السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بسيم الريس يجسد رعب وخوف ومشاعر عزلة الإنسان الحديث

بسيم الريس يجسد رعب وخوف ومشاعر عزلة الإنسان الحديث
1 نوفمبر 2011 15:05
يحاول الفنان السوري بسيم الريس في معرضه «ينمو بقربي جدار» المقام حاليا في دبي تجسيد حجم الرعب والخوف ومشاعر العزلة التي يعيشها الإنسان في هذا الزمن الحديث، فهذه المشاعر التي حاول البشر التخلص منها عبر أدوات الاتصال الحديثة، يفترض أنها تجاوزت الكثير من الجدران، وقد فعلت ذلك بالفعل، لكنها في الخط الموازي خلقت جدرانا تبدو أشد قسوة. هذه المشاعر يجري التعبير عنها بأعمال تتسم بالقسوة في تصوير البشر والشخوص الذين تتناولهم. المعرض الذي يستمر حتى الحادي عشر من الشهر المقبل ويقيمه غاليري فنديميا في دبي، يضم اثنتين وعشرين لوحة بمقاسات مختلفة، غالبيتها بالحجم الكبير، ويقدم تجربة جديدة للفنان ذات أبعاد رمزية وتعبيرية، حيث يختلط الواقعي بالكابوسي، والحميم بالمتوحش. هكذا يستعيد الفنان روح الإنسان البدائية في لحظات الأزمات والحروب كما في حالات الوحدة والعزلة. فهو يستحضر الكثير من أشكال التشوه التي يعيشها الإنسان، فيعبر عنها بألوان وتكوينات متحررة من القيود والمعاني المألوفة. يتحول الإنسان في أعمال الريس إلى كائن غير واقعي، كائن متوحش بلحيته الشعثاء وأظافره الطويلة التي تشبه مخالب حيوان أو كائن خرافي. إنه الإنسان الذي شوهته الحضارة الحديثة، كائن بأصابع ستة معقوفة، وبرأس طائر أو وحش بعينين مفتوحتين على العالم ببياض شديد. وهناك الكائن الذي يتشابك في البشري بالإلكتروني في تكوين يبرز مدى غرق الإنسان بالحياة المادية والتكنولوجية التي تخلق وحشته. فثيمة الجدار تحيل إلى العزلة والحواجز بين البشر. ألوان الريس وتكويناته قوية وجريئة ومتحررة من الخطوط التقليدية، فهي ترتبط بالثورة على تقاليد مزج اللون من خلال استعماله بأسلوب وحشي يلائم الروح والمعنى والدلالات التي يسعى الفنان لتركها للمشاهد، ولعل ضخامة اللوحات، وتضخيم بعض الشخوص في اللوحة يمنح الإيحاء بضخامة الرعب والعنف اللذين يتعرض لهما الإنسان. إنه يستخدم اللغة التعبيرية للتأثير في المتلقي عبر تحرره من الحواجز التي يحاول البعض إقامتها. أعمال الفنان في مجملها، وكما سبق وشاهدناها في معارض أخرى، تتحدث عن الدروس التي يتعلمها الإنسان في الحياة، وكيف ينبغي عليه أن ينسى الأشياء التي لا يرغب بأن يراها، في محاولة للاستحواذ على اللحظات التي يرغب بأن يتذكرها من خلال ألوانها الحقيقية. وبقدر ما توحي أعمال الريس ببشاعة العالم، فإنها من جانب آخر تعكس وجود الجمال، فهناك الوجوه ذات الملامح الحميمة، ولكن الخائفة التي تستدعي الحب والحنان، وهناك تكوينات وعوالم طفولية تمنح لوحته قدرة على الجمع بين المتناقضات. بما يعني رفض الوحشية والإصرار على تجاوز المعاناة، فثمة من يسعى إلى العيش بسلام وحرية. وكان قد عرض يوم الافتتاح فيلم قصير مدته 11 دقيقة بعنوان «حدود الرمادي»، وهو سيناريو وإخراج بسيم الريس نفسه، وتدور أحداث الفيلم على قصة مصور صحفي، يعتبر هو آخر من تبقى في مدينته المدمّرة، والذي سجّل أحداث دمارها بكاميرته، بقي وحيداً يعيش مع صوره وذكرياته، يرفض أن يغادر هذا المكان المدمر، ويصر على أن يعيش بها ليخلق حياة في هذا الدمار، وليخلق بقعة جمال داخل هذا القبح. يعتمد الفيلم على خبرين متناقضين يصدران من المذياع، الأول هو سقوط 22 قتيلا وجثثهم تحت الأنقاض، دون اكتراث أحد لموتهم، والخبر الثاني هو سقوط قط صغير في حفرة فتهب كل المنظمات لمساعدة القط على الخروج من هذه الحفرة وإدانة رئيس البلدية لتقصيره في إغلاق هكذا حفر. الفيلم هو محاولة أولى للفنان، في تجريب ومحاولة لخلق لغة بصرية تعبر عن مضمون الحدث، حدود الرمادي هو الحد الفاصل بين الأبيض والأسود، بين الحياة والموت، بين الجمال والقبح، بين الواقع والذكريات. يشار إلى أن الريس يكتب القصة القصيرة، وقد فاز بجائزة الشارقة للإبداع العربي 2010 عن فئة القصة القصيرة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©