نحن نهتم وهم لا

زميلنا في ملحق “الاتحاد” الآسيوي اليومي محمد حامد كتب تقريرا عن الحالة الإعلامية لدى طرفي نهائي أمم آسيا التي ستجرى غدا، مفادها أن لا اليابانيين ولا الأستراليين يضعون المنتخبين في سلم الأولويات ولا حتى وصولها للنهائي الأكبر في القارة، بخاصة الأسترالي الذي دخل التاريخ بهذا الوصول لأنه الأول، أما اليابان “فمتعودة دايما” وهذا هو النهائي الرابع لها وربما اللقب الرابع. ما قاله زميلنا كان مستندا على معلومات وعناوين الصحف الأسترالية الكبرى والصغرى وأشهر الموقع الألكترونية وما أصابني بالدهشة أن تتصدر صورة نجم التنس الإسباني رافائيل نادال صحيفة “سيدني مورنينج هيرالد” في الوقت الذي وصل منتخب هذه الصحيفة لنهائي آسيا ويبدو أن بطولة أستراليا المفتوحة للتنس أهم بكثير للإستراليين من كرة القدم حتى لو كان منتخبهم طرفا في النهائي وهو ما يستدعي أسئلة كثيرة حول استضافة أستراليا لنهائي 2015 ومدى أهمية هذا البلد للقارة الآسيوية. التجاهل أو عدم الاهتمام بالمنتخب الأسترالي شمل تقريبا معظم الصحف، ومنها صحيفة “ذي أستراليان” التي وضعت صورة البلجيكية كيم كليسترز ونادال، فيما تصدرت أخبار الهوكي والتنس والكركيت صحيفة “هيرالد صن” وجاء المنتخب بالمرتبة الرابعة في الاهتمام. ونفس الموضوع ينطبق تقريبا على المنتخب الياباني، حيث تصدرت مصارعة السومو وحتى الجولف صدر الصفحات الرياضية وهذا يطرح مئة ألف سؤال عن دولتين كرة القدم فيهما ليست صاحبة الشعبية الأكبر، ومع هذا لديهما منتخبين كبيرين ويتزعمان حاليا القارة الآسيوية، بينما لدينا عشرات آلاف الصفحات الرياضية ومئات البرامج المتخصصة ومليون كاتب مقال وعمود وزاوية وفكرة وتريليون موقع الكتروني حتى بات القارئ يعرف نمرة “حذاء” نجوم الكرة وأكلاتهم المفضلة وأسماء أولادهم أو أنواع سياراتهم والملايين تنهمر عليهم من الاحتراف “المحلي والهبات والتبرعات والإعلانات”، ومع كل هذا خرج كل العرب من الدورين الاول والثاني بخفي حنين وبمقولات عتيقة نكررها بعد كل خروج ودراسات مستقبلية ولجان لبحث أسباب الخروج ومدربين مفنشين. هل أعلامنا أكبر من منتخباتنا وأنديتنا وإنجازاتنا؟ هذا هو السؤال الذي أتمنى أن نسمع منكم جوابا عليه في زحمة البرامج التي نتابعها هنا وهناك. مصطفى الأغا (سوريا) | Agha2022@hotmail.com