الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفائزون يشيدون بـ «أبوظبي السينمائي» وكلهم طموح في المستقبل

الفائزون يشيدون بـ «أبوظبي السينمائي» وكلهم طموح في المستقبل
20 أكتوبر 2012
بفرحة عامرة مقرونة بنشوة الفوز أعرب الفائزون بجوائز «اللؤلؤة السوداء» لمهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السادسة في مسابقة أفلام الإمارات، ومسابقة الأفلام الدولية القصيرة، وسط حفل حاشد أقيم ليلة أمس الأول في قصر الإمارات بأبوظبي، حضره عدد كبير من صانعي الأفلام والنجوم والنقَّاد من ضيوف المهرجان، وحشد من عُشَّاق الفن السابع، وعلت فرحة المفاجأة وجوه الشباب الواعدين غير مصدقين أحياناً بأنهم صعدوا منصة التتويج في تظاهرة سينمائية تؤرخ لصناعة ونهضة سينمائية واعدة في أبوظبي والإمارات. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - فور إعلان المخرج التونسي رضا الباهي رئيس لجنة تحكيم مسابقة الإمارات أسماء الفائزين اكتظت القاعة بالفرحة والتصفيق، وسجل عدد من الموهوبين الإماراتيين فرحتهم وسط إقبال كبير لرصد تلك اللحظة من كافة وسائل الإعلام. ريم الفلاحي «الطالبة بقسم الإعلام والاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات»، الفائزة بالجائزة الثالثة لإخراج فيلم «تغيير ولكن» عن الأفلام الروائية القصيرة للطلاب، قالت إنها لم تكن تتوقع هذا الفوز الذي جاء مفاجئاً لها، حيث شاركت إخراج الفيلم مع زميلتها حصة الشويهي، وقالت: «إن ما تحقق إنما هو فخر لنا ولو كانت المشاركة في حد ذاتها جائزة نعتز بها، ونعتبر ما تحقق خطوة هامة في مشوار حياتنا العملية، ونتمنى أن نحقق شيئاً على صعيد صناعة السينما الإماراتية». أما زميلتها حصة الشويهي أعربت عن فرحتها وقالت: «الحمد لله إن ما تحقق يمثل جهدا شخصيا، وخطوة هي بداية لنا نتمنى أن نستثمرها في الاتجاه الصحيح، وأن تنظيم مثل هذه المهرجانات، إنما يتيح لنا فرص هائلة لاكتساب الخبرات والثقافات والاحتكاكات الفنية من نجوم ومنتجين كبار نستطيع أن نستفيد منهم، ونسهم باللبنات الأولى في تأسيس صناعة سينمائية حقيقية في أبوظبي والإمارات». فرحة الفوز أشادت عائشة الحمادي «الطالبة بقسم الاتصال بكلية الفجيرة للطالبات»، في بداية التعبير عن فرحتها بالدعم الذي لاقته من عائلتها والذي أسهم في إسهامها وحققت هذا النجاح وقالت: «لقد عشقت الفن ومشاهدة الأفلام العربية والأجنبية منذ الصغر، وكنت محظوظة أنني حظيت بتشجيع أهلي الذين ساعدوني في تحديد بداية اتجاهي لتنمية موهبتي وهـوايتي في السينما، ومن ثمّ تقوية إرادتي الذاتية لتحقيق شيء له قيمة، ويعد هذا الفيلم هو العمل الثاني الذي أشارك به في مسابقة أفلام من الإمارات، لكن هي المرة الأولى التي أفرح فيها بالفوز الذي كنت أتوقعه». أما عن موضوع الفيلم، فقالت الحمادي: «والدتي أميركية، وربما تلمست منذ الصغر النظرة السلبية لدى البعض نحو الأمهات الأجنبيات، وربما عايشت من صغري هذا الإحساس، ومن ثمّ تولّد لديّ طرح إشكالية هذه التفرقة في النظرة إلى الأمهات الأجانب من خلال عمل سينمائي قصير، ومن ثمّ نقلت بإحساسي وخبرتي الذاتية هذه المعالجة إلى المتلقي في لغة سينمائية بسيطة، وإن شاء الله أعتزم احتراف العمل في الإخراج في المستقبل، وما من شك أنّ تنظيم هذه المسابقة من خلال المهرجان بصفة سنوية من شأنه أن يكشف لنا عن الكثير من المواهب الإماراتية الواعدة التي تحتاج الكثير من الدعم والمساندة والتشجيع لشق طريقهم نحو صناعة سينمائية حقيقية في الإمارات». وقال محمد حسن أحمد سيناريست فيلم «أصغر من السماء» الفائز بالجائزة الثانية للأفلام الروائية القصيرة، فقد أشاد بتطور المشاركات في مهرجان أبوظبي 2012، وأعرب عن إنجازه الذي يضيف إلى إنجازاته السابقة، حيث إنه سبق وأن شارك في المسابقة منذ انطلاقها، ولديه أكثر من 28 جائزة في الأفلام الروائية القصيرة، وأكد أنه يعتز كثيراً بجائزة هذا العام وسط منافسات قوية وبعد إشادة عدد كبير من النقاد السينمائيين بمشاركات هذه الدورة، وبالأفلام الفائزة في المهرجان. «أصغر من السماء» عبدالله حسن أحمد، مخرج فيلم «أصغر من السماء» الفائز بالجائزة الثانية في المهرجان لما أبدع فيه من تماسك درامي للزمن في «لحظة موت» وتناسب المعالجة الفنية مع متطلبات القصة، يتحدث عن الفيلم والجائزة، ويقول: «الفيلم يتناول لحظة إنسانية دقيقة، ماذا لو لم يتعاطف الإنسان في لحظة ما مع أصغر مخلوق حتى ولو كان طائرا أو حيوانا، أو ماذا لو كنت مكان هذا الطائر عند حدوث الألم أو الموت»، والعمل ناقش هذه اللحظة من خلال موقف قد يحدث في أي لحظة عندما يتصادف أن يصطدم بزجاج السيارة الأمامي عصفور صغير وتعيش الأم الموجودة بجانبي أثناء قيادة السيارة هذا الإحساس الذي يتعرض له العصفور الصغير، وكيف تعيش الأم هذه اللحظات؟». ويضيف عبدالله حسن: «لقد شاركت في المسابقة منذ تأسيسها وانطلاقها، وحصلت على عدة جوائز في نفس المسابقة، وفي السابق لم يتولّد لديّ إحساس بحرارة المنافسة، إلا أن هذه المرة، فالأمر قد اختلف وربما توقعت الفوز بعدها أشعر بالسعادة والفخر، وأعتبرها محطة حقيقية أنطلق منها إن شاء الله في السنوات القادمة، وربما يتطور الأمر إلى إخراج أفلام روائية طويلة، وبالتأكيد خطوة تحتاج إلى مزيد من الإمكانات والدعم، ولا يفوتني أن أثمن كل ما حظي به الموهوبون الشباب من تشجيع ودعم وإتاحة مثل هذه الفرصة لهم لكي ترى أعمالهم النور وتصل إلى الجمهور، ولعلّ ذلك هو أسمى تقدير نعتز به، ولا يفوتني ما قام به مدير المهرجان من جهد وتشجيع العناصر الشابة، وأن أكثر ما يسعدنا أنه ينتمي إلى الجيل الجديد الذي نهض بتأسيس مسابقة أفلام من الإمارات، وأتمنى أن يستمر هذا الدعم وتدعيم استقلالية العمل في المستقبل، ويتيح فرص الوصول إلى العالمية التي ننشدها ونتمناها في المستقبل إن شاء الله، فالمهرجان أصبح علامة مميزة علينا أن نتمسك بها ونحافظ عليها ونطورها، وأن نستفيد من كافة صور الدعم المتاح والاحتكاك بالثقافات السينمائية العالمية المتعددة من أجل نهضة سينمائية إماراتية حقيقية.». بين المخيمات من جانب آخر أعربت الطالبات: عبير المرزوقي، وعائشة العامري، وخولة المعمري الفائزات بالجائزة الأولى لإخراج فيلم «يولد حلم في العينين»، الذي يرصد واقع الحال في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بحس مرهف، وتقول المرزوقي: «الفيلم صور حياة حقيقية للمعانة في المخيمات الفلسطينية في الجنوب اللبناني، بمساعدة جمعية الإغاثة الأميركية، وما كنا كفريق عمل نتوقع هذا الفوز، لقد تفاجئنا بالنتيجة، ونحن سعداء بها ونتمنى أن نطور التجربة في المستقبل. فربما عارض الأهل في البداية فكرة السفر إلى المخيمات، وكيفية أن نسافر بمفردنا، وكيف نواجه نظرة الناس، وكيف يتقبلون هذه الفكرة، لكن الحمد لله استطعنا إقناعهم بفضل إرادة الإنجاز والنجاح، ونهدي الجائزة إليهم اليوم تقديراً منا لما حظينا به من كل أنواع الدعم. أما المعمري فتقول: «لقد ركزنا على تصوير ورصد المعاناة وكبت المشاعر، ونحن نرصد مأساة الأطفال في المخيمات، ولعلّ هذا الفوز يمثل أول خطوة تدعم مسيرتنا واتجاهنا المهني للمساهمة في صناعة سينما إماراتية حقيقية في المستقبل». وتضيف العامري: لقد واجهنا صعوبات عديدة، وأستطيع أن أؤكد أننا نسيناها الآن عند إعلان النتيجة، وهي لحظة فارقة بكل تأكيد استثمرها في دعوة جميع الموهوبين والمبدعين الشباب إلى المشاركة الجادة وتطوير إبداعاتهم السينمائية سواء على صعيد الكتابة أو التمثيل أو الإخراج، أو من خلال عمل وثائقي جاد، وألا يتعجلوا النجاح أو الفوز في مثل هذه المشاركات في حد ذاتها تساعد كثيراً في صقل وتنمية الخبرات والمهارات، وأنّ تنظيم مثل هذه المهرجانات التي نعتبرها مثار فخر وتقدير، من شأنه أن يسهم إلى حد كبير في نهضة سينمائية حقيقية في أبوظبي والإمارات». «ضوء دامس» يعرب ياسر الياسري مخرج فيلم «ضوء دامس»، الفائز بالجائزة الأولى في المهرجان، لنضج تجربته السينمائية، وإمتلاكه صورا مرئية معبرة والذي حظي بإقبال جماهيري كبير، عن سعادته بالفوز وتقديره الكبير بإدارة المهرجان، ويقول: «الفيلم ليس بهذه القتامة والسوداوية التي يصورها العنوان. ففي الأحداث فسحة من الأمل، وجمال الذكريات الشابة، فهو يرصــد رحلة صديقين من قريتهما الصغيرة المحدودة الموارد، إلى المدينة بكل صخبها وضجيجها وتقاليدها وشخوصها المختلفين تماماً عما عهداه في قريتهما المنضبطة في كل شـيء، وإنني فخور بهذا الإنجاز، وما من شك أعتبر الجائزة منعطفاً مهنياً مهماً يدفعني إلى تطوير الإنجاز في المستقبل. إنها بحق لحظة فارقة، وموطئ قدم لنا جميعاً على عتبات نهضة السينما الإماراتية، ولا يفوتني تهنئة كل الزملاء الفائزين في المهرجان الذي أعتبر أن فرصة المشاركة فيه وسط هذا الحشد الكبير من الأفلام، وهذا الإقبال الكبير من النقاد والجماهير وعشاق السينما هي جائزة في حد ذاتها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©