الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

23 قتيلاً بهجوم انتحاري على قاعدة عسكرية جنوب اليمن

23 قتيلاً بهجوم انتحاري على قاعدة عسكرية جنوب اليمن
20 أكتوبر 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل 15 جندياً، على الأقل، وثمانية متشددين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة استهدف صباح أمس الجمعة، قاعدة عسكرية في محافظة أبين جنوبي اليمن، فيما تظاهر عشرات الآلاف المحتجين في صنعاء ومدن رئيسية أخرى، للمطالبة بـ”هيكلة” الجيش المقسوم، قبل الشروع في مؤتمر الحوار الوطني، منتصف الشهر القادم. وقال مصدر عسكري يمني لـ”الاتحاد”، إن انتحاريين كانوا على متن سيارة عسكرية ملغومة هاجموا قاعدة اللواء 115 مشاة، المرابط في بلدة “شقرة”، على بعد 35 كم شمال شرق مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، التي استعادة الجيش اليمني، منتصف يونيو الماضي، السيطرة عليها بعد أكثر من عام من سقوطها بأيدي المتطرفين. وأوضح المصدر العسكري، الذي ينتمي إلى اللواء 115 مشاة، أن المهاجمين كانوا يرتدون زياً عسكرياً، وأنهم استخدموا سيارة عسكرية في الهجوم على اللواء الذي شارك قبل أشهر في هجوم واسع للجيش على معاقل تنظيم القاعدة في محافظة أبين. وقال إن المهاجمين تمكنوا من الدخول إلى وسط القاعدة العسكرية بعد أن قتلوا جنديين مكلفين بحراسة البوابة الرئيسية للقاعدة. وأضاف: “نزل جميع ركاب السيارة العسكرية باستثناء السائق الذي قاد السيارة بسرعة كبيرة واصطدم بعنبر الجنود، ما أدى إلى وقوع انفجار كبير أودى بحياة عشرة جنود”. وأشار المصدر إلى أن بقية المسلحين، وكانوا يرتدون أحزمة ناسفة، حاولوا الوصول إلى مكان قائد اللواء 115، إلا أن جنوداً اشتبكوا معهم وقتلوا خمسة منهم، فيما تمكن أحدهم من تفجير نفسه، موقعاً قتلى في صفوف الجنود. كما قُتل الانتحاري الثامن، خارج محيط قاعدة اللواء 115، أثناء محاولته الفرار، حسبما أبلغ “الاتحاد” مسؤول أمني بارز في محافظة أبين. وقالت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، إن “خبراء متفجرات قاموا بتفكيك وإبطال الأحزمة الناسفة التي لم يتمكن حاملوها من تفجيرها في مقاتلي اللواء”، مؤكدة مقتل “ثمانية من العناصر الإرهابية الانتحارية” في الهجوم، الذي جاء غداة مقتل تسعة من عناصر تنظيم القاعدة، بينهم القيادي البارز، نادر الشدادي، في غارة جوية وهجوم استهدفهم غربي بلدة “جعار”، كبرى بلدات محافظة أبين. وأشار بيان وزارة الدفاع إلى مقتل وإصابة “عدد من مقاتلي اللواء 115 أثناء تصديهم لتلك العناصر الضالة”، لكن المسؤول الأمني البارز، ذكر، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن الهجوم على القاعدة العسكرية أسفر عن مقتل 15 جندياً وإصابة 28 آخرين، نقلوا إلى مستشفيات في زنجبار ومدينة عدن، كبرى بلدات جنوب اليمن. وأوضح أن اثنين من الجنود القتلى فارقا الحياة أثناء العلاج، متأثرين بإصابتهما في الهجوم، الذي يعد الأول بعد إعلان الجيش اليمني استعادة السيطرة على محافظة أبين. وقال مصدر عسكري يمني إن “أي محاولة لعناصر الإرهاب سيتم التصدي لها بقوة وحزم”، حسب خدمة الرسائل النصية لوزارة الدفاع. وكان وزير الدفاع اليمني، اللواء ركن محمد ناصر أحمد، أشاد بما وصفه بـ”الصمود البطولي” لقيادة وقوات اللواء 115 مشاة، موجهاً أثناء زيارته عدداً من الجنود الجرحى في مستشفى باصهيب العسكري في عدن، بـ”تقديم الرعاية الصحية” للمصابين كافة. واعتبرت مصادر عسكرية أن الهجوم الانتحاري على اللواء 115 مشاة هو “رد القاعدة على الغارة الجوية” أمس الأول، قرب بلدة “جعار”، حسب وكالة فرانس برس. ويقول مسؤولون إن مسلحي “القاعدة” يحاولون التمركز بالقرب من المدن الرئيسية في جنوب اليمن، وذلك للقيام بعمليات ضد الجيش ولجان المقاومة الشعبية، وهي ميليشيات مسلحة مؤيدة للجيش، الذي يعاني انقساماً حاداً داخل صفوفه منذ أواخر مارس العام الماضي، على خلفية انتفاضة شعبية أجبرت الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على التنحي، نهاية فبراير. وتظاهر عشرات الآلاف المحتجين اليمنيين، أمس الجمعة، في العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى، للمطالبة بـ”هيكلة الجيش”، وإقالة نجل الرئيس السابق، العميد ركن أحمد علي صالح، الذي يقود، منذ أكثر من عشر سنوات، قوات “الحرس الجمهوري”، الفصيل الأقوى تسليحاً وعتاداً داخل الجيش. وهتف آلاف المحتجين، الذين أدوا صلاة الجمعة في شارع الستين شمال غرب العاصمة صنعاء، “لا حوار قبل ترحيل العيال”، في إشارة إلى قائد الحرس الجمهوري، وابن عمه، العميد يحيى محمد عبدالله صالح، الذي يتولى منصب أركان حرب قوات الأمن المركزي. كما هتفوا “يا حكومة أول حل..الجيش لازم يتهيكل”، “وحدوا الجيش هيكلوه ..باب الحوار أغلقوه”، و”هيكلة الجيش مطلب واضح.. من أجل أن يكون حوار ناجح”. ومن المقرر، أن تبدأ أطراف يمنية رئيسية متصارعة في 15 نوفمبر القادم، حواراً وطنياً شاملاً حول قضايا عالقة منذ سنوات، على رأسها الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب، والتمرد المسلح في الشمال، وذلك بموجب اتفاق “المبادرة الخليجية”، الذي ينظم، منذ أواخر العام الماضي، عملية انتقال السلطة في اليمن، خلال عامين وثلاثة أشهر. وقال خطيب صلاة الجمعة في شارع الستين، الداعية محمد المسوري، إن مشاركة فصائل الحركة الاحتجاجية الشبابية في مؤتمر الحوار الوطني، مرهون بإعادة هيكلة الجيش، وإطلاق سراح العشرات من المعتقلين على خلفية اضطرابات 2011. وقال محتجون إن “القبول بالحوار مع بقاء نجل صالح على قيادة الحرس الجمهوري خيانة للشهداء”، حسب خدمة الرسائل النصية لصحيفة “الصحوة”، لسان حال حزب الإصلاح الإسلامي، أكبر الأحزاب اليمنية المعارضة للرئيس السابق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©