دعوة للسياحة (1)

إجازة العيد هذا العام طويلة نسبياً، نظراً لتصادف وقتها مع الإجازة الأسبوعية، وتابعت الإعلانات والتصريحات بالصحف عن برامج رحلات السياحية الداخلية، والأنشطة والمهرجانات العائلية التي سوف تشهدها إمارات الدولة خلال إجازة العيد! وبمتابعة لبعض الوجهات السياحية الداخلية، وجدت أنه لا يوجد موضع لقدم خلال فترة الإجازة، رغم ارتفاع أسعار بعض الفنادق بشكل مبالغ فيه، وجدت أيضاً أن هناك إقبالاً على الرحلات إلى بعض الوجهات العربية القريبة نوعاً ما. والآن يمكن أن أقول إن الهدف من تطوير صناعة السياحة في الإمارات قد بدأ يؤتي ثماره، وأصبحت السياحة مصدر للدخل القومي وتنشيط الحركة الاقتصادية وتشغيل المرافق وتوفير فرص العمل، فأصبح المواطنون والمقيمون يفكرون في قضاء إجازاتهم بالداخل قبل التفكير في السفر إلى الخارج في رحلات سياحية، أليس هذا يساعد على انتعاش للدخل القومي والحركة الاقتصادية..؟ وهذا يعني ببساطة أن الجهود التي تقوم بها هيئات ودوائر تنشيط السياحة المحلية للترويج للسياحة الداخلية والسياحة القادمة من الخارج، قد نجحت في تحقيق أهدافها. لقد نجحنا ولا شك في الترويج السياحي الخارجي، وحققت دوائر وهيئات السياحة المحلية نجاحات كبيرة في المحافل السياحية الدولية، وامتدت نشاطاتها إلى أرجاء العالم المختلفة، ونجحت في استقطاب السياح إلى الإمارات، والهيئات والدوائر السياحة التي قامت بلعب دور الناجح في الخارج، نجحت فيه أيضاً في الداخل هذه المرة، وتجلى ذلك واضحاً من خلال نسبة إشغال الفنادق خلال إجازة العيد هذه، والأنشطة والمهرجانات والفعاليات والبرامج السياحية الداخلية التي تم تنظيمها، وقد ساعدها في ذلك اعتدال حالة الطقس. فكان من العيب أن نذهب لوكالات السفر لنجد رحلات خارجية إلى العديد من الوجهات السياحية، بينما لا نجد برنامجاً واحداً للسياحة الداخلية، ولكننا الآن نجد البرامج السياحية الداخلية المتنوعة والمختلفة الأسعار والتي تلائم جميع أفراد الأسرة. فالسائح الداخلي ومن مختلف الجنسيات موجود بالفعل داخل الدولة، ولا يحتاج لترويج مكثف أو إعلانات مكلفة، بل إنه يبحث بنفسه عن مكان يذهب إليه، ويبحث عن رحلة سياحية خلال إجازته، أي أنه سائح جاهز ومستعد ولا يحتاج فقط إلا إلى توجيه الدعوة إليه، وقد وجهت الدعوة هذا العام من العديد من الوجهات السياحية ومن خلال العديد من الفاعليات المتنوعة بمختلف الوجهات على مستوى إمارات الدولة. وإنني كما كنت في السابق أطالب الهيئات والدوائر السياحية بصفة مستمرة بالاهتمام بالسياحة الداخلية، والسياحة البينية العربية، فإنني الآن أقول لهم لقد حققتم أهدافكم وأصبحنا الآن وجهة رئيسية لاستقطاب السائح العربي، وأصبحت لدينا الوجهات والبرامج للسائح الداخلي. ولكن أيضاً كما قامت الجهات الرسمية بعملها على أكمل وجه وتوفير البنية التحتية لصناعة السياحة، فأيضاً على المستثمرين في مجال صناعة السياحة أن يراعوا الجهد الذي تم والمشاركة في تشجيع السياحة الداخلية من خلال جعل الأسعار مقبولة وغير مبالغ فيها، ولتكن هذا العام هي دعوة للسياحة بدولة الإمارات موجهة من جميع العاملين في صناعة السياحة إلى كل سائح من الداخل أو الخارج لقضاء إجازتهم بها. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية