الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كسر الجليد

17 مارس 2009 03:08
الأرجح الآن هو أن الولايات المتحدة ستغير سياستها الكوبية· فمشروع قانون الإنفاق الذي وقعه أوباما مؤخراً لا يخفف القيود على السفر إلى كوبا فحسب، وإنما يفتح الباب أيضاً أمام مزيد من الصادرات الأميركية إليها، على رغم الحظر التجاري المفروض منذ 47 عاماً· في هذه الأثناء، قام الرئيس الكوبي مؤخراً بأكبر تعديل حكومي منذ عقود، في مؤشر على أنه ليس في موقع السيطرة والتحكم بعد عام على تسلمه مقاليد الحكم من شقيقه فحسب، وإنما أيضاً إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوقع أحد من حكومته الشيوعية تغييراً سياسياً واقتصادياً راديكالياً· ولا أحد يعرف حتى الآن لماذا أقدم راوول على هذه الخطوة وفي هذا التوقيت بالذات؛ فحتى مراقبو وخبراء الشأن الكوبي ينخرطون في التكهنات والاجتهادات عندما يتعلق الأمر بالسياسة في الجانب الآخر من مضيق فلوريدا· غير أن ثمة رأياً آخذاً في الانتشار بشكل متزايد في واشنطن ومؤداه أن تغيير السياسة في كوبا أمر يصب في مصلحتنا· وفي كوبا نفسها، أقال راوول أبرز وزيرين معروفين في الخارج وستة مسؤولين آخرين خدموا فترة طويلة ضمن حكومة شقيقه، واستبدلهم بأوفياء موالين له من الجيش والحزب الشيوعي· وقد أقيل فيليبي بيريز روك، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية لعشر سنوات، والأمين العام لمجلس الوزراء كارلوس لاخي، في إطار ما سماه راوول تطوير وتحسين الحكومة· غير أن السبب الرئيسي للإقالة ربما يجد تفسيراً أفضل في ما كتبه فيديل كاسترو المتقاعد والمريض في عمود على شبكة الإنترنت يقول فيه: ''إن حلاوة السلطة، التي لم يقدِّموا من أجلها أي تضحية، أيقظت فيهم طموحات أفضت بهم إلى دور مهين''· والحقيقة أن الطموح الصريح في كوبا كان دائماً يقضي على المستقبل المهني لصاحبه· فـ''الدور المهين''، حسب محللي الشأن الكوبي، أصبح واضحاً أكثر من اللازم ومساعداً في ما يبدو للولايات المتحدة، في إشارة ضمنية إلى إمكانية تحسن العلاقات في عهد أوباما حيث كتب فيديل يقول: ''لقد كانت لدى العدو الخارجي أوهام كثيرة''· ويبدو أن فيديل يلمح إلى أن المسؤولين الأميركيين كانوا يعلقون آمالهم بشأن تحرير الاقتصاد الكوبي على الرجلين، ولاسيما لاخي· وبمجرد ما تحدث فيديل، لم يعد أمام المسؤولين خيار غير قبول الأمر الواقع والاعتراف بـ''ارتكابهم أخطاء'' تحمَّلوا مسؤوليتها الكاملة، تماماً مثلما فعل وزير الخارجية السابق روبرتو روبينا خلال عقد التسعينيات· ويذكر هنا أن روبينا يعمل اليوم رساماً، لا غير· أما وزير الخارجية المعين حديثاً برونو رودريجيز فهو ديبلوماسي وسفير سابق لدى الأمم المتحدة، ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، غير أن تعيينه لا يقدم مؤشرات كثيرة على السياسة التي قد يتبعها· ويشتبه بعض محللي الشأن الكوبي في أن التغييرات التي طرأت على الحكومة الأسبوع الماضي ما هي إلا جهود تهدف إلى الحيلولة دون تخفيف الحظر التجاري الأميركي، الذي يحمِّله الشقيقان كاسترو مسؤولية جل مشاكل البلاد الاقتصادية، ويقوم مقام المشجب في خطاباتهما النارية المناوئة لأميركا· والجدير بالذكر في هذا السياق أن محاولات أميركية سابقة للانفتاح أُحبطت عندما أرسلت هافانا جنوداً كوبيين إلى إثيوبيا خلال إدارة كارتر، وعندما أُسقطت، في عهد كلينتون، طائرة يقودها أميركيون كوبيون مناوئون لكاسترو كانت قد انتهكت المجال الجوي الكوبي· ومن جانبهم، لا يريد المتشددون بخصوص الموضوع الكوبي في الولايات المتحدة تخفيفاً كبيراً للحظر بدون إصلاحات سياسية في الجارة الصغيرة· غير أن التأييد الشعبي للحظر على كوبا في تراجع مستمر في الولايات المتحدة، حتى في أوساط الأميركيين من أصول كوبية، في وقت يسود فيه اعتقاد متزايد في واشنطن بأنه لم يحقق غايته· وفي هذا الإطار أصدر السيناتور ريتشارد لوجار تقريراً يجادل فيه بأن الحظر ''فشل في تحقيق هدفه المعلن والمتمثل في جلب الديمقراطية إلى الشعب الكوبي''· مارجوري ميلر ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©