1972

مع بزوغ فجر الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971 الذي شهد تحقيق الحدث الأعظم في تاريخ الإمارات، لترتفع صروح الانجاز في نهضة شاملة رسمت معالم دولة حضارية تنهل من ماضيها وترسم للمستقبل إطلالة مشرقة.. فكان القطاع الرياضي مواكباً للمسيرة ، ومتوجاً الجهد بالعديد من الانجازات في المحافل العربية والقارية والدولية. أول مشاركة رسمية لـ «الأبيض» في «خليجي 2» بعد قيام دولة الإمارات بوقت قصير وأيام معدودة، عندما تم تشكيل أول منتخب وطني يمثل الإمارات في بطولة رسمية، وكانت بطولة كأس الخليج الثانية التي أقيمت في السعودية في شهر مارس من عام 1972، ولأنه لم تكن هناك مسابقات رسمية يتم اختيار المنتخب منها بالشكل المتعارف عليه، فقد تم تشكيل منتخب مكون من اللاعبين المعروفين ذائعي الصيت آنذاك من الأندية الشهيرة. وتمت الاستعانة بالمصري محمد صديق شحتة مدرب الأهلي ليقود هذا المنتخب الوليد، وتشكلت قائمة أول منتخب يمثل دولة الإمارات في مشاركة خارجية من هذه الأسماء: إبراهيم رضا وأحمد عيسى وزيد ربيع وسهيل سالم ومحمد سالم سهيل ورجب عبدالرحمن وعبد الرحمن العصيمي وناصر حمد وجمال موسى وجاسم محمد وعوض مبارك وعبدالله خليل ويوسف محمد وصالح موسى وسالم بوشنين ومبارك بالاسود ومحمد الكوس ويوسف ناصر وسعود عبيد ومحمد البنا. وتم تشكيل البعثة الرسمية في أول مهمة رياضية لدولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة احمد التاجر ونائبه احمد المدفع، ومراد رفعت إدارياً ومحمد شحتة مدرباً و جمعة غريب مساعداً للمدرب وميرزا علي حسن طبيباً للفريق. وفي يوم الجمعة السابع عشر من شهر مارس عام 1972 وعلى ستاد الملز خاض منتخب الإمارات مباراته الأولى في تاريخه ضد المنتخب القطري، وبعد 22 دقيقة من بداية المباراة دخل اللاعب سهيل سالم التاريخ من أوسع أبوابه، عندما نجح في تسجيل أول هدف دولي في تاريخ الإمارات ليفوز منتخبنا الوطني في أولى مبارياته بفضل هذا الهدف. وفي المباراة الثانية خسر منتخب الإمارات أمام الفريق السعودي المضيف بأربعة أهداف نظيفة، وفي مباراته الثالثة خسر من المنتخب الكويتي 7/0، وفي المباراة الرابعة خسر من المنتخب البحريني 2/0، وهي المباراة التي لم تحتسب نتيجتها فيما بعد لانسحاب الفريق البحريني من البطولة، وبتلك النتائج صعد منتخب الإمارات إلى منصة التتويج في ظهوره الأول، وحصل على المركز الثالث. وعلى الرغم من الخسائر الثقيلة التي مني بها المنتخب في تلك البطولة، إلا أن البداية كانت تعتبر مقبولة نسبياً في ظل انعدام خبرة المشاركات الخارجية وعدم الاستعداد، وظروف عدم وجود مسابقات رسمية محلية آنذاك.