السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سينمائيون ونقاد: مهرجان أبوظبي أعاد الوجهة العربية لـ «اللؤلؤة السوداء»

سينمائيون ونقاد: مهرجان أبوظبي أعاد الوجهة العربية لـ «اللؤلؤة السوداء»
21 أكتوبر 2012
أشاد النقاد والسينمائيون بما تحقق من نجاح وتطور كبير لمهرجان أبوظبي السينمائي 2012 والذي اختتم فعالياته أمس الأول بقصر الإمارات في أبوظبي بإسدال الستار على فعاليات دورته السادسة بإعلان جوائز «اللؤلؤة السوداء»، لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بعد إعلان جوائز مسابقة أفلام من الإمارات في وقت سابق، وحيث وزعت الجوائز الأخرى على عدد من الأفلام الأجنبية والعربية الفائزة في احتفالية كبيرة بقاعة الاحتفالات الرئيسية بقصر الإمارات، وبحضور عدد كبير من صنّاع السينما العالميين والعرب من مخرجين ومنتجين وكتاب ونقّاد، وكوكبة كبيرة من نجوم السينما العالمية والعربية والمحلية والخليجية، وحشد كبير من عشاق السينما الذين تفاعلوا مع توزيع الجوائز بشكل ملفت. خورشيد حرفوش (الاتحاد) - أبرز النقاد والسينمائيين في إشاداتهم ما لمسوه من تطور كبير على صعيد التنظيم، ومواعيد ودقة وانتظام الفعاليات، أوالخدمات المعاونة المقدمة للضيوف والمشاركين والجمهور، وما حظي به المهرجان من مشاركات سينمائية عريضة، وتنوع وتوفيق في اختيار الأعمال المعروضة التي تظهر تباين وتنوع المدارس السينمائية، واختلاف الثقافات التي تنتمي إليها، وذلك الإقبال الجماهيري غير المسبوق والذي يجسد حسن انتقاء الأفلام المشاركة في المهرجان، فضلاً عن التطور الهائل الذي شهدته مسابقة أفلام من الإمارات هذا العام من حيث الكم والنوع، وإقبال الجماهير واهتمامها بمتابعتها ومشاهدتها، وهو ما ركز عليه رئيس المهرجان علي الجابري في كلمته الختامية بأن «نجاح هذه الدورة يعود الفضل فيه لجميع من شاركوا فيه من سينمائيين وإعلاميين والجمهور الذي ستكون له الكلمة الأخيرة في تقييم هذا الحدث». الكاتب والناقد السينمائي طارق الشناوي الذي يشارك ويتابع المهرجان على امتداد دوراته الست، يقول:» كل الشواهد تقول إن النجاح التنظيمي للمهرجان أمر ملفت، وما أسعدني، وما يحسب للمهرجان ويقدر للقائمين عليه عودة اللغة العربية كلغة أولى للمهرجان، ونتمنى أن يحافظ المهرجان على هذا المكسب، ويجب أن نشد على أيدي القائمين على تنظيم هذا الحدث بإعادة الإدارة الإماراتية للمهرجان إلى الصدارة، وحققت هذا النجاح، وإعادة الواجهة العربية لمهرجان العاصمة الجميلة أبوظبي، التي تعد الواجهة الحضارية المشرقة لعالمنا العربي، وذلك الإقبال الجماهيري الواسع، فضلاً عن انتظام وتنوع العروض، ووجود عدد كبير من النجوم، فالمهرجان يتطور بشكل ملموس، ويضع أقدامه نحو العالمية». أما عن المشاركات والجوائز، فيقول الشناوي:» حظيت هذه الدورة بعرض أقوى الأفلام العالمية التي عرضت منذ انطلاق المهرجان، والمتابع يلاحظ انتقاء الأفلام المشاركة بعناية، ومن المؤكد أن لجان التحكيم رأت من وجهة نظرها الأفلام التي تستحق الجوائز، وإن كنت أعتقد أن الفيلم الفرنسي «في المنزل» قد ظُلم، وأرى أنه كان يستحق جائزة «اللؤلؤة السوداء»، وتفاجأت أنه لم يحص على أي جائزة. أما الأمر الأكثر إيجابية فذلك الكم الهائل والجيد من الأفلام الإماراتية المشاركة وارتفاع مستواها الفني، وقد فاز من يستحق منها من وجهة نظر الجنة، لكنني كنت أتمنى أن تعقد ندوات محورية تناقش مثلاً الهم السينمائي العربي بعد الأحداث المؤثرة في عدة بلدان عربية، ووضعت المنطقة وصناعة السينما في بلدانها على أعتاب منعطف خطير يستحق الرصد والتحليل، ولعلنا نلمس ذلك في الفيلم غير التقليدي»الخروج للنهار» للمخرجة هالة لطفي الفائزة بجائزة أفضل مخرج عربي في مسابقة «آفاق جديدة». عين على الإبداع الفنانة الإيرانية مليكة أمينا ترى أن المهرجان قد نضج كثيراً على كافة الصعد، من حيث التنظيم، وحجم المشاركات، ونوعية الأفلام المعروضة، وتعدد الفعاليات التي تنظم على هامش المهرجان، وتقول:» المهرجان خطى خطوات نوعية ملحوظة، وأصبح علامة مهمة في خريطة مهرجانات السينما الخليجية والعربية والإقليمية، ويسير بثبات نحو العالمية. إنه انعكاس طبيعي ومنطقي لما نشاهده من تقدم وتطور وإنجازات حضارية متلاحقة في شتى جوانب الحياة في أبوظبي والإمارات، ويجسد ذلك الدعم والرعاية والاهتمام التي تحظى بها الحركة الفنية والسينمائية في أبوظبي والإمارات، أما على جانب الجوائز فأظن أن هناك تدقيقا كبيرا في منح الجوائز، ولعل ما سمعناه حيثيات منح جائزة أفضل فيلم في جائزة لجنة التحكيم الخاصة، لفيلم «عائلة محترمة» للمخرج مسعود بخشي، بسبب النهج الجديد المستخدم في دمج الخيال مع الواقع، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «وحوش البرية الجنوبية» للمخرج الأميركي زيتلين، الذي يحتوي على مهارات جميع عناصر اللغة السينمائية، وجائزة أفضل مخرج لهالة لطفي مخرجة فيلم «الخروج للنهار» لتَميُز رؤيتها البصرية التي تغلبت على أسلوب السينما العربية والمصرية بشكل خاص، وهذا أكبر دليل على أن هناك عيونا على الإبداع. كذلك أحيي لجان التحكيم على منح جائزة أفضل فيلم من العالم العربي لفيلم الفلسطينية آن ماري جاسر «لما شفتك» الذي تناول أكثر الموضوعات حساسية في هذه الآونة». كذلك يشيد المخرج التونسي سامي تليلي بالمهرجان، ويؤكد ذلك القدرة التنظيمية الهائلة والنجاح الفني والجماهيري الذي تحقق، وبمستوى الأفلام المشاركة وتنوعها، وتمنى أن يشهد في السنوات القادمة حضوراً أوسع للسينما التونسية والمغاربية، ويذكر أن تليلي فاز بجائزة أفضل عربي «يلعن بو الفوسفاط»، الذي تم تصويره في تونس، والإمارات ولبنان وقطر، ونجح في رسم صورة أشخاص عاديين وقفوا صارمين مقابل الأحداث والمواقف التاريخية كعملاء للتغييرـ بحسب لجنة التحكيم ـ وقال تليلي:» الجائزة نفتخر بها دون شك، وتقدير نعتز به، لكن الأهم هو التواجد والمشاركة والمنافسة، فالمهرجان فخر لكل عربي، ويحقق نجاحات متلاحقة سنة بعد أخرى، وأتمنى أن تكون مشاركتنا أكبر في المستقبل». جوائز مستحقة من جانب آخر ثمنت كاتبة السيناريو والمخرجة الهندية نيشا باهوجا ما تحقق من نجاح في مهرجان أبوظبي السينمائي، وأبدت تقديرها الكبير لما بذل من جهد طويل سبق الأيام العشرة للمهرجان، وأكدت أنها دهشت من هذا التنوع وهذا الإقبال الجماهيري رغم أن عمر المهرجان لا يتجاوز ستة أعوام، وقالت:» إن ما نعرفه ونسمعه عن أبوظبي جعلنا واثقون من النجاح والتقدم إلى هذا العالم الجديد الذي يؤسس لصناعة سينمائية حقيقية، وتواجد على خريطة السينما العالمية. كما أن الجوائز جاءت منصفة، ونال المبدعون حظهم، وبالطبع إنها وجهة نظر لجان التحكيم التي نحترمها، فالأفلام المشاركة جميعها في مستوى الجوائز وتستحق الإشادة، ولقد سعدت للغاية بذهاب جائزة «اللؤلؤة السوداء» للفيلم الوثائقي ، للفيلم الفلسطيني «عالم ليس لنا»، من إخراج مهدي فليفل الذي استطاع حسب ما ذهبت إليه اللجنة، حَبك وثيقة سينمائية رائعة، ويؤثر في المتلقي بطريقة فعَالة برصد دقيق لما يجري في مخيَمات لاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة بجنوب لبنان، من خلال استخدامه شخصيات حقيقية، مما يعكس عناصر حيوية عن الروح الإنسانية، كما تم منح جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «قصص نرويها»، من إخراج الكندية سارة بولي، والذي يتميز بأسلوب ذكي استطاعت من خلاله المخرجة إظهار أن الحياة قد تكون خيالية غير حقيقية كما هي في السينما، كذلك فوز جائزة أفضل مخرج جديد للمخرج الروسي ليوبوف أركوس، عن فيلمه «أنطون قريب هنا»، لأنه استطاع من خلال التصوير صياغة النص بطريقة شعرية وإنسانية في أجواء يسود فيها إحساس حقيقة الإنسان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©