الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جوجنهايم أبوظبي».. متحف عابر للزمن

«جوجنهايم أبوظبي».. متحف عابر للزمن
13 نوفمبر 2014 21:10
لكبيرة التونسي (أبوظبي) «جوجنهايم أبوظبي» بمجموعته الدائمة التي تشكل متحفاً حياً لتلاقي الفنون العالمية، وتمتد من ستينيات القرن الماضي حتى اليوم، يجسد مفهوم الفن العابر للحدود، حيث يشغل المتحف موقعاً مميزاً في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات في أبوظبي، ويسهم من خلال سلسلة أعمال فنية ومعارض وبرامج تعليمية في تعزيز مفهوم عالمي لتاريخ الفن، ويعمل هذا الصرح الثقافي «المتوقع افتتاحه عام2017 ويعد الأضخم من بين 5 متاحف في العالم تحمل الاسم نفسه»، على دعم تقدير الفن المعاصر والعمارة، ونشر ثقافة زيارة المتاحف والمعارض الفنية، والعمل على إبراز الهوية الوطنية التي تعبر عن أصالة التقاليد الثقافية لدولة الإمارات. الأشكال المخروطية التي تحاكي الأبراج الهوائية المعروفة باسم «البراجيل»، والتي تسهم في توفير التهوية والظل للساحات الخارجية للمتحف، أبرز مايميز «جوجنهايم أبوظبي»، الذي وضع تصاميمه المعماري الشهير فرانج جيري الحائز جائزة «برتزك العالمية». أبعاد مضيئة وتنظم إدارة المتحف سلسة من النقاشات والحوارات والمعارض وورش العمل، التي تستضيفها منارة السعديات للإضاءة على تفاصيل الموضوعات التي سيقدمها «جوجنهايم أبوظبي» في المستقبل، ومن أبرزها معرض «أبعاد مضيئة» الذي انطلق 5 نوفمبر الجاري ويستمر حتى 19 يناير المقبل، ويعد الأول من نوعه للمتحف، ويضم المعرض أعمال 19 فناناً عالمياً «من ستينيات القرن الماضي حتى اليوم، تركز جميعها على ثيمة الضوء. وعن المعرض تقول ريتا عون عبدو، المدير التنفيذي لقطاع الثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إن أهمية «أبعاد مضيئة» تتمثل في كونه يعرِّف الزوار على الرؤية الإبداعية للمتحف، ويقدم لمحة حول الأعمال الفنية التي سيحتضنها، ونافذة للتعرف على رسالته الرامية لتعزيز مفهوم الفن العابر للحدود، وتسليط الضوء على موروثات مختلفة من الحداثة وتطور الفكر الثقافي المعاصر في المنطقة. أشكال متنوعة يقدم المعرض ثيمة الضوء بمختلف الأشكال، سواء كان مصدر الضوء طبيعياً أو اصطناعياً، وتم تصميم مساحة المعرض ليوفر بيئات تفاعلية يمكن للزوار التجول فيها والتنقل عبرها من خلال وسائط مختلفة، حيث يتمكنون من الإحساس بالضوء بجميع أبعاده المكانية والحسية والإدراكية، لذا حظي المعرض بإقبال كبير من الجمهور، وكان يقف العديد من الأشخاص ساعات ينتظرون دورهم لدخول قاعة الضوء السماوي التي ألهمت الحضور وحفزتهم على التقاط صور وفيديوهات لتأريخ لحظات رائعة، وحرص الزوار على التنقل عبر هذه الأعمال على مشاهدة اللوحات أو المنحوتات، ليتمكنوا من الإحساس بالضوء بجميع أبعاده. صور متعددة وتضمن المعرض خمسة أقسام تناولت الضوء بصوره المتعددة، وهي «الضوء الإدراكيّ، المنعكس، المطليّ، المحرّك، السماويّ»، ويعرض الإدراكيّ أعمالاً فنية مميزة لخمسة فنانين «لاري بيل، دان فلافين، روبرت أروين، كيث سنيير، دوجلاس ويل، الذين يعتبرون من رواد حركة فنية تركز على تجربة حسيّة مستمدة من التفاعل مع الضوء، أما قسم الضوء المنعكس فيعرض أعمال أربعة فنانين، منهم «هاينز ماك، أوتو بيني»، اللذان برزا على الساحة الفنية خلال فترة الستينيات، عندما قاما بتأسيس مجموعة «زيرو» بهدف وضع الأسس لحركة فنية جديدة، بالإضافة إلى رشيد قريشي وغادة عامر. ويتضمن قسم الضوء المطليّ أعمال فنانين تشكيليين، هم منير شاهرودي فرمان فرمايان، سامية حلبي، شيرازه هوشياري، وواي.زي.كامي، الذين يشتهرون باستخدام الضوء في أعمالهم الفنية لتحفيز التأمل والخيال لدى الناظرين. وبالنسبة لقسم الضوء المحرّك، فيعرض أعمال «أنجيلا بولوك»، وحسن خان ورافائيل لوزانو-هيمر، الذين يشتهرون باستخدام تقنيات متطورة لتحريك الضوء بأشكال مختلفة في أعمالهم الفنية، ويعرض قسم الضوء السماوي أعمال ثلاثة فنانين، هم بهارتي خير، يايوي كوساما، وسونج دونج، الذين يستخدمون وسائط مختلفة لإنتاج أعمال فنية ترحل بالناظر إلى آفاق لا حدود لها. سلسة من الحوارات ويستضيف المعرض الافتتاحي لمتحف «جوجنهايم أبوظبي»، سلسلة من الحوارات والأنشطة وورش العمل المصممة خصيصاً بما يتلاءم مع أذواق مختلف الفئات العمرية من محبي الفن، منها حوارات الفنون، ونظمت في هذا الإطار جلسة نقاش مع كل من أنجيلا بولوك، وشيرازه هوشياري، ورشيد قريشي لمناقشة الأسلوب الإبداعي لهؤلاء الفنانين الذين يستخدمون الضوء كعنصر جمالي له دلالات ومعاني عميقة، كما ستستضيف منارة السعديات ديسمبر المقبل أمسية فنية بعنوان «أمسية الضوء والموسيقى الإلكترونية الحية» ستتخللها أنشطة وورش عمل حول الضوء التفاعلي وعروض الموسيقى الإلكترونية التي تستكشف التيارات المتداخلة ما بين الضوء والفن والموسيقى والتكنولوجيا، وقد استُلهم موضوع الأمسية من الأعمال الفنية في المعرض، وتتضمن عرضاً أدائياً حصرياً للفنان «حسن خان»، أحد الفنانين المشاركين في «أبعاد مضيئة»، وتقدم الأمسية فرصة قيّمة للجمهور يستكشفون من خلالها المعرض الغني بالتجارب، وتتيح لهم التفاعل مباشرة مع الفنانين والمصممين والمؤدين من جميع أنحاء العالم، وتتيح هذه الأمسية الفرصة لروادها للاستمتاع بنماذج من أحدث الاكتشافات في فن الموسيقى الإلكترونية، والكثير من العروض المميزة التي ستتواصل حتى وقت متأخر يومياً. نبض الكورنيش ولا تقتصر أنشطة أبعاد مضيئة على منارة السعديات، بل تشمل كورنيش أبوظبي، بحيث ستتحول مدينة أبوظبي إلى لوحة فنية، من خلال عروض الفن الضوئية الأدائية المفتوحة أمام الجمهور والتي سيقدمها الفنان «رافائيل لوزانو–هيمر» على كونيش أبوظبي تتويجاً لسلسة الأعمال الفنية العامة التفاعلية التي بدأها في بنيالي البندقية سنة 2007 مع عمله «الغرفة النابضة»، وذلك من خلال فعالية «نبض الكورنيش» (2014-2015) في الفترة من 8-17 يناير المقبل. و تمثل فعالية «نبض الكورنيش» مظلة تفاعلية لأشعة الضوء الموجهة إلى السماء باستخدام الكشافات الروبوتية التي يتم التحكم بدرجة سطوعها واتجاهها عبر نبضات قلوب زوار كورنيش أبوظبي، ويمكن للجميع المشاركة عن طريق الإمساك بجهاز استشعار موجود في منتصف الساحة لتحويل النشاط الكهربائي للقلب إلى تسلسل من الأضواء. وتساعد كثافة واتجاه الأضواء على أن تجعل الإيقاعات البيولوجية المختلفة لكل مشارك مرئية وملموسة، ويقدم » نبض الكورنيش« ضمن البرنامج العام كحدث تفاعلي بارز يمنح المعرض بعداً جديداً، ويتيح لقاعدة أوسع من الجمهور فرصة التعرف على متحف «جوجنهايم» وفق تصريح سابق لمدير البرامج في إدارة المتاحف التابعة لقطاع الثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ورش الأطفاللم تستثن الأعمار الصغيرة من التعريف بما يتضمنه متحف جوجنهايم، بحيث يستضيف معرض» أبعاد مضيئة« سلسلة من الورش التعريفية والتعليمية والتفاعلية، المصممة خصيصاً للأطفال والناشئين واليافعين، والتي تستعرض أفكار ومفاهيم معرض «أبعاد مضيئة: مختارات من مقتنيات جوجنهايم أبوظبي» .وتتلخص هذه الورش في رسومات الظل، وفسيفساء المرايا، وأوراق ملصقة من الجرائد، ومنحوتات فلافين الضوئية، وفوانيس، وتخيل اللانهاية، وورشة المنحوتات الورقية، ومنحوتة شعرية من الأسلاك، وورشة عمل عجينة الميكا بوليمر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©