الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ميجاسون يكشف وجوه حراس القطب الشمالي!

ميجاسون يكشف وجوه حراس القطب الشمالي!
26 أكتوبر 2015 13:47

نوف الموسى (دبي) اللافت في تجربة المصور والصحفي الفرنسي نيكولا مينجاسون، الرصد الفوتوغرافي لما يمكن تسميته «بالعيش في الحالات القصوى»، والمتغيرات الحادة، والتكيف مع فضاء الطبيعة في أوج تقلباتها المخيفة، حيث ظهر ذلك جلياً، في وجوه وتفاصيل أناس القطب الشمالي، المتجسدة منها «بالأبيض والأسود» في معرض بالرابطة الثقافية الفرنسية بدبي، بينما شهد فندق «سوفيتل جميرا بيتش دبي»، تفاصيل الأعمال الفوتوغرافية «الملونة» لمينجاسون، الذي انطلق عبر إلهام معرضه الفني «حراس القطب الشمالي» إلى رؤية نوعية ومختلفة، حول ما يمكن أن نستشفه من حياة أولئك الناس، الذين يشكلون جزءاً مهماً من حياتنا على كوكب الأرض، واكتشاف ثقافتهم اليومية، التي لا تزال تحتفظ بقوة انتقالها من الأجداد إلى الأبناء والأحفاد، ما يستدعي طرح العديد من الأسئلة، أهمها، ما هو التوازن الجوهري الذي يحققه سكان القطب الشمالي لحياتنا ككل نحن البشر؟ بالعودة إلى عنوان المعرض الفني، وتفسير كلمة «حارس»، فإنها تحمل انطباعات عامة، إلى جانب مدلولات صريحة، في أن هناك من يصنع مفارقة للعيش في أقصى الكرة الأرضية، ويساهم في معادلة الاستمرارية. والأعمال الفوتوغرافية لـ« نيكولا مينجاسون»، تحاكي تصوراً عميقاً حول خلق حوار مفتوح، نتبادل فيه نحن كمشاهدين للأعمال، مشاعرنا وإدراكنا ووعينا الكامل، مع مضامين اللوحة الفوتوغرافية، من خلال المشاركة المعرفية، خاصة أن الفنون البصرية تمتاز في قدرتها على إحداث تفاعل مرئي، بشكله المباشر. ورغم اهتمام المعرض في بيان البيئة المناخية للمكان، إلا أن حضور المرأة والرجل والأطفال في اللوحات الفوتوغرافية، صاغ مخرجات اجتماعية، ساهمت في إثراء المشهدية البصرية ككل، وبالأخص مشاركة المرأة، فإنه بمجرد تأمل عدد من «البورتريهات» لنساء تلك المنطقة، يطلع المتابع على أعمال المصور، أن هناك تجليات نوعية لمكونها الفكري والفطري والبيولوجي. تستوقف المتابع أشياء مهمة يمكن ملاحظتها من السرد الفوتوغرافي، وتحديداً التواصل المذهل مع الطبيعة، والتناغم في استثمار أدوات البيئة الباردة، وفي أشكال صناعة المنازل، وترويض الحيوانات، ووسائل النقل وأهمها المزلاجة التقليدية، فضلاً عن كيفية حياكة الملابس، وماهية الألوان المستخدمة، فجمعيها تقدم بالمجمل تصوراً دقيقاً يتجاوز برودة السطح في تلك المناطق، إلى عمق الإيمان، بأن هناك معادلة واضحة نحو وصف إنتاج الحياة، يفسرها المصور والصحفي الفرنسي نيكولا مينجاسون، أن أناس القطب الشمالي، هم فعلاً حراس لنا، وذلك باعتبارهم أول من تعامل مع المتغيرات المناخية وآثارها المرعبة. من جهة أخرى، فإن تنظيم معرض فني لمصور وصحفي فرنسي، بين مؤسسة ثقافية ومؤسسة فندقية فرنسية، خطوة منهجية، تحمل استراتيجية مختلفة في التسويق الثقافي، وفعلياً يمثل نموذجاً عملياً، لدراسة مدى الاستفادة الجمالية، لأكبر عدد ممكن من الزوار، المهتمين بالسياحة الثقافية، والاطلاع على مشروعات التبادل الثقافي، وإمكانية اعتمادها كتجربة محلية، تستهدف التعريف بالمخزون والثقل الإنساني المحلي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©