الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الانحياز للأقوى

1 نوفمبر 2011 14:33
كان ولا يزال دورينا يوصف بأنه (دوري إعلام)، تشهد الشاشات وصفحات الجرائد أسخن وأهم أحداثه، بينما تخلو ميادينه الخضراء من الإثارة وقوة الأداء والتنافس الراقي، وهذا الوصف فيه الانصاف الذي تستحقه الجهود التي تبذلها الأجهزة الإعلامية المختلفة مرئية كانت أو مقروءة وفيه في المقابل إدانة واضحة للمؤسسات الرياضية التي عجزت عن فرض نفسها كصانعة للحدث، ومؤثرة في مجرياته. وأمام هذا التباين الواضح قد لا نستغرب كثيراً عندما نسمع في استديو تحليلي أن مدرباً ما قد تم التعاقد معه بناء على تزكية من أحد المحللين في هذا الاستديو، فهل بات دورينا إعلامياً لهذه الدرجة؟ التي وصلت لتحول أعضاء استديوهات التحليل إلى مستشارين للجان الفنية في الأندية، كما قال المحلل صاحب التزكية، مؤكداً أنه ليس الوحيد، وإنما زملاؤه أيضاً يتلقون العديد من الاتصالات المشابهة من الأندية قبل اتخاذ قراراتهم. المدرب الذي تمت تزكيته أطيح قبل أن(يقول باسم الله)ربما بناء على استشارة محلل آخر! وهذه الاستشارات بقدر ما تكشف عن قصور في الخبرة والدراية لدى طالبيها فإنها تشي أيضاً بما للمحللين والإعلاميين عموماً من سطوة ومهابة تجعل من استرضائهم بهذا التقدير إحدى الوسائل التي قد تحمي هذا الجهاز الإداري أو ذاك من انتقاداتهم المركزة. قوة الإعلام أمر يحسب له لا عليه، وهذه القوة لا تتجلى في المدربين الذين يسهم الإعلام بدور كبير في إطاحتهم الواحد تلو الآخر، ولكن وصل الأمر حتى إلى توقيت المباريات الذي بات يضبط على مواعيد البرامج وأوقات المشاهدين أمام الشاشات! ففي هذا الموسم وضعت لجنة المحترفين توقيتات ما لبثت أن غيرتها بطلب من القنوات التلفزيونية، كما حدث في الموسم قبل الماضي، عندما بدأ الدوري دون فاصل زمني بين المباراتين وما لبثت الرابطة أن غيرت التوقيتات لإفساح المجال للاستديوهات التحليلية. الانحياز دائماً يكون للأقوى، ولهذا ينحاز جمهورنا لمشاهدة الشاشة أكثر من الحضور للملاعب التي لا يراعي توقيت المباريات ظروف متفرجيها فنجد أن توقيت المباريات في أيام العمل هي نفسها توقيتات أيام الإجازات حتى لو كانت المباراة وحيدة كمباراة الشباب والأهلي في نهاية الجولة الثالثة! ويتم مراعاة المسافة التي سيقطعها الفريق الضيف، وحكام المباراة وهم أطراف يدفع لها مقابل قيامها بعملها، ولا تتم مراعاة ظروف المتفرج الذي سيدفع قيمة التذكرة فنجده مطالب بالتوجه من عمله للملعب، ويفرض عليه أداء الصلاة بين الشوطين في ظروف غير مريحة. الانحياز يكون للأقوى لذلك لا عجب في أن تستجيب جماهير الأندية للطرح الإعلامي أكثر من استجابتها لطرح مسؤولي إدارات الأندية إلا في حالات نادرة، عندما يوجد الإداري القادر على الإقناع المتحلي بالشفافية والقدرة على المواجهة ليستفيد من قوة الإعلام وسطوته في دعم موقفه. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©