أكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي “الناتو” اندرس فوج راسموسن ان الحلف لا ينوي نشر قواعد عسكرية في ليبيا، نافيا بذلك تقارير صحفية روسية، مشيراً الى ان الليبيين حصلوا على فرصة لتقرير المصير. وقال راسموسن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في العاصمة طرابلس، ان قرار حظر السلاح في ليبيا المعتمد من قبل هيئة الأمم المتحدة لا يزال ساري المفعول، مشيراً الى انه ابتداء من اليوم لن يكون حلف الـ “ناتو” مسؤولا عن تنفيذ هذا القرار.
وقال راسموسن :”ليس لدينا أي نية لوضع جنود على أرض ليبيا أو فرض قواعد على أراضيها”. وأبدى استعداد دول الحلف للمساعدة في السيطرة على الأسلحة في ليبيا. وقال :”ليس لدينا معلومات واضحة حول وجود أسلحة داخل ليبيا، ولكن نحن قلقون بشأن السيطرة على هذه الأسلحة وتأمينها والتخلص منها”. وأكد قرار مجلس الأمن الذي أشار بوضوح إلى أنه من مهام المجلس الوطني الانتقالي السيطرة على هذه الأسلحة وتأمينها، معتبرا أن ما حدث في ليبيا يبعث برسالة قوية لدول المنطقة وأن إرادة الشعوب لا يمكن تجاهلها. ودعا راسموسن، إلى تلبية تطلعات الشعوب وطموحاتهم نحو الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون.
واعرب عن ثقته بأن المجلس سيلتزم بالمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والحرية والديموقراطية وسيعمل على تعزيز سيادة القانون في ليبيا.
وأكد راسموسن انه في حال لجأ المجلس الانتقالي طلباً للمساعدة من أي من أعضاء حلف شمال الأطلسي، فإن هذا العضو لن يتأخر في تقديمها. واستطرد قائلاً ان “ليبيا الديموقراطية” ستدرج في عداد شركاء الحلف في المستقبل القريب “في حال أعرب الشعب الليبي عن رغبته بذلك”، مشدداً على أن الـ “ناتو” سيساعد ليبيا بتأسيس منظومة الدفاع والأمن، إذا ما قدمت القيادة الليبية طلباً في هذا الشأن.
وأشاد الامين العام لحلف شمال الاطلسي بنهاية التدخل العسكري للحلف في ليبيا الذي ساعد في الاطاحة بمعمر القذافي وقتله. وقال راسموسن “أمر عظيم ان اكون في ليبيا، ليبيا الحرة”. وأضاف “لقد تحركنا لحمايتكم أنتم. ومعا نجحنا. أصبحت ليبيا في نهاية الامر حرة من بنغازي حتى البريقة ومن مصراتة الى الجب الغربي والى طرابلس”. وأضاف انه فخور بالدور الذي قام به حلف شمال الاطلسي في الانتفاضة التي استمرت سبعة أشهر ضد القذافي والتي استخدم فيها الحلف طائراته وسفنه لضرب قوات القذافي. وقال راسموسن “في منتصف هذه الليلة ينتهي فصل ناجح في تاريخ حلف شمال الاطلسي. لقد بدأتم بالفعل كتابة فصل جديد في تاريخ ليبيا. قادتنا كانوا حريصين للغاية لضمان عدم التسبب في أي ايذاء لكم أو لاسركم”.
وكان راسموسن اكد لفرانس برس انه سيجري محادثات في طرابلس مع زعماء المجلس الوطني الانتقالي ومنهم رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل “حول توقعاتهم بشأن مستقبل ليبيا وخاصة خارطة الطريق التي لديهم للانتقال الى الديموقراطية”. وقال ان المسألة الاخرى الرئيسية التي سيثيرها مع الزعماء الجدد لليبيا هي “توقعاتهم فيما يتعلق بمساعدات قد يقدمها الحلف الاطلسي في المستقبل”.
وأنهى حلف شمال الأطلسي “ناتو” عملياته العسكرية في ليبيا بشكل رسمي. وقال المتحدث العسكري باسم الحلف في نابولي امس إن الحلف لا يخطط لإقامة مراسم احتفال بهذه المناسبة سواء في مقره في بروكسل أو في نابولي، حيث مركز إدارة عمليات الحلف في ليبيا، مضيفا:”هذا يوم عمل طبيعي مثل بقية الأيام”. وانتهى امس سريان قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي يستند إليه الحلف في عملياته العسكرية في ليبيا والذي يسمح بـ”اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية” لحماية المدنيين من هجمات قوات الأمن التابعة لمعمر القذافي الذي قتل وأسقط نظامه.
إلى ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مقابلة نشرت امس، ان النظام الليبي الجديد امامه “مهمة بالغة التعقيد”، متعهدة في الوقت نفسه بأن تقدم واشنطن كل المساعدة اللازمة. وقالت كلينتون لصحيفة “واشنظن بوست”، ان “القادة الليبيين امامهم مهمة سياسية بالغة التعقيد، وهم لا يتمتعون بخبرة كبيرة في السياسة”.
واكدت الوزيرة الاميركية ان السلطات الليبية الجديدة عليها قبل كل شيء ان تعيد توحيد البلاد. وقالت “هذا تحد هائل”، مشيرة الى ان قادة ليبيا الجدد “عليهم ايجاد الطريقة لتحقيق المصالحة بين شتى المشارب السياسية والدينية. عليهم توحيد كل القبائل ومواجهة التنافس الابدي القائم بين الشرق والغرب، بين بنغازي وطرابلس”. ولكن الوزيرة الاميركية ابدت تفاؤلا في قدرة الليبيين على تخطي هذه الصعاب.
وقالت ان قادة ليبيا الجدد “هم اشخاص عقلاء حقا”، وانه وعلى رغم كل الصعاب فإن طبقة اصحاب الكفاءات في البلاد صمدت امام النزاع. وتابعت “ايضا، سوف نساعدهم قدر ما استطعنا”.
عبد الرحيم الكيب رئيساً للحكومة الانتقالية
طرابلس (وكالات) - أعلن المجلس الانتقالي الليبي مساء أمس، انتخاب رجل الأعمال عبد الرحيم الكيب رئيساً للحكومة الانتقالية في ليبيا. وأعلن أمين سر المجلس مصطفى المناع أن اختيار الكيب جاء بعد حصوله على 26 صوتاً في اقتراع على المنصب تنافس فيه 5 مرشحين بمقر المجلس الانتقالي في طرابلس.
عدد اليوم
