الجدوى الاقتصادية

عندما تنظم الدول بطولات وأحداث رياضية، يتصدى البعض معترضين على ما يصرف من أموال، وما يهدر من جهد، بحسب زعمهم، مطالبين بتخصيص هذا المبالغ لصرفها على أشياء أخري غير ناظرين لما يمكن أن يحققه تنظيم حدث رياضي على الدولة من نقاط غاية في الأهمية. استضافة الأحداث الرياضية عبارة عن إعلان مجاني للبلد الذي يبقى اسمه يذكر كمنظم للحدث منذ الفوز بالتنظيم في كل القنوات التلفزيونية في العالم والصحف والإذاعات، مرورا بالحدث وتفاصيله والجماهير التي تحضر للمتابعة وما يكلفها من مصاريف تتعلق بالفنادق ووسائل الاتصال والطيران والتلفونات والهدايا وما إلى ذلك، ويستمر هذا الأمر بعد الحدث بسنوات، فالدولة تكسب دعاية لا تقدر بثمن، ومن هنا يصبح الاهتمام والفضول للتعرف على المناطق الجغرافية والسياحية وتشكل الاستضافة كذلك مصدر جذب للسياحة والترويج والتعريف، بالإضافة لذلك هناك حقوق النقل التلفزيوني التي وصلت للملايين الدولارات، ومداخيل الإعلانات التجارية التي توضع في الأماكن العامة، والملاعب والشوارع. ولعل حقوق الدعاية والإعلان تنعكس على البلد المنظم وعلى الاتحاد القاري وعلى هذا الأساس اعلن محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن عائدات الاتحاد الآسيوي تعادل 10 بالمئة فقط من عائدات الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، مؤكدا بان تكاليف استضافة البطولات كبيرة جدا وحقوق الرعاية أقل من منصرفات البطولة. تكاليف استضافة قطر لكاس العالم 2022 تصل إلى 60 مليار دولار وهو بلاشك رقم كبير ولكن لو نظرنا إلى العائدات التي تتحقق من الرعاية فسنجدها اكبر بكثير من المصروفات. وكانت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية قد أكدت أن مصارف نجوم ملف مونديال قطر وصلت إلى 27 مليون دولار، ولكن بلاشك أن المردود الذي حصلت عليه قطر كان اكبر من هذه الأرقام التي اصبح من المألوف سماعها. كرة القدم اصبحت صناعة ولم تعد لعبة تمارس من أجل الهواية، وفي عصر الاحتراف تغير كل شيء، لقد راح زمن الولاء العاطفي وجاء زمن العقلية الاحترافية وهي التي كانت سببا في وصول منتخبي اليابان واستراليا إلى أبواب اللقب وأصبحنا نحن نتفرج بعد أن ودعنا مبكرا. ويبقي السؤال.. لقد نجحنا في تنظيم الأحداث واستضافتها ولكن متى تختلف العقلية الاحترافية للاعبينا ويكبر الحلم ليعانق اللقب؟ دعونا ننتظر ولعل القادم أحلى في استراليا 2015. لطفي الزعبي (الأردن) | almla3eb@yahoo.com