الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القطّة» و «الزعيم» !!

4 يناير 2012
نكران الجميل، سمة منتشرة في الوسط الفني، فكثير من الذين صاروا اليوم من المشاهير، نراهم يتنكرون لمن مَدّ لهم يد العون وساندهم في بداياتهم، عندما كانوا في الظل يتقربون، وأحياناً ينافقون، كبار النجوم، في رحلة البحث عن فرصة تضعهم في دائرة الضوء. والذي لفت نظري، هو تصريحات الفنّانة اللبنانية نيكول سابا التي حصلت على فرصة عمرها في فيلم «التجربة الدنماركية» أمام الفنان عادل إمام.. ومن خلال هذا الفيلم حصدت شهرة واسعة لم تكن تحلم بها، حيث فتح لها هذا الفيلم أبواب النجومية على مصراعيها، بعد أن كانت مجرد «قطّة» في فريق «الفور كات» الاستعراضي. بعد كل هذا نراها تخرج علينا وتقول إنها «نادمة» على مشاركتها في فيلم «التجربة الدنماركية»، وتؤكد أن الزمن لو عاد بها للوراء ما كانت ستقوم بهذا الدور، رغم أنها خلال السنوات الماضية، وفي كل حواراتها الفضائية والصحفية والإذاعية، كُنَّا نراها تفتخر وتثني وتشيد بهذا الفيلم الذي وضعها على سلم النجومية، بل وقفز بها إلى القمة، حتى أنها نالت أدوار البطولة في عدة أعمال سينمائية وتلفزيونية مصرية بعد ظهورها في الفيلم كبطلة، ليكون بوابتها الحقيقية للشهرة على المستوى العربي. حتى أن شهرتها دفعتها لأن تنسى زميلاتها «القطط» في «الفور كات»، وتسقطهن من ذاكرتها الفنية، وتتجه نحو إصدار ألبومات «منفردة» وتنضم إلى قائمة المطربات الشهيرات، لتصبح فنانة شاملة «تغني وتمثل وترقص»، وهذا حقها بعد أن جعل منها «التجربة الدنماركية» نجمة كبيرة. ورغم اختلاف الكثيرين مع الفنان عادل إمام الذي يصر في كل أفلامه على أن يمارس دور «المتصابي» رغم تخطيه سن الستين بأعوام، ويحاول إقناع المشاهد بأنه لا يزال «دُنجواناً» تقع البطلة «المراهقة» في غرامه على اعتبار أنه فارس أحلامها «العجوز»، فإن هذا لا يمنع من الاتفاق حول موهبة هذا الفنان، الذي نجح في التربع على عرش الكوميديا المصرية لمدة تزيد على 30 عاماً، وسط منافسة شرسة من فناني الكوميديا الذين حاول بعضهم إسقاطه وإزاحته من طريقهم، لكنهم فشلوا.. كما يحسب لعادل إمام وفاؤه للفنانين الكبار الذين ساندوه في بداية مشواره الفني، خاصة الفنَّان الراحل فؤاد المهندس، الذي منح إمام فرصة عمره في إحدى مسرحياته، ومنها انطلق «الزعيم» نحو النجومية، وكنوع من رد الجميل، كان عادل إمام يستعين بالمهندس، وغيره، دوما في العديد من أفلامه، بعد أن أصبح نجماً سينمائياً كبيراً، وبعد أن قلت فرص المهندس في الظهور سينمائيا نظرا لتقدمه في السن. في الوقت نفسه الذي نرى صغار الفنّانين في زماننا هذا، يتنكرون لمن وقفوا بجوارهم في بداياتهم، ويخرجون علينا بعد أن يحصدوا الشهرة، ويتعاملون أمام الكاميرات وكأنهم ولدوا كباراً ونجوماً، في مشهد يجسد أسوأ معاني الجحود والنكران، وهذا ليس بجديد على بعض أهل الفن، الذين يحاولون دوماً نسيان الماضي ومحاولة طمسه ومحوه من الذاكرة، حتى لا يستعيدون ذكريات أليمة قد تنغص عليهم مذاق الشهرة «الحلو»، وتعود بهم إلى مرارة البدايات، والتي دوماً يكون مذاقها ممزوجاً بقطرات من التنازلات والأدوار الصغيرة، التي يحاول هؤلاء الجاحدين أن يتبرأوا منها، متناسين أن صفات الوفاء واحترام تاريخ الكبار، أهم بكثير عند المشاهد من أمراض النجومية المزمنة. soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©