سعيد ياسين (القاهرة)
تعد «مدرسة المشاغبين»، التي تمتلئ بالمواقف الكوميدية الساخرة التي أضحكت ولا تزال أجيالاً عديدة من المصريين والعرب على مر سنوات طويلة من الإرث المسرحي المصري، ومن أشهر وأنجح المسرحيات، خصوصاً أنها لا تزال تحقق إقبالاً وإعجاباً كبيرين، علماً بأن عرضها للجمهور بدأ عام 1973 بعد حرب أكتوبر بأيام قليلة واستمر لفترة طويلة، وعرفت بمسرحية المليون مشاهد، ويعود الفضل إليها في انطلاق كل المشاركين فيها، وإثبات وجودهم في السينما والمسرح.
إجادة وسخرية
ورغم انتقاد عدد من علماء الاجتماع والمثقفين لها لسخريتها من رموز التعليم، واحتقار القيم والمثل العليا، فإن المدافعين عنها ومن بينهم مؤلفها الكاتب الكبير علي سالم، يؤكدون أنها كانت انعكاساً لفترة انهارت فيها القيم التقليدية للمجتمع، والمعروفة بفترة ما بعد النكسة وما بعد الانفتاح، حيث تحولت قيم كثيرة إلى مثار للسخرية.
افترق شباب المسرحية بعدما قدموا أدوارهم بكل إجادة، بعد تصويرها تلفزيونياً، حيث قام عادل إمام ببطولة «شاهد ما شفش حاجة»، وتشارك الآخرون من دون الزعيم وسهير البابلي في مسرحية «العيال كبرت»، وعادوا مجدداً لتقديمها عام 1980، واعتذر وقتها أحمد زكي، وحل مكانه محمود الجندي، وتحولت المسرحية إلى فيلم من بطولة عبدالمنعم مدبولي، ونور الشريف، وميرفت أمين، ومحمد عوض، وجورج سيدهم، وسمير غانم، وأخرجه حسام الدين مصطفى، ولم يحقق أي نجاح يذكر، لاعتماده على الأدوار نفسها بلا تغيير في الشخصيات، إلى جانب عرضه في وقت تزامن مع عرض المسرحية على شاشة التلفزيون المصري.
تبادل الأدوار
ومما لا يعرفه الجمهور أن سعيد صالح كان مرشحاً للدور الذي جسده عادل إمام «بهجت الأباصيري»، إلا أنه بعدما قرأ السيناريو، وجد أن عادل إمام يصلح أكثر لهذه الشخصية، واختار «مرسي الزناتي»، كما كان عبد المنعم مدبولي يجسد دور الناظر في المسرحية، وأعلن انسحابه بسبب الارتجال اليومي لأبطالها، الذي كان يصل بوقت المسرحية إلى 5 ساعات بدلاً من ثلاث، وتم استبداله بحسن مصطفى الذي كان يقدم شخصية «علام الملواني» التي أسندت لعبد الله فرغلي، أما دور «المُدرسة»، فقدمته بداية ليلى طاهر، وحلت مكانها فيما بعد سهير البابلي.
وفي الوقت الذي انتقد فيه أحمد زكي دوره في المسرحية في أكثر من حوار صحفي، خصوصاً أن مساحة دوره تم اختصارها؛ لأنه كان دوراً جاداً مقارنة بقفشات ونكات ممثلي الكوميديا، أكد سعيد صالح في حوارات مقابلة أن أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وآخرين حرصوا على الحضور لمشاهدة المسرحية، التي جمعت التلاميذ، الذي أصبحوا أساتذة الكوميديا و«حضرة الناظر».
المسرحية مقتبسة
يشار إلى أن علي سالم مؤلف المسرحية اقتبسها عن الفيلم البريطاني «To Sir, with Love»، وأخرجها جلال الشرقاوي، وبطولة سعيد صالح، وعادل إمام، ويونس شلبي، وأحمد زكي، وحسن مصطفى، وسهير البابلي.
تدور أحداث المسرحية حول خمسة من الطلبة المشاغبين، يجمعهم فصل واحد داخل مدرسة لا يستطيع مديرها السيطرة على شغبهم، حيث يظهرون تفوقهم عليه في مواقف عدة، فيبعث مدير المنطقة بمدرسة لتهذب الأولاد، فيعبث معها الأشقياء أول الأمر، لكنها لا تكل وتحاول جاهدة تهذيبهم، وتتمكن في النهاية من السيطرة عليهم.
عدد اليوم
