الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ندوات النقاش تعزز الجانب الفكري للمهرجان

19 أكتوبر 2012
(أبوظبي) - من يتابع الندوات التي تعقد بعد عروض الأفلام، مع صناعها وبعض النقاد يقع على معين كبير من الثقافة السينمائية التي تصنع الذائقة الفنية.. وهذا ما لمسناه في العرس الذي شهدته أبوظبي، ويكاد يصل إلى نهايته مع حفل الختام. إيقاع كان وجود اسم المخرجة الأسترالية كايت شورتلاند على فيلم “تقاليد” الذي عرض ضمن منافسات مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في 108 دقائق بإنتاج أسترالي ألماني بريطاني مشترك أمراً مبشراً، إذ كما توقعنا سيناريو فيلم مكتوب بإحكام واعتناء. والفيلم يحمل فكرة أصيلة، بعيداً عن الاقتباس الذي تلجأ إليه عديد التجارب التي تخرج لنا في النهاية فيلم نصف جيد. في إخراج “تقاليد” وتقنياته نجحت شورتلاند في المحافظة على إيقاع مشوّق للأحداث التي تعالج موضوعا سياسيا، بلغة وتجربة مؤثرة أكدت على سينما المرأة حينما تعكس رؤيتها لتجسيد نص سينمائي ذي بعد فكري وسياسي وإنساني في إطار بصري يتناسب وروح المهرجانات. هنا هيبة سينمائية، فخامة تصويرية، كثافة في المعنى والرؤيا. فن المناقشة نعيش كل يوم مع أهم حدث تصنعه العاصمة أبوظبي في إقامة هذه التظاهرة السينمائية الدولية، تلك “الثرثرة المنظمة” ـ إذا صح التعبير ـ التي يديرها النقاد والمخرجون في حوار التجارب والمؤتمرات الصحفية والأحاديث الجانبية، والتعليقات على جماليات الأفلام. نعتقد أنه لولا هذا الجدل اليومي، ولولا الصدام الحواري لضاعت بهجة الجانب الفكري في المهرجان الذي ينظم ندوات وأمسيات تكريمية واحتفاءات بالنجوم، حتى صار تقليدا أن نرى (فن المناقشة) يستوعب الجميع ويتخطى بعض الأفلام. المهرجان كما يبدو يحقق مشروعه في أنّه للجميع دون تحيّز، يكسر حدود الإقليمية الضيقة إلى صناعة التعبير وحرية الرأي، سينمائيا وفكريا. الحوار الموضوعي الهادف، والحوار النقدي، وحركة الإعلام الصادق، جميعها تحقق للمهرجان أكثر من النجاح. الليلة الأخيرة هذه الليلة تسدل الستارة على أجمل عشرة أيام عاشتها العاصمة أبوظبي، ومن ثم تودع عاصمة الثقافة فرسان السينما المشاركين في تظاهرة المهرجان الثقافية، بعد أن ترك كل واحد منهم علامة وبصمة، وبعد أن خطفوا قلوبنا ومحبتنا بجهدهم وإخلاصهم لصناعة السينما. في ليلة الختام ولحظة إعلان الجوائز، لن يكون هناك رابحون وخاسرون، أو مهزومون ومنتصرون، الكل ربح معركة الثقافة الجادة، والكل سعد بحوار التجارب الجميل الذي احتضنه المهرجان في ملتقى أجيال السينما، والكل سعد أكثر بتكريم السينما الجزائرية. سيكون لليلة الختام مذاقها وطعمها الخاص، بهذا التجمع النادر لنخبة من ألمع النجوم العالميين والمحليين والعرب، كما ستتوجه أنظار عشاق السينما في العالم إلى (قصر الإمارات) ليس لمعرفة ومعايشة (حلم الجائزة) فقط، وإنما للوقوف على ما حققه المهرجان من إنجازات ثقافية وإعلامية وفنية، وما حققه في مجال تطوير صناعة السينما. تسدل الستارة، وتعود السجادة الحمراء إلى مخزنها، وتبقى جماليات السينما الرفيعة، وروح أبوظبي مدينة الأصالة والمعاصرة، وإصرار المهرجان على أن يظل دولياً، بنكهة إماراتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©