سيدكا السبب

من الأمثال المشهورة في عالم الرياضة أن الفوز يغطي العيوب والخسارة تكشف الأخطاء، وينطبق هذا المثل على المنتخب العراقي الذي تناولته أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية بالانتقاد، إثر خسارته أمام أستراليا بهدف للكابتن هاري كيويل، في الوقت الذي نال لاعبو الفريق العراقي كلمات الثناء والتقدير من الشارع الرياضي بعد المستوى المقنع الذي قدموه في مباريات البطولة، وصعودهم إلى المرحلة الثانية والارتقاء بالمستوى إلى درجه القبول في المباراة الأخيرة التي كانوا فيها الأقرب للفوز. الانتقاد تركز على المدرب الألماني سيدكا مدرب المنتخب، حتى إن البعض اعتبره المسؤول الأول عن خسارة أبناء الرافدين وفقدان اللقب، وأشار المنتقدون، وهم المعنيون في اتحاد الكرة طارق أحمد أمين السر العام، وعبد الخالق مسعود المدير المالي، ومحمد جواد الصائع عضو الاتحاد، إلى أن طريقة المدرب سيدكا واستبداده في الرأي وعدم الاستماع لمشورة الآخرين، سواء كان ذلك مساعده ناظم شاكر الذي تقاطع معه أكثر من مرة، بدأت من الخسارة الكبيرة التي مني بها الفريق أمام المنتخب الأردني بأربعة أهداف في المباراة التجريبية التي جمعتهما في عمان قبل مشاركتهما في منافسات بطوله غرب آسيا، وتوسعت الخلافات بينهما في مباريات خليجي 20 باليمن وتفشت وأطلت بظلالها عقب الخسارة التي مني بها الفريق أمام المنتخب الإيراني في أولى مباريات المجموعة الرابعة من البطولة، خاصة عندما أصر المدرب سيدكا على إشراك اللاعب مهدي كريم في مركز الظهير الأيسر بدلاً من اللاعب صاحب الخبرة والممارسة باسم عباس. وتوسع الخلاف ولم يقتصر على المدرب سيدكا ومساعده ناظم شاكر الذي قدم استقالته، وإنما تفرع بين سيدكا ومدير المنتخب وليد طبره الذي كان يعتبر مترجمه الشخصي، ثم بين سيدكا والمدير الفني للفريق عبد الخالق مسعود. الخلافات لم يشر إليها في حينها، وقد حاول البعض التستر عليها، خاصة تلك التي حدثت بين المدرب سيدكا وأعضاء الاتحاد خشية تأثيرها بشكل مباشر على نفسية اللاعبين على أساس أن الفريق العراقي تصاعد في أدائه وتحسن مستواه كثيراً، خاصة بعد ثبات واستقرار تشكيلة اللاعبين، ولكن هذا التستر لم يستمر طويلاً، إذ سرعان ما طالب بعض أعضاء الاتحاد بمحاسبة المدرب سيدكا، كونه كان ضليعاً ومسؤولاً عن الخسارة أمام المنتخب الأسترالي جراء عدم سماع رأي الآخرين الذين كانوا ينشدون ثبات تشكيلة اللاعبين وضرورة اشتراك علاء عبد الزهرة وكرار جاسم ومصطفى كريم وأحمد إبراهيم لما يشكل وجودهم من قوه فاعلة لدفاع وهجوم العراق. صكبان الربيعي (العراق) | almla3eb@yahoo.com