قيام مدرب منتخب اليمن بإقصاء الحارس سعود السوادي، وزميله سالم موسى المحترف في البحرين، بالإضافة إلى إصابة أيمن الهاجري، لا يثير السؤال حول خيارات المدرب ميرو سلاف سكوب فحسب، وإنما يطرح أيضاً قضية العلاقة الافتراضية بين اللاعب والمدرب، وما هو المسموح والمرفوض داخل الفريق الرياضي خلال المعسكرات والبطولات.
وأمام التكتم حول أسباب الاستبعاد لابد أن تتعدد الحكايات، حيث الشائعات هي الوليد الشرعي للتكتم وغياب المعلومة.. وحينها لا يجوز أن يبدي الجهاز الإداري والفني أو اتحاد الكرة أي امتعاض من التفسيرات إذا هي جانبت الصواب، أو جاءت على غير ما تشتهي العقول التي ترى في أمور ذات طابع جماهيري، كما لو أنها أسرار حربية من شأن الإيضاح فيها مساس بالزر النووي.
الاستبعاد المتكتم لحارس بخبرة سعود السوادي، هل تم لمجرد أن سعود حاول مناقشة المدرب حول من الحارس الذي سيلعب أساسياً، حتى يكون على بينة من أمره، أم أنّ السؤال لم يكن سوى القشة التي أطاحت به من داخل الخشبات الثلاث بموقف غير ودي من إداري المنتخب.
وعلى كل حال فإن العلاقة داخل أي فريق رياضي، وإن تطلبت الانضباط، فهي لا تعني أن يتحول المدرب إلى ديكتاتور أو رئيس قسم شرطة يطيح على كل شاردة، ويقصي ويضبط مع كل واردة، فالرياضة أيضاً حوار وفهم مشترك واستيعاب لآراء ما دامت لا تتجاوز صلاحيات الجهاز الفني وخياراته.
وإذا كان من حق المدرب ميرو سلاف سكوب أن يحدد من يلعب، ومن يبقى ومن يغادر الرياض، فإنه من حق الإعلام، ومن حق الجمهور أن يعرف الأسباب التي دفعته للإطاحة باثنين من أهم اللاعبين من قوام منتخب يخوض المهمة السابعة لتحسين الصورة، حيث أخرجته المشاركات الست السابقة من قلوب جماهيره وصار عليه أن يحسن الصورة، ويستدعي كل عناصر القوة، ويتجنب كل معاول التثبيط.
والمؤكد أن المنتخب اليمني لن يترك انطباعاً جيداً يعكس به إخفاقات الماضي المذلة، دون أن يواكب مساعي البحث عن الجاهزية البدنية والفنية، في ملاعب التدريب، والتنافس فهم للقائمين على كرة القدم اليمنية بأن العمل في الاتحاد، كما هو في الأندية كفاءة وإخلاص وذهن متوقد، وموهبة إدارية وروح رياضية، ونظافة يد ومواكبة التغيرات، وقبل وبعد ذلك اقتراب من اللاعبين، ومساعدتهم على العطاء والإبداع، دونما حاجة لكل هذه المواقف الغامضة التي تنال من النفوس وتحرق الأعصاب.
عدد اليوم
