الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأكاديميات..«زراعة في الصحراء دون ماء»!

الأكاديميات..«زراعة في الصحراء دون ماء»!
14 نوفمبر 2014 00:15
الرياض (الاتحاد)- لا يمكن الحديث عن احتراف وتطوير مستوى كرة القدم الخليجية، دون تحديد وقياس مدى نجاح مشاريع النهوض بالمواهب الصغيرة والأكاديميات في الأندية بدول المنطقة، ويثبت واقع الحال أن تلك الأكاديميات، مروراً بقطاعات الناشئين والمراحل السنية بالأندية الخليجية باتت «أرض بور» عقيمة، وأن العمل في الأكاديميات وكأنه محاولة للزراعة في الصحراء دون وجود ماء. الآن لا تنتج الأكاديميات موهبة متكاملة، ولا تقدم لاعبين أصحاب خلق وسلوكيات قويمة، أو حتى موهبة متقنة تم تشكيلها على مدار سنوات من العمل الصحيح، كما يحدث في الدول التي سبقتنا بسنوات في الاحتراف رغم أنها كانت في الماضي تتذيل الترتيب القاري والعالمي. ولا خلاف على أن الناشئين هم المعين المتجدد للفرق الأولى وللمواهب بمختلف المنتخبات الوطنية، غير أن تدهور الأحوال الكروية في بعض الدول الخليجية، وعدم وجود دوريات للمراحل السنية ببعضها الآخر، مع تدمير البنى التحتية لديها، بخلاف قلة الإمكانيات المادية واللوجستية، وعدم الاكتراث بتغذية الناشئين وتعويدهم على العادات الغذائية والسلوكية الصحيحة، باتت كلها عوامل «قتل المواهب» في أكاديمياتنا الكروية، وزاد من فداحة الأزمة غياب الرؤية الواضحة لأنديتنا، رغم وفرة الإمكانيات، وهو ما حال دون تواصل الأجيال، فغابت أنديتنا ومنتخباتنا عن منصات التتويج القارية والعالمية، إلا في مرات نادرة. والسبب في هذا التدهور هو غياب الاهتمام بالتكوين العلمي السليم للاعبين الصغار، حيث كشفت دراسة تناولت هموم ومشكلات قطاع الناشئين، أن الأندية الخليجية لا تقدم من ميزانياتها سوى 6% في أفضل الأحوال، لدعم الناشئين، بينما يتم التهام 94% من الميزانية، على يد لاعبي الفرق الأولى وأجهزتهم الفنية. وكشف التعمق في ملف الأكاديميات وقطاعات الناشئين، عن معاناة كبيرة تضرب بقوة في أوصاله، وبنظرة بسيطة على أعداد اللاعبين الناشئين في دولنا الخليجية يتضح من واقع أرقام وتقارير «الفيفا»، أن عدد أندية الخليج هو 555 مقسمة على 8 دول خليجية، تضم ما يصل إلى 56000 لاعب ناشئ من عمر 9 وحتى 19 عاماً، يمثلون الاحتياطي الاستراتيجي لمستقبل اللعبة. يأتي ذلك في الوقت التي تعتبر فيه الأكاديميات، أكثر ما يهتم به أباطرة اللعبة في الدوريات الأوروبية والعالمية، والتي ترصد من أجله الميزانيات الضخمة، بينما يقول الواقع الحالي بأن مواهب دورياتنا الخليجية تعاني غياب التخطيط والإعداد الصحيح، ناهيك عن عدم الاهتمام بزرع القيم الاحترافية والثقافية، كما يغيب التواصل مع المدارس ومتابعة التحصيل الدراسي للاعبين. لاعبون مشوهون كل ذلك أدى إلى ولادة لاعبين «مشوهين» سلوكياً ونفسياً، وغير ناضجين لمواجهة ضغوط اللعبة، كما أن بعضهم غير مهيئين «ذهنياً» لدخول عالم الاحتراف وتحمل ضغوط الشهرة، ووفرة المال، واللعب للفرق الأولى، وهو ما سبب في أغلب الأحوال انفلاتاً للسلوك وعدم الالتزام بشكل عام، بل وجدنا بعض ناشئينا وقد تعلموا سوء السلوك والقيم السلبية، قبل إتقانهم اللعبة نفسها، ما يكشف وجود خلل كبير في التعاطي مع مفهوم «تكوين النشء» في كرة القدم، وهو ما كشفه التواصل مع مسؤولي المراحل السنية والأكاديميات بدولنا الخليجية. وتسبب كل ذلك في تراجع مستوى الأداء الفني والبدني لمعظم ناشئينا، بينما تحول النموذجين الإماراتي مثلاً لحالة خاصة، من حيث الاهتمام بالمواهب الشابة والصغيرة، حيث أنتج النموذج الأول جيل الأمل بالمنتخب الوطني الحالي، بينما دخلت الأندية السعودية على خط الاهتمام الصحيح بالناشئين، ولكن متأخراً، أما بقية دوريات المنطقة فلا تزال تعاني وتأن، من قلة دعم وتدهور بنى تحتية وانعدام الخطط وغياب الرؤية المستقبلية. واتفقت الآراء التي استطلعها «الاتحاد» من الخبراء والمسؤولين والإداريين والمدربين، على أن المواهب الخليجية في كرة القدم لا تزال موجودة، ولكنها «اندثرت» لعدة عوامل، أبرزها غياب الكشافين الحقيقين للمواهب، التي عادة ما تظهر وفق قانون الصدفة البحتة. وذهبت الآراء إلى التأكيد على أن الموهبة الخليجية في كرة القدم تحتاج لنظرة مختلفة، وطبيعة عمل من نوع أخر، حتى تقدم الصورة التي تليق، دون إغفال الحديث عن تدهور مستقبل اللعبة، حال استمر غياب الاهتمام الكافي، وهو ما ينذر بتدمير مستقبل اللعبة حال ظلت أنديتنا، تلهو في تعاملاتها مع المواهب، وتتلاعب بما حبانا الله به من قدرات وإمكانيات بشرية قادرة على أن تنقل اللعبة من حال إلى حال. حدد المشكلة في 4 جوانب بحث علمي يقدم رؤية متكاملة لأزمات «الناشئين» الرياض (الاتحاد) من الموضوعي والمنطقي بدء النقاش حول أزمات قطاعات الناشئين، ببحث علمي اتبع الطرق العلمية وقدم مضمونا متكاملا ورؤية شافية لواقع الناشئين في ملاعب أندية الخليج، وهو البحث الذي أعده الدكتور موسى عباس، الباحث الأكاديمي الخليجي المتخصص في الشأن الرياضي ومدير اللجنة الأولمبية الإماراتية، ومركز إعداد القادة الأسبق. وحدد البحث العلمي المشكلات التي تعوق تطوير قطاعات الناشئين وأكاديميات كرة القدم في دول المنطقة الخليجية في 4 جوانب هي (البرامج التدريبية، المدرب، اللاعب الناشئ، الإدارة)، كاشفاً أن الأضلاع الأربعة مرتبطة معا في حلقة لو أحكم إغلاقها فستؤدي للنجاح المتوقع. وأشار البحث إلى أن الوصول للمستويات العالمية في كرة القدم يتطلب توافر الاستعداد والموهبة لدى الناشئ من جهة، واستمرارية الصقل السليم لها وفق برامج تدريبية هادفة تتناسب وقدراته البدنية والعقلية، مع التقويم والمتابعة لما يتم تنفيذه، من الجهة الأخرى. ومن هنا بات من الضرورة اهتمام الأندية بالبراعم الذين يمثلون القاعدة الأساسية لكرة القدم ويشكلون رافداً أساسياً لإعداد الفئات العمرية الأعلى لقطاع الناشئين والشباب والدرجة الأولى باللاعبين المتميزين وأصحاب المواهب. ويؤكد البحث أن أساليب التخطيط وبناء الاستراتيجيات للعمل في هذا القطاع لم تأخذ الأسلوب العلمي في كثير من الأندية الخليجية، بالإضافة إلى اختلاف التجارب التي تنقلها تلك الأندية عن دول أوروبية ومن أميركا الجنوبية وغيرها في مجال التخطيط للناشئين. وكشف أيضاً عن وجود مشكلات تتعلق بالمدرب المتعامل مع الناشئين، وأهمها عدم وجود رغبة لدى قطاع عريض منهم في العمل مع قطاع الناشئين ومدارس وأكاديميات الكرة، وهذا يمكن إرجاعه إلى أن المدربين غالباً ما يطمحون لتدريب فرق الدرجة الأولى، أو يعتبرون تدريبهم لمدارس الناشئين مرحلة مؤقتة، وعليه لا يهتمون كثيراً، كما يغيب الإلمام بخصائص المراحل السنية، فيما ينظر المدربون والإداريون إلى النتائج وليس تكوين اللاعبين، فيدمرون نفسية اللاعبين، فضلا عن الأسلوب السيئ في التعامل مع الناشئين، وهو ما تتفرد به معظم الدوريات العربية، فيما يختلف الأمر في الغرب الذي يتخصص فيه المدربون، للعمل في مراحل الناشئين، ويتعمقون في هذا المجال ويقضون فيه سنوات طويلة، ويزيد على ذلك ضعف رواتبهم الشهرية، بينما لا يتسلمونها بانتظام في عدة دوريات مجاورة. كفاءة المدرب ويتضح من خلال البحث أن إعداد الناشئين بمدارس كرة القدم يرتبط بصفة أساسية بكفاءة المدرب وتخصصه وتأهيله، وصقله وتوفير المناخ المناسب لعمله، وأن كل خطوة من خطوات بنائه وإعداده لها إسهاماتها الفعالة في قيامه بعمله بأفضل صورة ممكنة. أما عن المشكلات المتعلقة باللاعبين، التي كشفها البحث فكان أهمها في غياب التعاون الوثيق بين النادي والمدرسة والمنزل، يليها عدم اتباع نظام غذائي صحي متوازن للاعبين، فضلاً عن عدم التزام اللاعبين وانتظامهم في التدريب، بالإضافة لغياب الحوافز المادية والاجتماعية، بخلاف عدم متابعة اللاعبين دراسياً وتوفير الدروس الخصوصية لهم كما هو حادث في أوروبا، فضلاً عن ضرورة الاهتمام بوضع معايير لقيد اللاعبين وإجراء الفحص الطبي الدوري الشامل لهم. حيث يجب أن تكون هناك علاقة بين الأفراد المحيطين بالناشئ في النادي والمدرسة والمنزل حتى يتفهموا بشكل جيد المشكلات الخاصة وبه وبطرق إعداد، فيما يشكل غياب التنسيق بين الإداري والمشرف الفني والمدرب، أهم المشكلات المتعلقة بالنواحي الإدارية. الاتحاد الألماني يفرض 800 سؤال لاختبارات الأكاديميات 100 مليون يورو من «البوندسليجا» للمواهب الرياض (الاتحاد) في الوقت الذي تهتم فيه الدوريات المتقدمة بالمواهب والناشئين، وتضح مليارات الدولارات سنوياً على إعداد اللاعبين، والنشء ليكونوا حصيلة المستقبل، لا تزال أندية الخليج بعيدة كل البعد عن تلك المفاهيم، وذلك من واقع الدراسة التي قام بها الدكتور موسى عباس، المتخصص في الاحتراف والباحث في شؤون كرة القدم. فإذا كانت أندية «البوندسليجا» تضخ 100 مليون يورو سنوياً، في أكاديمياتها، والتي تعمل وفق منظومة صارمة من المعايير والقوانين، التي أسهمت في ولادة جيل موهوب من اللاعبين الحاليين بصفوف المنتخب الألماني حامل لقب كأس العالم. كما أن الاتحاد الألماني يفرض رقابة دقيقة على تلك الأكاديميات، حيث يقوم مفتشوه كل ثلاث سنوات بزيارة كل أندية الدرجة الأولى لوضع أكاديمياتهم تحت الاختبار، وهناك حوالي 800 سؤال الذي يتعين الإجابة عنها، والتي تغطي كل شيء من التدريب إلى كيفية دعم الفتيان في مدارسهم. كثرة إصابات اللاعبين سببها التكوين الخاطئ موسى عباس: أتوقع فناء المواهب الخليجية خلال 7 سنوات! الرياض (الاتحاد) أكد الدكتور موسى عباس الباحث المتخصص في شئون الاحتراف وقطاعات الناشئين، أن نظام تربية النشء وتكوينهم بالنسبة للعبة كرة القدم، في دول الخليج «خاطئ»، وأن السبب في غياب الطرق العلمية الحديثة، لإعداد المواهب. أضاف: «الأخطر على مستقبل المواهب الخليجية، هو أن الأندية الكبرى بالمنطقة تهتم بشراء اللاعب الجاهز، وتهمل الاستثمار في الناشئين، لذلك أتوقع اندثار المواهب الخليجية تماماً خلال فترة 7 سنوات على الأكثر، لهذا السبب وحده». وتابع: «كل مدرب يعمل على هواة، فلا يوجد نظام موحد في التمرين والحصص التدريبية، وكيفية المتابعة لمستويات اللاعبين، خاصة أن الأنظمة التدريبية تبدأ من السن الصغيرة، الذي يحتاج لبرامج تدريب وتأهيل خاصة، بحسب كل عمر، بينما ما يتبع في الأندية والأكاديميات في دول الخليج، يحد من إبداع اللاعبين ويقتل الموهوبين، لأن مدربي الأكاديميات والمراحل السنية تفرض قيوداً نظامية ولا تترك للاعبين الصغار فرصة الترفيه والإبداع». وتابع: «كثرة الإصابات التي تحدث للاعبين، عندما يتقدمون في العمر، سببها هو الضغط الهائل الذي يتعرضون له في مرحلة التكوين بالأكاديميات، فما يقرب من 90 % من أكاديميات دولنا الخليجية، لا تتبع طرق صحيحة في التدريب، ولا تهتم بالبناء العضلي للاعبين الصغار، أو وضع البرامج المناسبة لكل مرحلة سنية». وتحدث عباس عن أن اللاعبين العباقرة من طينة ميسي أو مارادونا، لا يتعدون نسبة الـ1 % على مستوى العالم، بينما تمثل المواهب 2 % من اللاعبين على مستوى العالم، أما باقي الـ97 % من لاعبي الكرة على مستوى العالم «مصنوعين» عن طريق التدريب، الذي يمكنه أن يبني لاعب مثالي، حتى ولو لم يكن موهوباً، وهو ما يعرف بعلم التدريب الحديث. وقال: «الموهبة تتلخص في الفكر والسرعة، وهي أمور لا يمكن أن يتم منحها في أي أكاديمية، بل هي أمور فطرية بالنسبة للإنسان». وأوضح أن أبرز المعوقات التي وقف عليها بنفسه في بعض دول الخليج،هو عدم الاهتمام بتطوير قدرات المدربين المسؤولين عن إعداد الناشئين، ويكفي أن هناك بعض مدربي المراحل السنية لم يتقاضوا رواتبهم منذ فترات طويلة قد تصل إلى 8 أشهر، فكيف يطلب منهم الاهتمام بتطوير المواهب، أو تكثيف التدريبات للاعبين أو متابعتهم بشكل مستمر داخل وخارج الملعب. وأضاف: «هناك صراع بين المدرب والمشرف الفني في الأكاديمية بأغلب الأندية، لأن المدربين يرون أنفسهم أفضل في فهم اللعب والتدريبات من المشرف الفني، وبالتالي باتت أكبر الأخطاء في الأكاديميات الخليجية، أن المدرب غير ملم بكيفية إعداد الناشئ هو من يتم تعيينه للإشراف على هؤلاء اللاعبين الصغار، فيضع معظمهم برامج تدريب لا تناسب أعمارهم». ولفت إلى أن الإغراق في الاهتمام بالفرق الأولى للأندية وراء تراجع دور الأكاديميات، وقال: «نجاحات الفريق الأول للكرة أو فشله تسيطر على عقل وفكر مجالس إدارات الأندية سواء الخليجية أو العربية عموما، وبالتالي توجه تلك الإدارات كل إمكانياتها نحو الفرق الأولى فقط، وتهمل قطاعات الناشئين، ومن هنا بدأت الأزمة في الاستفحال، وهو ما جعل إدارات الأندية توجه كل عملها وتركيزها، والجانب الأعظم من ميزانيتها نحو الفريق الأول، ما يعني غياب الاهتمام الكافي ببناء قاعدة قوية بالمراحل السنية وتخريج لاعبين متميزين ينفعون النادي، مما أصاب إدارات بعض الأندية بهوس شراء اللاعبين بسبب أو بدون، متناسين لاعبي النادي الذين ينتظرون بشغف فرصة المشاركة وبات الأمر يشكل كارثة قد تدمر مستقبل اللعبة ومقدراتها». وعن أبرز الحلول التي يمكن العمل عليها لحل تلك الأزمة قال: «الحل الوحيد للنهوض بكرة القدم الخليجية، هو الاهتمام بإنشاء أكاديميات لإعداد اللاعبين فنياً ورياضياً وتربوياً، وما أتمناه هو إنشاء أكاديمية في اتحادات الكرة الخليجية، وهذا هو حلم كبير أتمنى تحقيقه، حيث أن الأكاديميات تقوم بصقل موهبة اللاعبين وتدريبهم وتعليمهم الالتزام والنظام ولا تقوم بصنع موهبة اللاعب نفسها». مقترح بحرينيبتجنيس الموهوبين «أبناء الجاليات» ! الرياض (الاتحاد) اتجه الاتحاد البحريني نحو فتح الباب أمام تجنيس الموهوبين من أبناء المقيمين على أرض المملكة من الجاليات المختلفة، وقدم الشيخ زياد بن فيصل، المشرف على منتخبات المراحل السنية وقطاعات الناشئين بالاتحاد البحريني اقتراحه تشير إلى أن التجنيس يعتبر الحل الأمثل للنهوض بقدرات الأندية والمنتخبات. وطرح الشيخ زياد بن فيصل رأيه قائلًا: «اجتمعت سابقاً مع مدير الاتحاد الإسباني وهو أكد أنهم يعملون منذ أكثر من 10 سنوات على المواهب والمراحل السنية، وفي أوروبا بشكل عام يهتمون بالنشء، كما يهتمون بالمقيمين على ارضهم من الأعراق والأجناس المختلفة». وعن التجنيس بالنسبة لأبناء المقيمين بالخليج قال: «في البحرين الأمر متبع بالفعل، حيث يسمح لأبناء المقيمين في اللعب بالمراحل السنية ومن ثم يتم تجنيس أبرز اللاعبين أصحاب القدرات الفنية فالآن لدينا لاعبين أصولهم من سوريا أو السودان، ولكنهم ولدوا وعاشوا في المجتمع البحريني». وتابع: «أنا ضد التجنيس المعلب، الذي يتم بالتعاقد مع لاعب كبير ثم يمنح الجنسية، ليلعب في صفوف المنتخب، وهذا من وجهة نظري لا يفيد، ولكن يجب التركيز أكثر على أبناء الجاليات، خصوصاً من الدول التي يعرف عنها ولادة المواهب الكروية، وهو هنا يسمى بالتجنيس الطبيعي». وعن صعوبات تطوير الناشئين في البحرين قال: «للأسف لا يوجد عمل جيد في قطاعات الناشئين، لأن ظروف الأندية البحرينية صعبة، وهناك أسباب كثيرة لعدم بروز المواهب البحرينية، فلا توجد ملاعب يتدرب فيها الناشئون والميزانيات المرصودة قليلة، رغم قلة الناشئين، حيث لا يتجاوز العدد أكثر من 3 آلاف ناشئ على مستوى البحرين وهو عدد قليل للغاية، والميزانيات التي ترصد ضعيفة للغاية». الأندية«تقتل» المواهب بدوريات «سيئة» الرياض (الاتحاد) أجاب عمر باخشوين مدرب المنتخب السعودي للناشئين، والمتخصص في تدريب المراحل السنية، طوال 14 عاماً بالأندية والمنتخبات السعودية، عن علامة الاستفهام الخاصة بأسباب عقم مواهب الكرة الخليجية مقارنة بالماضي قائلا: «الموهبة موجودة، خصوصاً في الدوري السعودي، لكن لم نعمل بصفة احترافية حتى الآن في العمر المبكر، وتحديداً في سن الـ7 سنوات ،الذي يحتاج إلى عمل احترافي وعمل منظم يفوق ما يقوم به بقية الأخوة في دول الخليج، وأعتقد أن دول العالم بدأت تهتم بالمواهب الصغيرة من عمر مبكر عما هو متبع حالياً في دورياتنا، التي تبدأ من بعد الـ11 عاما في أغلب الأحيان». وتحدث باخشوين عن غياب التخطيط العلمي للمراحل السنية، منتقداً تأخر انضمام بعض المواهب للأندية السعودية وقال: «لدينا بالفعل بعض أمثلة سلبية على انضمام لاعب في عمر 16 أو 17 سنة للأندية وهو سن لا يمكن أن يبدأ فيه اللاعب، والمفاجأة أن نفس هذا اللاعب القادم من اللعب في الشوارع، تراه بعد تدريب عام أو اثنين ضمن صفوف الفريق الأول، وقد يصل للعب في المنتخب، وهو وقت غير كافٍ حتى ينضج، وهنا يتغير سلوك اللاعب، لأنه يصبح فجأة نجم مجتمع ويمتلك أرصدة في البنوك». وتابع: «للأسف مسابقات كرة القدم في المراحل السنية بدورياتنا الخليجية سيئة، وهي مسابقات ضعيفة، حيث من المفترض أن يكون عدد المباريات التي يخوضها الناشئ كبيرة، ألا يكون هناك تنافس على نتائج بل مجرد مهرجانات كروية، الهدف منها استمتاع اللاعبين بكرة القدم، في هذا السن الصغير، لكن وللأسف ترى المدربين في المراحل السنية، يأتون لعملهم مع الفئات السنية الصغيرة ويكون كل هدفه تحقيق النتائج فقط، رغم أن دوره هو صناعة وتكوين لاعب». ريكارد وسيدكا أول المنتقدين لتأهيل الناشئين الخليجيين الرياض (الاتحاد) كان الهولندي فرانك ريكارد مدرب المنتخب السعودي الأسبق، والألماني سيدكا مدرب منتخبات العراق والبحرين الأسبق، من أوائل المدربين الذين انتقدوا نظام تأسيس المواهب في دوريات المراحل السنية وقطاعات الناشئين، وقد شن الثنائي الأجنبي هجوماً لاذعاً على طرق تأهيل المواهب في الخليج بشكل عام وفي الدوري السعودي تحديداً، كونه الدوري صاحب العدد الأكبر من اللاعبين المقيدين بكشوفات الاتحاد الذي يدير اللعبة. ولفت سيدكا إلى أن غياب الإعداد السليم للناشئين خلال التجارب التي شاهدها في العراق والبحرين والسعودية، تعتبر نقطة سلبية للغاية وتؤثر على مستقبل اللعبة في تلك الدول، فيما قال ريكارد في حديثه عن الوقت الذي قضاه مدرباً للمنتخب السعودي: «هناك نقاط كثيرة في السعودية نحتاج للعمل فيها من نقطة الصفر». وأرجع المدرب الهولندي تأخر الكرة السعودية إلى ضعف العمل في قطاعي الناشئين والشباب، ضارباً المثل بالفارق بين إسبانيا وهولندا التي يوجد فيها أكثر من أربعة آلاف مدرب، ودوريات للمراحل العمرية في مقابل 50 مدرباً فقط في السعودية، ومن دون أية بطولة دون 12 عاماً. وأضاف: «في السعودية هناك تعداد سكاني كبير لا يقارن بقطر مثلاً، لكن من ناحية العمل على الفئات العمرية الدنيا تجد أن قطر قامت بعمل كبير وبعناية هائلة، ومن ضمنها مشروع إسباير، وفوق كل ذلك هناك أيضاً عملية التجنيس التي تمنحهم قوة إضافية، هناك أمور كثيرة تحتاج السعودية فيها إلى أن تبدأ من نقطة الصفر». تزوير الأعمار..أزمة كبيرة الرياض (الاتحاد) شكا عدد من مدربي المراحل السنية بأن أحد أبرز أسباب تراجع نتائج منتخبات المراحل السنية، وتحديداً فئتي الناشئين والشباب، مقارنة بدول عالمية وآسيوية، يرجع إلى لجوء عدة دول آسيوية إلى تزوير أعمار لاعبيها، وذلك بخلاف تزوير بعض المنتخبات الأفريقية واللاتينية في الأعمار ما يصعب من مهمة ناشئينا ولاعبينا الشباب في المحافل الدولية وفي مونديالات الأعمار السنية. وكشفت مصادر طلبت عدم ذكر اسمها، أن بعض الدول بالخليج تورطت بالفعل في التلاعب بأعمار بعض لاعبيها، خصوصاً في مرحلة الناشئين والشباب، وهو ما يعتبر أمرا غير مقبول ويقضي على أمل تطوير هذا القطاع، طالما كان يلجأ مسؤولو بعض اتحادات لهذا الأمر، بدلًا من الإعداد السليم لمراحل الناشئين. وعلى هامش كأس العالم للناشئين، الذي نظمته الإمارات في نوفمبر 2013، شكا أكثر من مدرب من مسألة تزوير أعمار اللاعبين، وأولهم الأرجنتيني هامبيرتو جرندونا مدرب منتخب الأرجنتين، بطل أميركا الجنوبية، الذي وجه صيحة تحذير إلى «الفيفا»، مطالباً إياه بضرورة التدخل لضمان نزاهة المنافسات، التي يسهل على الكثير من المنتخبات التلاعب فيها، وقال جرندونا: «أكثر ما أخشاه هو التلاعب في الأعمار، فهذه الفئة العمرية يسهل التلاعب في أعمار لاعبيها وضم لاعبين أكبر بعام أو اثنين بعد استخراج أوراق غير صحيحة، وإن كانت تبدو رسمية، حول عمر وسن اللاعب». العراقيعيش «زمن العشوائية» الرياض (الاتحاد) أكد العراقي سعد هاشم مدرب منتخب العراق للناشئين، الفائز مؤخراً بكأس آسيا، أن العراق يواجه صعوبات كبيرة في جميع قطاعات المراحل السنية، حيث لا توجد منظومة عراقية واضحة من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم تهدف لاكتشاف المواهب، أو تخريج أجيال تخدم كرة القدم العراقية في المستقبل، وذلك رغم وفرة المواهب في العراق، الذي يعيش وسط الإرهاب والظروف الصعبة، وهو ما قضى على البنية التحتية، حيث اختفت المنشآت التي تخصص للناشئين، بل وحتى للأندية نفسها، التي باتت تعاني للصرف على لعبة كرة القدم، كما أن الأكاديميات معدودة، ولا تلقى دعم من أي جهة حكومية. وأضاف: «لقب بطل آسيا للناشئين الذي حققه المنتخب العراقي مؤخراً، ولد من رحم المعاناة، حيث تم تجميع اللاعبين من الدورات الشعبية في الأحياء المختلفة، وبالتواصل مع الأندية لضم بعض لاعبيها دون أن تكون هناك تجهيزات، أوترتيبات مسبقة للحدث الآسيوي. وفجر هاشم مفاجأة عندما أكد أن الاتحاد العراقي ليس لديه دوري للمراحل السنية. وأضاف: «مدربو المراحل السنية يعانون بشكل كبير ولا يحصلون على رواتب، سواء اتحاد الكرة أو اللجنة الأولمبية، فكيف لمدرب يقود منتخب أن يعمل دون تقاضي رواتب، الأمر لا يتعلق بي شخصياً بقدر ما يتعلق بجميع المدربين للمراحل السنية، الذين يعملون من منطلق حبهم للعبة». ترويسة 3 كشفت إحصائيات موثقة أن ما يقرب من 82% في المتوسط من الشباب والأطفال في دول الخليج، تهتم بكرة القدم، وتهوى ممارستها. شركات تبيع«الوهم»بأسماء «عالمية» الرياض (الاتحاد) تنتشر في دول الخليج بشكل عام، تجارة قد تكون «مضرة » على مستقبل كرة القدم أولاً، وعلى قدرات لاعبينا وإمكاناتهم الفنية ثانياً، ونقصد هنا بما يطلق عليه الأكاديميات الخاصة، والتي تحمل أسماء أندية عالمية، حيث وجد أصحاب المصالح التجارية في ذلك فرصة يمكن استغلالها، لجذب الأطفال وذويهم لأكاديميات الكرة التي تحمل أسماء الأندية العالمية المفضلة لديهم، طمعاً في تحقيق مكاسب مادية، بعيداً عن الرقابة الرسمية، ودون مراعاة العمل على تطوير الكرة ومستوى اللاعبين على المدى الطويل. وأجمعت العديد من الأندية أن الأكاديميات التي تحمل أسماء أندية عالمية تعمل في وادٍ آخر، وباستراتيجية منفصلة عن إطار العمل الرسمي لمنظومة الكرة في معظم الدول، ويرجع ذلك إلى إهمال المسؤولين عن اللعبة بدولنا الخليجية، بأبناء الجاليات المقيمة، فلا يسمح لهم بممارسة كرة القدم كمواطنين في الأندية، بما قد يسهم في اكتشاف المواهب وتطويرها. في الكويت..نظام المسابقات لا يخدم الناشئين الرياض (الاتحاد) قال الدكتور أحمد عبد الحميد الحمدان، المدير الفني لقطاع الناشئين بنادي الكويت الكويتي، إن المواهب موجودة في ملاعب الخليج، بل يفترض أنها ستظهر بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة، بسبب الاهتمام الكبير الذي توليه الدوريات الخليجية مؤخراً. وأضاف: «قطاع الناشئين تطور بشكل كبير، وهو يحتاج للصبر كي تظهر أجيال جديدة، والموهبة موجودة لدى اللاعب الكويتي ولا ينقصها سوى الرعاية الصحيحة». وكشف الحمدان عن أن نظام المسابقات في الاتحاد الكويتي لكرة القدم لا يفي بالغرض، وقال: «ليست هناك آلية للعمل في هذا القطاع العام، أوعن طريق المسابقات والمنتخبات، بل لا توجد أجندة واضحة، وهي تحتاج إلى إعادة نظر، لذلك بادرت الأندية الكويتية على بتقديم الكثير من المقترحات، لكن لم يهتم بها أحد، خاصة في غياب الاستقرار عن جدول المسابقات، الذي يعتبر سر تراجع منتخباتنا على مستوى قطاعات الناشئين، بينما لا يكون الأمر كذلك في الإمارات وقطر والسعودية». اليمنبلا دوري للمراحل ! الرياض (الاتحاد) طالب حسن باشنفر نائب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم بانضمام منتخبات اليمن إلى بطولات الخليج للناشئين والشباب للمنتخبات، مؤكداً أن اليمن لا يشارك سوى في كأس الخليج وفي حالة مشاركته في بطولات الخليج، في الفئات العمرية المختلفة سيكون له مردود كبير على مستوى المنتخب الأول، خاصة أن منتخبي الناشئين والشباب تأهلا إلى نهائيات كأس آسيا، وقال: «كنا نطمح في الحصول على بطاقة مونديالية لأول مرة في تاريخنا». وأكد أن الاتحاد ليس لديه دوري مراحل سنية منذ فترة طويلة تجاوزت 10 سنوات بسبب الظروف التي تمر بها البلاد على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي، بالرغم من أن الاتحاد كان قد خطط لانطلاقة دوري المراحل السنية، وتم الاتفاق مع الأندية على أن تبدأ بعد شهر رمضان الماضي، إلا أن ظروف اليمن منعت انطلاق ذلك الدوري، وتم إيقاف كل شيء إلى أجل غير مسمى. وأضاف أن البديل في هذه الأمور هو بالاعتماد على الأندية التي لديها قاعدة من الناشئين في مختلف المراحل ويتم الاتفاق على عمل تصفية للناشئين في محافظات اليمن لاختيار 60 لاعباً يتم تصفيتهم بعد ذلك إلى 30 لاعباً للمنتخب، مشيراً إلى أن المواهب موجودة في اليمن، ولكن ظروف البلد تحول دون الكشف عنها إلا في حدود ضيقة. 1500 لاعب و100 مدرب يحصلون على الرخصة في دبي الرياض (الاتحاد) الصورة ليست قاتمة تماما، حيث أطلق مجلس دبي الرياضي ملتقى دبي الدولي للأكاديميات عام 2011، وحدد إقامته كل عامين، ضمن الخطة التي تستمر حتى 2015، والساعية للارتقاء بقطاع الناشئين والشباب بأندية دبي وتوفير البيئة الملائمة لهم للإبداع وتنمية مهاراتهم بطريقة علمية وعملية سليمة، ويتطلع المجلس من إقامة هذا الملتقى إلى توفير الفرصة للاطلاع على الخبرات الدولية والآسيوية للاستفادة منها وتطبيق ما يناسب القطاع الرياضي المحلي، إذ يدرك المجلس أهمية أكاديميات كرة القدم بوصفها الرافد الأساسي للمواهب الصاعدة التي تضمن نجاح الفرق الرياضية في المستقبل. وستقام النسخة الثالثة من الملتقى في مايو 2015، وشهدت الفترة الماضية حصول 100 مدرب على الرخصة (c) بجانب تسجيل 1500 لاعب في قطاع الأكاديميات بأندية دبي. ترويسة يولي «الفيفا» قطاع الناشئين اهتماماً كبيراً، خصوصاً وأن 80 ? من أصل 250 مليون لاعب كرة قدم في العالم يندرجون تحت قطاع الناشئين. إسبايرتراهن على جيل المستقبل بـ«مليار دولار» الرياض (الاتحاد) تنفق قطر على أكاديمية إسباير بشكل موسع، وابتلعت الأكاديمية ما يزيد بكثير على مليار دولار، ويتكون الفريق الدولي العامل هناك من أكثر من ألف موظف أساسي جاؤوا من 55 دولة، بينهم أطباء وعلماء في المجال الرياضي ومدربون وقمم رياضية سابقة، وتضم ساحة الأكاديمية مدرسة خاصة بها، ومستشفى كبيراً وملعب كرة قدم يتسع لخمسين ألف متفرج، و14 ملعباً لكرة القدم، وأكبر صالة رياضية مغطاة ومكيفة في العالم، علاوة على حمامات سباحة وأماكن رياضية أخرى إلى جانب فندقين. ويجرى في الأكاديمية إعداد 9 آلاف رياضي بينهم 250 رياضياً متواجدون بصورة كاملة في المدرسة ويحصلون على أفضل فرص التعليم. وتنظم الأكاديمية سنوياً لقاءات لاكتشاف المواهب الكروية في 14 دولة وتختبر ما يصل إلى 600 ألف طفل في 950 مكانا في الدول النامية في أفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأقصى، ويحصل أفضل 20 ناشئاً بين هؤلاء على منح للدراسة في الأكاديمية، وبإمكانهم الحلم بأن يصبحوا لاعبي كرة محترفين وتحقيق مسيرة كروية عالمية، بالإضافة إلى استدعاء أفضل فرق الناشئين في العالم لإقامة مباريات تجريبية. العماني..«يعاني» الرياض (الاتحاد) أكد مدربو المراحل السنية بقطاع الناشئين بالدوري العماني، أن غياب الدعم المالي والميزانيات القادرة على تنفيذ البرامج الفنية والبدنية والسلوكية للاعبين وعدم الاهتمام الكافي بمراكز التكوين، مشاكل تعاني منها الكرة العمانية. وقال أحمد إبراهيم، مدرب بأحد أندية الدوري العماني لدوري الـ13و14 سنة، إن نظام المسابقات بالدوري العماني سيئ، وأن المواهب التي تتوافر فيها توجد بالصدفة، ولا تحقق التواصل الكافي المطلوب منها، مشيراً إلى أن غياب الاهتمام الكافي بتطوير اللعبة أدى لتراجع المنتخبات العمانية خلال السنوات القليلة الماضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©