إسرائيل تنفي اتخاذ قرار بضرب إيران

نفى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عزمه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مهاجمة إيران رغم معارضة قادة الجيش والاستخبارات لذلك، وسط مساعي الولايات المتحدة الأميركية لمنع تنفيذ إسرائيل هذه الضربة، بمحاولة الحصول على تأييد الصين وروسيا لإصدار عقوبات اقتصادية وسياسية جديدة من مجلس الأمن الدولي على إيران. وقال باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلي ساخرا من هذه المعلومات “لا تحتاج لأن تكون عبقريا لتفهم أنه في 2011 في إسرائيل لا يستطيع شخصان أن يقررا التصرف بمفردهما”. وأضاف أن “في وزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء آلاف الأوراق حول المحادثات التي أجريت عن إيران بحضور عشرات المسؤولين والوزراء”. وأكد مجددا أن “تقدم إيران في الحصول على سلاح نووي هو التهديد الرئيسي للأمن في المنطقة ولإسرائيل على وجه الخصوص”. وقال باراك “يجب العمل مع كافة الوسائل الضرورية والإبقاء على جميع الخيارات”، مشددا على “أهمية الضغوط الدولية والعقوبات”. وأضاف “كما قلت أكثر من عشرين مرة، إسرائيل لا تستطيع التعامل مع إيران نووية”. وكان باراك يرد على تقارير لوسائل الإعلام الإسرائيلية قالت إنه قرر مع نتنياهو ضرب المنشآت النووية الإيرانية. ووفقا لوسائل الإعلام فإن رئيس هيئة الأركان الجنرال بني جانتز ورئيس الموساد تامير باردو ورئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخافي ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) يورام كوهين يعارضون أي هجوم مماثل. وفي السياق تسعى الولايات المتحدة لمنع تنفيذ إسرائيل خطتها بتوجيه ضربة عسكرية للمشروع النووي الإيراني، بعيدا عن التنسيق المسبق مع الإدارة الأميركية. وكتب أليكس فيشمان في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، يقول إن الإدارة الأميركية تبذل جهودا دبلوماسية واسعة لإصدار قرارات جديدة من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إيران، في محاولة منها لمنع تنفيذ إسرائيل خطتها بتوجيه ضربة عسكرية لطهران، خاصة أن هذه المغامرة الإسرائيلية قد تكون عكس التوجهات والمصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف الكاتب أن الولايات المتحدة ستقوم بإقناع روسيا والصين بضرورة دعم التوجهات الجديدة بعد تقارير ذكرت مؤخرا قرب امتلاك إيران للسلاح النووي، كما أنها تسعى لتلافي دخول المنطقة في حرب جديدة قد تكون لها تأثيرات سلبية كبيرة حتى على مصالح روسيا والصين. وتعتبر الإدارة الأميركية الخطوة الإسرائيلية المحتملة ضد إيران خطيرة جدا خاصة أنها ستأتي في ظل متغيرات مختلفة في الشرق الأوسط واستعداد أميركا للانسحاب من العراق، وسط مخاوف تسود الأوساط العسكرية الأميركية مما قد يطرأ على المنطقة في أعقاب هذا الانسحاب. وفي شأن متصل أعلنت متحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية أمس إنه سيتم إطلاق سراح رجل أعمال إسرائيلي بعد أن قضى 14 عاما في السجن لقيامه ببيع أسلحة كيميائية لإيران.