الذي بدأ صداها يتردد في مناطق مختلفة من العالم . ذهب جيرمانو الصحفي المتخصص في كرة القدم العالمية إلى الرياض، وهو يتصور أنه لن يجد ما يستحق الكثير من الكلمات للحديث عن بطولة تقام وسط الصحراء، فهي ليست بشعبية كأس أمم أوروبا ، وعراقة كوبا أميركا ، ولا حتى قوة كأس أمم أفريقيا.فذهب الرجل إلى الرياض، وعاش البطولة بكل أحداثها وأيامها وتفاصيلهاوكواليسها وشاهد مبارياتها وتابع نجومها ، وبدلا من أن يكتب خبر صغير أو صفحة واحدة في مجلة مشحونة بحماس أقوي دوري في العالم آنذاك وهو الدوري الإيطالي و مليئة بأخبار مارادونا ويوفنتوس وتراباتوني وميشيل بلاتيني، وروما، وإذا به يكتب 6 صفحات كاملة يتغزل في ستاد الملك فهد ويصفه بأنه من أجمل ملاعب العالم ، ويشيد بمستوي المباريات ،ومهارات النجوم ، ويلخص كل ما كتبه بأنها بطولة خاصة للعرب تفوح منها رائحة المونديال . نعم هي مونديال الخليج .. بل أهم من المونديال نفسه كما قال عنها ذات مرة ناصر الجوهر المدرب السعودي القدير الذي شارك فيها لاعباً ومدرباً . نعم هي المونديال والحلم والطموح ،لاتحتاج لشهادة « جورين سبورتيفو «،ولا الفرانس فوتبول ، ولا تحتاج لاعتراف من الفيفا لتستمد شرعيتها، ولا تتوقف أمام عواصف الانتقادات، وتاريخ الصلاحية ، لإنها ببساطة صلاحيتها لا تنتهي.. بطولة كل وقت وكل جيل، تسكن تحت الجلد، وموقعها دائماً في القلب ،بكل ما تحمله لنا من فصول الإثارة ولحظات الحماس ،بكل ما تحمله لنا من انتصارات وانكسارات، أحداث رائعة ، أو مؤسفة ،فالجميع يترقب موعد بدايتها بكل حب ، وكأنه ينتظر يوم العيد، فالمشاركة هي الهدف، حتى وإن جاءت على حساب البطولات المحلية وإرباك خريطة المسابقات ،فمن اجل كأس الخليج لا مكان للأحلام الصغيرة . فهي لم تغير فقط وجه المنطقة كروياً، بل اختصرت الكثير من المسافات، ووضعت أقدام الكرة الخليجية على أول الطريق الصحيح، وبعد أن كانت بعض المنتخبات الخليجية تخسر 13- صفر ، و21 – صفر في لقاءات رسمية بالدورات العربية ، أصبحت اليوم في صدارة الكرة الآسيوية وتشارك في المونديال . الرسام الإيطالي الجنسية الأرجنتيني الأصل أكسيل، صاحب أشهر كتاب كاريكاتيري يروي تاريخ كأس العالم أصدرته صحيفة لاجازيتا ديللو سبورت الإيطالية العريقة في 2010 و2014، لم يتردد لحظة واحدة في القيام بتلك التجربة بعد أن شاهد حجم الثراء في الأحداث والحكايات والمواقف والمباريات والأهداف على مدي 44 عاماً،وعاش مع الدورة وتاريخها لساعات وساعات ليضيف فصل جديد في تاريخ دورات الخليج العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©