الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قصة التقاط أول صورة للقذافي بعد سقوطه بأيدي الثوار

20 أكتوبر 2012
ليون(ا ف ب) - “فجأة رأيت القذافي” ، يروي المصور فيليب ديمازيه الذي التقط لوكالة فرانس برس الصورة الشهيرة التي يظهر فيها الزعيم الليبي للمرة الأولى أسيرا وجريحا خلال سقوط معقله سرت. في هذا اليوم, 20 أكتوبر 2011, وبعد أن غطى المصور الفرنسي مشاهد الفرحة الغامرة في وسط سرت توجه إلى غرب هذه المدينة، مسقط رأس القذافي، حيث كانت تدور آخر المعارك. في البداية استقل شاحنة صغيرة (بيك أب) “تأرجح وهو يجلس في مؤخرتها” عندما كان يقودها “كالمجانين” ثوار في حالة هياج شديد. ثم أكمل الطريق في سيارة إسعاف يقودها ممرض كتب عنه ريبورتاجا صحفيا بعد ذلك ببضعة أيام. وفي آخر الطريق ظهرت في مجرى جاف في هذه الضاحية ماسورتان ضخمتان من الإسمنت المسلح. وعلى الأرض تناثرت جثث لرجال من الحرس الخاص للقذافي بعضهم كان وجهه مطليا باللون الأزرق. ويتذكر هذا المصور البالغ الحادية والخمسين من العمر والمقيم في ليون “أحدهم كان منزوع الذراع وآخر مذبوحا من الرقبة”. لقد التقط لهم الصور التي خلدت هذا المشهد البشع. ويقول “فجأة رأيت تجمهرا لنحو عشرة أشخاص يتدافعون ويسعون جميعا لرؤية الشيء نفسه. ومن قبيل الفضول ذهبت للمشاهدة”. وأضاف “تحرك أفراد المجموعة وهم يتدافعون لكنني لم أر شيئا. اعتقدت أنهم عثروا على شيء. وعندها رأيت رأس القذافي لكنني لم اكن واثقا من نفسي” إلى أن سمعت الرجال وهم يصيحون بالعربية “القذافي ، القذافي” ويشيرون إلى الماسورتين الإسمنتيتين اللتين شكلتا مخبأه الأخير. وتابع المصور “جذبت أحد الأفراد المتجمهرين من كتفه كي يفسح لي مكانا. وعندها وجدت في وسط المجموعة شخصا يحمل هاتفا محمولا قديما” كان يعرض عليه شريط فيديو قصيرا “ليس فيه شيء مهم ، مع تحركه في كل الاتجاهات”. وقال “فجأة رأيت القذافي يظهر! لكن لفترة وجيزة جدا”. عندها طلبت من صاحب الهاتف إعادة عرض الصور. ويتذكر ديمازيه، الذي كانت السترة الواقية من الرصاص تعيق آنذاك حركته “التقطت من هذا الفيديو أربع صور للقذافي أسيرا. صورتان منها كانتا جيدتين” رغم سرعة المشهد وشدة الضوء. ورغم تأكده من أن هذا الفيديو الذي يظهر فيه القذافي والدماء تسيل من وجهه المتورم ليس مركبا توجه فيليب ديمازيه إلى مستشفى سرت الرئيسي سعيا إلى العثور على أثر للمصاب. ويقول بعد عام هذا المصور الذي كان آنذاك مقطوعا عن العالم مع تعطل هاتفه الخليوي “في هذا الوقت لم تكن لدي أدنى فكرة عن مدى أهمية هذه الصورة وعن أنها ستكون إعلانا لسقوط القذافي في الأسر. لأنه إذا كان هناك مصورون وقت اعتقاله لما كانت صورتي تساوي شيئا”. ولم يتمكن فيليب ديمازيه من إرسال صورته الشهيرة إلا بعد ظهر يوم 20 أكتوبر 2011 وبعد أن التقط صورا أخرى وخاصة لشاب من الثوار يرفع مسدس القذافي الذهبي لتنشرها على الفور وكالة فرانس برس بعد عمليات تحقق إضافية. ويروي ديمازيه “لم أدرك حقا تأثير تلك الصورة إلا مساء هذا اليوم عندما فتحت بريدي الإلكتروني في الفندق لأجد أكثر من 200 رسالة”. وفي اليوم التالي صور ديمازيه جثة القذافي معروضة في غرفة التبريد بمتجر للخضراوات في مصراته. وحتى اليوم ما زال المصور يتساءل بشأن “الغموض” الذي أحاط بظروف مقتل القذافي: هي قتل في تبادل إطلاق نار لدى اعتقاله كما تؤكد السلطات الانتقالية؟ أم أسر حيا ثم قتل برصاص المتمردين كما يقول شهود ووسائل إعلام؟ وفي منتصف أكتوبر الحالي قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إنها تملك أدلة جديدة على جريمة قتل مشيرة إلى أشرطة فيديو تظهر الدكتاتور حيا في الأسر لكن رأسه ينزف دما. واستنادا إلى هذه المنظمة غير الحكومية يظهر في هذا الفيديو الثوار وهم ينهالون عليه ضربا بوحشية. وكان القذافي قد لاذ بالفرار بعد سقوط مقر قيادته في باب العزيزية بالعاصمة طرابلس في 23 أغسطس 2011. ومنذ ذلك الوقت ترددت الكثير من الإشائعات عن ظروف موته هو وعدد كبير من أبنائه. وبعد ثلاثة أيام من موت القذافي أعلنت السلطات الانتقالية “تحرير” ليبيا التي حكمها العقيد لمدة 42 عاما بلا منازع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©