الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هلا مراد تفكك ألغاز سميح القاسم

هلا مراد تفكك ألغاز سميح القاسم
13 نوفمبر 2014 23:35
محمد عبدالسميع (الشارقة) عقدت مساء أمس الأول، بقاعة ملتقى الأدب في معرض الشارقة للكتاب، ندوة تحت عنوان «شعر الحرية.. الثورة في شعر سميح القاسم»، قدمتها الشاعرة والمخرجة هلا مراد. عرضت خلال الندوة دراسة حول شعر سميح القاسم، وهو أهم وآخر شعراء فلسطين الذين تشبثوا بها ورفضوا الخروج والمنفى، والذي كان دوماً مقترناً بالراحل الكبير محمود درويش، شكل نصف البرتقالة الفلسطينية كما لقبهما الأديب غسان كنفاني، ولم يكن سميح وافر الحظ كالشاعر محمود درويش، فالكتب التي قدمت للقراء حول درويش هي بالمئات، في حين اقتصرت منشورات بسيطة حول شعر القاسم، من هذا المنطلق عمدت الباحثة إلى دراسته، وهي تعتقد أن كتابها حوله، بمثابة سد النقص حوله والتكريم له في آن معاً. في البداية تقول هلا مراد، قرأت دواوين القاسم في مجموعته «الأعمال الكاملة»، وكان ذلك عام 1996م، وكانت وقتها 18 ديواناً، أمتعتني قصائده، خاصة الأبيات: هذي الحروف المدلهمة يا سيدي أحزان أمة فاشحذ مداك على جراحي إنني قربانُ كلمة وتقول: أسلوبه الشعري مباشر أحياناً كثيرة، لكنه رمزي مليء بالألغاز في آن معاً، رموزه الكثيرة كانت تشعرني بأنني أمام لغز لابد من فك شفراته. كان يؤمن القاسم بالتقمص ولذا نراه يتقمص شعراء الثورة العالميين وكبار الثوار، ففي شعره جيفارا وغاندي والمناضلة البلغارية ليليانا ديمتروفا والشعر الإسباني رفائيل ألبرتي، وصلاح حسين المناضل المصري في ثورة الفلاحين، والمناضل اليهودي شارلي بيطون، هكذا كانت قصائده ثورة عارمة لأجل الإنسان وحق الإنسان. وتتابع هلا: من أهم الأسئلة التي طرحتها عليه: «بعض عناوين القصائد حمل حروفاً مفككة وكان مجموعها يرمز إلى فعل ثلاثي ذي معنى ثوري (ل ـ غ ـ م)، وهناك عبارات عبرية لم أفهمها»، قال لي: «الرسوم في الأميرة يبوس هي أشبه بالتعاويذ والحجابات والرقى أو ما يسمى بالكتابة لتصريف القلوب، أما (س) المكرر فهو س ـ سميح». وتقول هلا: سميح القاسم حضور بهي في شخصيته يجعله فصيح الأمة، حين تسمع شدوه الشعري ينقلك إلى أجواء الشنفري الذي احتل هو الآخر حيزاً من شعره، كرس مداده ليكون لسان حال ثوار العالم وشعرائه الثائرين، يعرفك على مناضلين أهملهم التاريخ. القاسم وحد بين ثورة الشنفري على أهله في الجاهلية وبين ثورة صلاح حسين في ثورة فلاحي مصر ضد الإقطاع ووحدهما في ثورة باتريس لومومبا وغيرهم. سميح القاسم المتحدث الرسمي باسم الإنسان ولا تعصب في شعره لجنس ولا للون ولا لأمة، فقط تعصب للحق ولقضية عادلة لأي شعب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©