الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ثقافة الدكة

3 مارس 2008 02:52
هل كان اللاعب الوصلاوي المميز خالد درويش ينتظر أن تتعاقد إدارة ناديه مع البرازيلي روجيرو حتى يستخرج كل ما لديه من مخزون استراتيجي ظهر بشكل واضح في المباريات الأخيرة لفريقه بصورة ذكرتنا بما قدمه مع الوصل في الموسم الماضي وأجبر من خلاله المدرب الداهية زوماريو على إبقاء اللاعب البرازيلي على الدكة لأنه باختصار يمتلك من هو أفضل منه· وفي الحقيقة لا أعلم لماذا ننتظر ردود الأفعال حتى نبدأ بالفعل ولماذا نهوى سياسة الجلوس والانتظار إلى أن يحيق بنا الخطر لكي نشرع بالحركة والعمل، وهي بالتأكيد سياسة خاطئة فالمفترض أن اللاعب يسعى دائما للظهور بأفضل صورة حتى لو لم يكن هناك خطر يتهدده في الدكة فإن عليه مسؤوليات وأدبيات في اللعبة وعليه حق تجاه جماهيره ويفترض عليه أن يؤدي هذا الحق على خير وجه· وربما تكون هذه المشكلة منتشرة في كل الفرق الرياضية لدينا وهو ما تسبب في الكثير من النكسات للعديد من الفرق والكثير من الملايين التي صرفت بسبب مزاجية لاعب وعدم ظهوره بالشكل المطلوب والمتوقع منه ليتم التعاقد مع لاعب أجنبي في مكانه وعندها فقط يستشعر لاعبنا الخطر ويبذل الكثير من الجهد في التدريبات وفي المباريات ليعود إلى القائمة فإذا عاد تعود الملايين إلى دكة الاحتياط وإذا تم غض النظر عنه يملأ الدنيا صراخا وعويلا· قال بونفرير يوما لا يمكن أن أضع إسماعيل مطر والشحي في دكة الاحتياط فهما ''سوبر ستارز'' وهما قادران على التسجيل في أي لحظة فمنحهما الأمان وصدر للمتواجدين في دكة الاحتياط المزيد من الإحباط علما بأن دكة الاحتياط في الوحدة قد تكون الأقوى بين كل فرقنا، فتبعثرت قدرات الفريق وتعرض للعديد من الهزائم ليودع بونفرير دورينا بعد أن فشل في تطبيق ثقافة الدكة· أما في الأهلي فالحالة فريدة فتواجد مجموعة متميزة من اللاعبين في خط الهجوم تجعل الأساسيين على درجة عالية من التركيز ويقاتلون في المباريات من أجل الحفاظ على مراكزهم· ولكن ما الذي يجب أن يفعله المدربون لإبقاء لاعبيهم على درجة عالية من الإنتاجية؟ من وجهة نظري أعتقد أن دكة الاحتياط يجب أن تكون دائما الورقة الرابحة بالنسبة لأي مدرب فهي وسيلتهم لتحفيز الجالسين عليها كما أنها وسيلتهم المباشرة للضغط على أي لاعب يتكاسل في الملعب ولا يقوم بواجبه على الشكل المطلوب، وهذه هي ثقافة الدكة وهي بالمناسبة موجودة عالميا واسألوا رونالدينو الذي ذاق مرارة هذه الدكة في الفترة الماضية، ولكن جمهور برشلونة لم يطالب الهولندي ريكارد مدرب الفريق بمشاركة رونالدينو حتى عندما كان يخسر البارشا بينما لكم أن تتوقعوا ردود أفعال جماهيرنا إذا رأت نجمها المفضل على الدكة، امنحوهم الحرية لكي يمنحوكم الأفضل ففي ملاعبنا أكثر من خالد درويش ولكنهم بحاجة إلى أكثر من روجيرو· راشد الزعابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©