تطرق محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للعديد من المواضيع المطروحة على الساحة القارية من خلال حوار على نار هادئة مع الزميل عدنان حمد في أول حلقات برنامج “في العمق” على قناة دبي الرياضية.
واستهل ابن همام حديثه بتوجيه الشكر لسمو أمير قطر على منحه لقب معالي ودرجة وزير بدولة قطر، مشيراً إلى أن سموه أهداه هذا اللقب لأنه دائماً ما يكافئ كل من يجتهد في سبيل الوطن.
وأعترف رئيس الاتحاد الآسيوي بوجود جبهات معارضة له منذ البداية وعزا ذلك إلى أمرين، الأول هو التصدي الدائم لأي رغبة في التغيير في ظل التعود على وضع معين وهذا ما حدث من دول شرق القارة الذين كانوا دائماً على خلاف في البداية من باب أنني عربي واعتقادهم أن العرب يريدون السيطرة على كل كبيرة وصغيرة بالكرة القارية. أما السبب الثاني فأرجعه إلى الغيرة التي قادت دفة المعارضة العربية وعدم القبول بوضع محدد منذ البداية.
وتحدث عن الخروج العربي الجماعي من كأس آسيا الحالية بالدوحة، حيث رفض ركوب الموجة والحديث عن أمر كارثي، وأكد أن هناك بعض المنتخبات التي خرجت بعد أداء مشرف مثل قطر والعراق والأردن وسوريا وصادفها سوء حظ شديد، ولم ينكر ابن همام تفوق دول شرق القارة على غربها وأعترف بوجود فجوة بين القسمين من حيث التعامل الاحترافي من كل طرف مع عالم كرة القدم، ففي الشرق درسوا وضعهم بدقة وبدأوا في تطبيق الاحتراف بشكل دقيق ووفق خطوات تمهيدية ومدروسة حتى وصلوا للوضع الراهن الذي جعلهم يعتلون عرش القارة من الناحية الفنية.
وأكد أننا كعرب نتعامل بشكل اتكالي وبدون تخطيط، وتعودنا دائماً على الشيء السهل الذي يأتينا دون العمل من أجله، وشبه العرب بالشخص الذي يأكل بشوكة من ذهب، في حين أن الأطراف الأخرى تقاتل من أجل الحصول على مبتغاها. وأضاف: لقد حذرت منذ فترة طويلة من هذا السقوط، ولكن بكل تأكيد هو أمر طبيعي لإدارة قائمة على الهواية في كل شيء.
وتطرق إلى الحديث عن التحكيم في البطولة حيث أكد أن التحكيم جيد، واعترف بوجود أخطاء ولكن بشكل عام المستوى مقبول، وأكد أن الشيء الذي يثير الضجة دائماً هو تعليق عدد كبير الإخفاق والخروج من البطولة على شماعة التحكيم، لكن من حسن الحظ أن هذه المرة لم يساير الإعلام ذلك ورفضه شكلاً وموضوعاً.
وأكد ابن همام أن التحكيم في القارة تطور كثيراً وبشكل لا يمكن مقارنته بالتطور في قارات أخرى ونحن كاتحاد نحاول جاهدين التطوير بشكل مستمر، واعترف بقلة العائد المادي للحكم في آسيا لكنه رفض مقارنته بما كان يحصل عليه الحكم في السابق، وأشار إلى أن اتحاد القارة حاول جاهدا تعديل الوضع المادي بما يتوافق مع الدخل المادي العام من المسابقات، وقال: “في الماضي كانت الدول المستضيفة لأي بطولة هي التي تدفع بدلات الحكام ولكن حالياً كل شيء مدفوع من قبل الاتحاد الآسيوي”.
وتحدث عن الحكم الاسترالي بنجامين وأكد أنه خرج من الحسابات تماماً، وتم استبعاده بعد الأداء السيئ في مباراة الكويت والصين، ورفض أن يكون الأداء بشكل متعمد، وأكد أنه ضمن حكام النخبة على مستوى القارة ونحن فوجئنا بأدائه خلال هذه المباراة.
وعرج رئيس الاتحاد الآسيوي على خلافة يوسف السركال له في كرسي القيادة بالاتحاد الآسيوي، حيث أكد أن السركال مهيأ تماماً لهذا المنصب، فهو رجل صغير السن وعصامي بنى نفسه بنفسه من خلال تدرجه في العديد من المناصب كرئيس لناد ورئيس اتحاد ببلده، ثم نائب رئيس الاتحاد القاري وهو دائماً ما يفكرني بنفسي في مشواري الرياضي، ومن وجهة نظري أرى أن السركال هو الأصلح لقيادة الاتحاد الآسيوي. ورفض فكرة التوريث التي خرج البعض بها وأكد أن الجمعية العمومية هي صاحبة الرأي الأول والأخير خصوصا وأن اتحاد آسيا ينعم بالديمقراطية.
ونوه إلى أن الأمور في عالمنا العربي تدار “بالفهلوة” دائماً وهو أمر يؤخذ علينا في ظل دراسة الآخرين، لذلك اتمنى أن تدار العمليات الانتخابية وفقا للرؤية الرياضية دائماً وعدم إقحام السياسة بالرياضة، مشيراً إلى ما حدث مع الأمير علي بن الحسين في إنتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، وأكد إنها كانت مجرد إنتخابات على المستوى الرياضي ولا دخل للسياسة فيها.
أما عن مسألة وقوفه مع الكوري شونج منافس الأمير علي، أكد ابن همام أنه كان يرد الدين له بعد وقوفه مع قطر في ملف تنظيم مونديال 2022، وأعترف بأن شونج لعب دوراً بارزاً في هذا الملف وصوت لصالح قطر وكان لابد من رد الدين له.
ورفض ابن همام الدخول في أي مهاترات بشأن خلافه مع الشيخ أحمد الفهد أو شقيقه الشيخ طلال الفهد، وطالب بضرورة ضبط النفس، وأكد أنه سيبدأ من هذا الحوار بضبط نفسه خاصة في ظل حالة اللوم التي انتابته بعد الانسياق وراء الإعلام والخروج بتصريحات رد في السابق.
وأعرب ابن همام عن فخره بالحديث الذي قاله ابنه جاسم على موقع الاتحاد الآسيوي وتحدث فيه بالعديد من اللغات ومنها اللغة العبرية، وأكد أن نجله يخاطب الجميع بلغتهم، كما أكد أن إسرائيل ستلعب في قطر إذا ما تأهلت لمونديال 2022، ورفض الأوقاويل التي خرجت عن دفع قطر لرشاو من أجل الحصول على هذا الملف، مشيراً إلى أن الدولة قدمت ملفا فاق التوقعات، وأشار إلى أن قطر انتصرت على الولايات المتحدة الأميركية فكرياً، ولكن لا يمكن مجاراتها في الجيوش.
عدد اليوم
