الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعلمت من ابني

13 نوفمبر 2014 21:00
أقامت المدرسة التي يدرس فيها ابني حفلاً لتكريم الطلاب المتفوقين وكان هو أحدهم، وأصر ابني على حضوري هذا الحفل فلبيت طلبه، وذهبت في اليوم المحدد وكلي سعادة، وكان لهذا اليوم طابع خاص، حيث ساده جو من البهجة التي بدت واضحة على جميع الحضور، وبعد الانتهاء من مراسم الحفل اتجه ابني نحوي فعانقته وباركت له عمله والسعادة تملأ قلبي، وبعد أن اطلعت على شهادة التقدير الخاصة به طلبت منه أن يريني الجائزة التي نالها، فسكت قليلاً ثم قال: لقد أعطيت الجائزة لزميلي بعد أن شاهدته يبكي، حيث أخبرني بأن الجائزة التي حصل عليها فقدت ويخاف أن يعاقبه والده على ضياعها، لذا لم أتردد في إعطائه الجائزة الخاصة بي، كان سلوك ابني مفاجأة أسعدتني بسبب تصرفه النبيل الذي لم يخطر في ذهني، فحمدت الله على ما بدر منه، وهنا أيقنت أن مواقف الحياة هي خير من يعلمنا ويعزز لدينا القيم، إنها قيمة من أنبل وأعظم القيم التي سمعنا عنها كثيراً، لكن اليوم أشاهدها تطبق على أرض الواقع ألا وهي( قيمه الإيثار). ما أكثر القيم (كالصدق والكرم، وبر الوالدين، وحب الوطن، والتسامح وغيرها، يعلمها الجميع، ولكن قلما نجد من يتخذها سلوكاً في حياته مطبقاً لها في تعاملاته مع الآخرين، إنها قيم لو طبقت بيننا لكان لها الأثر البالغ ليس على الفرد فقط بل على المجتمع بأسره، وكانت من الأسباب الرئيسية في انتشار روح المحبة والمودة والتسامح، وبالتالي يتحقق الأمن والأمان. إن القيم من الأمور المهمة التي يجب تعليمها لأبنائنا، بل أصبحت ضرورة ينبغي الاهتمام بها ومسؤولية يتحملها الجميع ، خاصة في ظل ما يتعرض له الناشئة في عصر الانفتاح والعولمة فتكون كالحصن المنيع لديهم ، وبالتالي عدم التأثر بالإعصار الفكري أو السلوكي الذي قد يتعرضون له، ولكن قبل تعليم أبنائنا القيم يجب علينا كآباء وأمهات أن نكون قدوة حسنة صالحة لهم حتى يتقبلون هذه القيم بيسر وسهولة. فيا أيها الآباء إن تعليم القيم وتعزيزها أفضل رسالة نؤديها لأبنائنا وخدمة لوطننا، تدعيماً لدوره الحضاري الذي يكمن في حفظ كيان أفراده ورعايتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©