الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة التقاضي

26 أكتوبر 2015 21:50
فاز أهلي دبي على شقيقه هلال الرياض في الوقت القاتل بعد ارتكاب نجوم الفريق السعودي خمسة أخطاء قاتلة بالوقت القاتل كان عدم ارتكاب أحدها كفيلاً بحسم التأهل للهلال، فالزوري ذهب بالكرة لمنتصف الملعب وسلمها للمنافس بدل الذهاب للراية وقتل الوقت هناك، والعابد ارتكب خطأ غير مبرر كان بداية لكرة الهدف، ونجوم الهلال اصطفوا بجوار الحارس في حلق المرمى، في حين كان يجب أن يبتعدوا لخط الثمانية عشر ليجبروا نجوم الأهلي على الوقوف معهم خشية التسلل، والحارس أبعد الكرة لمنتصف الملعب، وكان المفترض أن يبعدها للأطراف، وأخيراً لم يكن هناك محور يغطي قوس الثمانية عشر، فكان الهدف القاتل. بعد نهاية المباراة، رفع الهلال مذكرة احتجاج على مشاركة «السعيدي»، وقدم تبريراتها في 111 صفحة صاغها محامٍ محترف اعتقد الهلاليون أنه سيعيد لهم النقاط الثلاث ومعها بطاقة التأهل، بينما ظل الأهلاويون واثقين من سلامة موقفهم ومشروعية مشاركة نجمهم وفق اللوائح الإماراتية والآسيوية، ولكن الجميع اتفق على حق كل نادٍ بالبحث عن مصلحته الخاصة دون المساس بمواثيق الود والاحترام التي تربط البلدين الشقيقين في جميع المجالات. هذه «ثقافة التقاضي»، التي نتمنى أن تشيع في الوسط الرياضي، فيحصل الجميع على حقوقهم ويشعرون بالعدالة التي تمثل أهم ركائز الرياضة، فمن حق أي فريق أن يتقدم باحتجاج على مشاركة نجم في الفريق المنافس يشعر بأن وجوده في المباراة لم يكن وفق لوائح المسابقة، كما أن من حق الفريق الآخر أن يقدم المستندات كافة، التي توضح سلامة موقفه، شريطة أن يتم كل ذلك تحت مظلة القانون وضمن آداب الرياضة التي نحاول من خلالها أن تعلم مبدأ: «الاختلاف لا يفسد للود قضية»، والأهلي والهلال قدما لنا درساً في «ثقافة التقاضي». بقي أن نقول إن «ثقافة التقاضي» تكفل لمن صدر القرار من لجنة الانضباط في غير مصلحته أن يستأنف ليتحوّل الملف إلى لجنة الاستئناف التي ستتخذ القرار النهائي، والأيام القادمة ستحمل لنا الكثير من التشويق والإثارة في المكاتب بدلاً من الملاعب، والأهم أن يستمر ممثلو الناديين في نشر «ثقافة التقاضي» التي شاهدناها منذ اليوم الأول، حين أكد الطرفان احترامهما لحقوق الطرف الآخر، وأن الرياضة ستستمر جسراً للتقريب بين البلدين المتقاربين، وعلى جسور التقارب نلتقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©