الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اغتيال مسؤول كبير بقوى الأمن اللبناني بانفجار في بيروت

اغتيال مسؤول كبير بقوى الأمن اللبناني بانفجار في بيروت
20 أكتوبر 2012
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة التفجير الإرهابي الذي وقع في بيروت أمس وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وقال معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إن دولة الإمارات تدين هذا العمل الإرهابي الجبان وتؤكد وقوفها الى جانب لبنان الشقيق واستعدادها للمساعدة في توفير أية احتياجات تساعده على تأمين استقراره وأمنه، مؤكداً معاليه ضرورة الكشف عن ملابسات الحادث وتقديم مرتكبيه للعدالة. ودعا معاليه المجتمع الدولي الى اتخاذ كل ما يلزم لمساعدة لبنان والوقوف الى جانبه في كل ما يحتاجه لتعزيز استقراره. وأعرب معاليه عن تعازيه لأسر الضحايا، متمنياً للمصابين الشفاء العاجل. وكان 9 أشخاص قد قتلوا بينهم العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات بقوى الامن الداخلي اللبناني بانفجار سيارة مفخخة هز حي الاشرفية شرق بيروت أمس. وقال مصدر أمني لوكالة الانباء الالمانية إن الحسن كان هدف عملية التفجير وأنه لقي حتفه في الانفجار. وكان الحسن العقل وراء الكشف عن مخطط تفجير في لبنان اتهم به النظام السوري والوزير اللبناني الموقوف ميشال سماحة. كما ساهم في كشف العديد من الخيوط في التفجيرات الماضية والاغتيالات التي طالت سياسيين لبنانيين من فريق الرابع عشر من مارس، وأولهم رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. إلى ذلك، لعب في الوقت عينه دوراً كبيراً في توقيف العديد من الشبكات والعملاء الاسرائيليين. وكان مدير الإسعاف والطوارئ في الصليب الأحمر جورج الكتاني قد أكد ارتفاع حصيلة الانفجار الى تسعة قتلى و109 جرحى بحسب إحصائيات المستشفيات التي توزع عليها الجرحى في بيروت. وذكرت معلومات ان زنة العبوة المفخخة قدرت بـ 30 كيلوجراما من المواد الشديدة الانفجار وضعت في ساعات الذروة عصر امس في حي سكني مكتظ بالمارة مع خروج غالبية الموظفين من وظائفهم وعودة التلامذة من مدارسهم. وادى الانفجار الى تضرر كبير في مبنيين سكنيين، واندلاع حريق في احد المباني في شارع فرعي من ساحة ساسين، واشتعال الحرائق في عشرات السيارات. وكان وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل قد اعلن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في التفجير، بينما كانت الوكالة الوطنية للاعلام قد اشارت الى ان عدد القتلى وصل الى ثمانية. وقال الوزير خلال تفقده مكان الانفجار قرب ساحة ساسين في الاشرفية “لدينا ثلاثة شهداء موجودين في المستشفيات”، مشيرا الى ان عدد الجرحى ارتفع الى 96 شخصا “بينهم حالة حرجة، بينما غادر اكثر من 20 جريحا المستشفيات”. كما وصل الى مكان الانفجار وزير الداخلية مروان شربل، وفرض الجيش والقوى الامنية طوقا حول المكان. وكانت الوكالة الرسمية اشارت الى ان الدفاع المدني “أحصى سقوط 8 شهداء و78 جريحا” في الانفجار. من جهته اشار المدعي العام التمييزي حاتم ماضي الى ان الانفجار نجم عن سيارة مفخخة او عبوة وضعت اسفل سيارة “قذفت عشرات الأمتار”. وأفاد محققو وكالة فرانس برس ان زنة العبوة “بلغت 30 كيلوجراما”. وعمل متطوعون في الصليب الاحمر على اخراج مصابين من المباني المتضررة. كما قام عناصر في الدفاع المدني بالصعود الى المباني للبحث عن الجرحى. وقال رولان (19 عاما) “سمعنا صوت انفجار كبير. شعرنا بالارض تهتز من تحتنا”. وحاول بعض الاهالي البحث عن اولادهم في محيط مكان الانفجار. وصرخ رجل “أين بيار؟”، في حين قامت امرأة بالبحث عن ابنتها ندى. وبدت شابة في الخامسة والعشرين من العمر تحت الصدمة وهي تصرخ “ماما، ماما” بحثا عن والدتها وسط الدمار. وقال شاهد عيان يعمل في الجوار “لقد شهدنا كل هذه التفجيرات من قبل، نشأنا معها”. واضاف لوكالة فرانس برس “بغض النظر عمن يقف وراء هذه التفجيرات التي تستهدف سياسيين لكن من يموت هم الابرياء”. وقال ان “الانفجار شكل صدمة حقيقية لنا، وتدل على ان ارواح اللبنانيين لا قيمة لها”. وقال عماد الذي اصيب في الانفجار “هذا ليس الانفجار الاول الذي انجو منه” مضيفا “كنت ايضا هناك حين قتل جبران التويني” النائب اللبناني ورئيس تحرير جريدة النهار في انفجار سيارة في ديسمبر 2005. واضاف عماد (50 عاما) “اليوم شعرت وكأنني شهدت كل ذلك من قبل” لكن “بالتاكيد انفجار اليوم كان اقوى بكثير”. وفي موقع الانفجار الجمعة تطاير زجاج عدة ابنية بفعل قوته وكان الحطام متناثرا على الارض فيما يقوم السكان ومتطوعون طبيون باجلاء الجرحى. وتضررت مبان سكنية وبنك تجاري فيما احترقت منازل في الطابق الارضي من الشارع الفرعي المؤدي الى ساحة ساسين بالاشرفية حيث وقع الانفجار كما اضاف سكان. وقالت نانسي (45 عاما) “لو لم نكن خارج المنزل نشتري الادوية لكنا قتلنا” مضيفة “لقد احترق منزلنا، والحمد الله نحن على قيد الحياة”. واضافت نانسي “هذا الهجوم رسالة الى كل المسيحيين وكل اللبنانيين للقول إن لا احد بأمان في هذا البلد” وان “لا احد يعلم ما سيحصل في المستقبل”. اما رحمة الممرضة البالغة من العمر 50 عاما والتي تعمل في مستشفى “اوتيل ديو” المجاور فتقول إن الانفجار يذكر بقوة بالحرب الاهلية اللبنانية. وقالت لوكالة فرانس برس “نحن مدربون للعمل في مثل هذه الحالات الطارئة” مضيفة “في السابق كما الان الابرياء هم الضحايا والهجمات كانت دائما مباغتة. انه امر محزن للغاية”. وقال احد سكان الاشرفية الذي رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس “اعتقد انه بغض النظر عمن يقف وراء هذا الامر، انما هو يريد توجيه رسالة الى لبنان مفادها اننا لن ننعم بالسلام هنا”. وعن الجهة المسؤولة يقول “على الارجح انها مجموعة لبنانية لكن تحظى بدعم من الخارج، هكذا كانت السياسة على الدوام في لبنان”. واضاف “لقد شهدت عدة انفجارات، وهذا يذكرني كثيرا بالعام 2005 وكذلك بالحرب الاهلية”. وتجلس امرأة شابة حامل تبدو عليها اثار الصدمة امام مستشفى اوتيل ديو وهي مصابة بيدها ويتجمع حولها اقاربها. وردا على سؤال ما اذا كانت تشعر بان مستقبل البلد آمن لها ولطفلها تقول سمية “لا اعلم ما سيكون عليه المستقبل، لكن الان لا اشعر بشيء”. وأدان سامي الجميل زعيم حزب الكتائب والخصم القوي للرئيس السوري بشار الأسد وعضو البرلمان اللبناني الهجوم. ودعا الجميل الدولة للنزول لحماية المواطنين لان التلكؤ غير مقبول بعد الآن ولا يمكن الاستمرار في هذه الأوضاع وأضاف أنه كان يطلق التحذيرات منذ عام.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©