الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تاكسين في تايلاند··· والعودة إلى المجهول

تاكسين في تايلاند··· والعودة إلى المجهول
3 مارس 2008 01:08
عاد رئيس الوزراء السابق المنفي ''تاكسين شيناواترا'' إلى تايلاند يوم الخميس الماضي، لأول مرة منذ انقلاب سبتمبر ،2006 الأمر الذي اعتبر استعراضا للقوة في ضوء فوز حلفائه في الانتخابات البرلمانية التي أجريت قبل نحو شهرين، وقد كان في استقبال ''تاكسين'' بمطار ''سوفارنابومي'' في بانكوك حوالي 4000 من أنصاره المبتهجين الذين جاؤوا للترحيب به، والذين حياهم رئيس الوزراء السابق قبل أن يتوجه إلى المحكمة العليا التي منحته السراح مقابل كفالة بخصوص تهمتين بالفساد، شريطة أن يطلب الإذن قبل مغادرة البلاد· وقال ''تاكسين'' للصحافيين في مؤتمر صحافي كان قد عقده بعد وصوله: ''لقد غادرت تايلاند كرئيس للوزراء، ولكنني أصبحـــت مشتبها فيــه لدى عودتي'' مضيفا: ''أريد أن أثبــت نفسي وأستعيــد سمعتي التي شُوهت على نحــو جائر وغير مبرر''، متعهدا بالابتعاد عن السياسة· يعود الزعيم السابق، الذي كان يقسم وقته بين لندن و''هونج'' كونج'' إلى بلد ما زال يعاني انقساما كبيرا بين فقراء الأرياف، الذين مازالوا يعتبرونه بطلهم، وسكان بانكوك الأغنى، الذين دعوا إلى خلعه· وإذا كان فوز ''حزب قوة الشعب'' الموالي لـ''تاكسين''، في ديسمبر قد قوى موقفه أمام الجنرالات الذين قاموا بتنحيته عن السلطة، إلا أن المحللين يقولون إنه لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه لا يحترم النظام القضائي حتى لا يؤجج الصراع· ويقول ''سومشاي باكباتويوات'' -الأستاذ بجامعة تاماسات في بانكوك-: ''سيكون ثمة استقرار داخل البرلمان لأن ''حزب قوة الشعب'' يهيمن عليه، أما في الخارج، فإن تهديد المواجهة بين المناوئين لـ''تاكسين'' والموالين له سيظل قائما للسنوات القليلة المقبلة''، مضيفا ''ولكن، يمكن التقليل من حدة التوتر إذا بدا أن ''تاكسين'' ينصاع لحكم القانون، أما إذا تدخل في المحاكمة، فإن المشاكل قد تتفاقم''· ولئن رفع الجنرالات عددا من قضايا الفساد ضده، فإن الإتيان بالدليل أمر صعب· وهكذا، وُجهت لتاكسين مذكرتا اعتقال بخصوص قضيتين، والواقع أن المحققين المُعينين من قبل الجيش مازالوا يعتزمون رفع عدد من القضايا الأخرى ضده، منها قضايا يُتهم فيها باستغلال سلطته للاغتناء، ففي يناير ،2006 بيعت شركة مملوكة لعائلته لـ''تاماسيك القابضة'' السنغافورية مقابل نحو ملياري دولار في صفقة خالية من الضرائب، وهو ما أثار مظاهرات احتجاجية حاشدة دفعتــه إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة بعــد شهر على ذلــك· عارضت أحزاب المعارضة الانتخابات اللاحقة في أبريل ،2006 وأبطلت المحكمة نتائجها لاحقا، ثم تصاعد التوتر بين حكومة ''تاكسين'' والنخبة الملكية خلال الأشهر التالية، ما أفضى في الأخير إلى انقلاب سبتمبر 2006 ، وقد ندد خصوم ''تاكسين'' بميولاته السلطوية، متهمينه بتقويض النظام الدستوري لتوازن السلطات ومراقبة بعضها بعضا، واستغلال منصبه لجمع ثروته الشخصية، أما مؤيدوه، فيقولون إنه لم يخرق القانون أبدا، وإنه كان يطبق سياسات تروم مساعدة فقراء تايلاند من قبيل الرعاية الصحية الرخيصة، وقروض للقرى، ودعم الأسعار الزراعية· ورغم أن الجنرالات نقلوا السلطة سلميا إلى ''حزب قوة الشعب'' الموالي لـ''تاكسين'' إلا أن البيروقراطيين والقضاة الذين يعارضونه قد يرفعون دعاوى ضده في حال رأوا أنه تجاوز الخط المرسوم له، إذ يمكن أن يواجه ''تاكسين'' السجن لفترة قد تصل إلى 15 عاما ويفقد ماجناه في حال وجه له المدعي العام تهما إضافية· بيد أن العديد من الخبراء القانونيين يرون أن القضايا المرفوعة ضد تاكسين سياسية، وأن نتيجتها تتوقف على الطريقة التي سيتصرف بها في المستقبل· وإذا كان المحللون يتوقعون أن يعاقَب ''تاكسين'' على نحو ما قصد تهدئة خصومه، إلا أن الأرجح أن يتم التخفيف من التهم الموجهة إليه في حال ظل بعيدا عن السياسة مثلما وعد، وأكد من جديد ولاءه للملك ''بوميبول أدولياديج''، وفي هذا السياق، يقول ''كانين بونسوان'' -الأستاذ بكلية القانون التابعة لجامعة شولالونكورن-: ''كل شيء يتم عبر المفاوضات في هذا البلد''، مضيفا ''وعليه، فإذا ألح تاكسين على الفوز بالحرب وأراد كل شيء، فإنه سيخسر كل شيء''· وإذا كان ''تاكسين'' قد تعهد بمغادرة السياسة، فإنه يُعتقد على نطاق واسع أنه يحرك خيوطه من وراء الخشبة؛ حيث وصف رئيس الوزراء الجديد ''ساماك ساندارافيج'' نفسه بأنه مرشح ''تاكسين'' وعمل على إعادة سياساته الشعبوية، ومعلوم أن ''تاكسين'' مُنع من مزاولة أي نشاط سياسي لخمس سنوات، بعد أن حلت محكمة معينة من قبل العسكر المنقلبين العام الماضي الحزب الذي أسسه، وإذا كان من شأن مزيد من الادعاءات بالغش أن تؤدي إلى حل ''حزب قوة الشعب''، إلا أن المحللين يستبعدون ذلك· ويقول ''جيل أونجباكورن'' -العالم السياسي بجامعة شولالونجكورن'': ''إن من شأن حل ''حزب قوة الشعب'' أن يخلق أزمة سياسية كبيرة''، مضيفا ''كما من شأن ذلك أن يؤشر على أن المجموعة التي نفذت الانقلاب تريد حكما سلطويا طويل الأمد، ولا أعتقد أن الجمهور سيدعم ذلك''· دانيل تين كيت - بانكوك ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيوتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©