السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الدراج الأميركي أرمسترونج يخسر 10 ملايين يورو

الدراج الأميركي أرمسترونج يخسر 10 ملايين يورو
21 أكتوبر 2012
بيروت (أ ف ب) - يعيش الدراج الأميركي لانس أرمسترونج “زمن الانهيار” ومن “ضلل” وفريق عمله الرأي العام وعالم الدراجات الهوائية أعواماً طويلة، أضحى هدفاً لصفعات متتالية يتلقاها، وتحولت نظرة التقدير والإعجاب بشخصه وإنجازاته إلى بيانات منددة بأفعاله البعيدة عن “الأخلاق الرياضية”. واتفق الجميع على أن أرمسترونج (41 عاما)، بطل دورة فرنسا 7 مرات (1999 - 2005)، اعتمد “برنامج التنشط الأكثر تعقيداً في تاريخ الرياضة” في ضوء التقرير الضخم الذي أصدرته الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات “يوسادا” (1000 صفحة)، فصلت فيه أدلة وضمنته شهادات ووثائق وإثباتات جمعتها من 26 شخصاً من أقرب المقربين إلى “المتهم” بينهم 11 دراجاً من زملائه السابقين، وزوجته السابقة كريستين التي تعتبر العنصر الأبرز في الحملة ضده، علماً أن الفحوص التي أجريت له خلال مسيرته منذ شفائه من سرطان في المحلب لم تثبت قط تناوله منشطات. وكانت الوكالة أصدرت تقريراً رسمياً، في أغسطس الماضي، حظرت فيه على أرمسترونج المشاركة في السباقات مدى الحياة، وجردته من ألقابه في دورة فرنسا بعد اختياره عدم الرد على الاتهامات التي وجهت إليه بتعاطي المنشطات. وفي “ساعة التخلي” اتضح أن أرمسترونج المتوقع أن تحذف نتائجه كلها بين العامين 1998 و2010، سيخسر نحو 10 ملايين يورو كان يتلقاها من داعمين ومعلنين ورعاة “آمنوا” برسالته وآزروا جمعيته “لايفسترونج” لمكافحة السرطان. علما أن ثروته تقدر بـ 96 مليون يورو. وقبل أيام تخلى عن أرمسترونج فجأة الأطراف الأساسيون الذين يرعون نشاطه، وهم شركة “نايكي” للأدوات الرياضية، وصانع الدراجات “تريك”. كما أعلنت شركة “جيرو هلمتز” للخوذات توقفها عن تمويله. ولن تجدد “أف آر أس” لمشروبات الطاقة الصحية عقد رعايته. وبالتزامن، استقال أرمسترونج من “لايفسترونج” التي أسسها عام 1997، بعد تغلبه على المرض الخبيث، وصادف ذلك قبل يومين من أحياء الجمعية الذكرى الـ 15 لتأسيسها في أوستن (تكساس)، عازيا هذه الخطوة إلى رغبته في حمايتها من “الآثار السلبية المتصلة بالجدل المحيط بمسيرته دراجا”، بحسب مديرها العام دوج أولمان الذي كشف إنها جمعت بفضل أرمسترونج نحو 500 مليون دولار لمرضى السرطان. وكان أرمسترونج حظي بعقود رعاية من نايكي قيمتها 6 ملايين يورو. والمستجدات الأخيرة ستفتح في وجهه جبهات قضائية أخرى، في ضوء الحملة لوضع حد “لمن أمعن في السرقة والغش على مدى 15 عاماً”. واتضح أن ما حصله الدراج الأميركي من جوائز في دورة فرنسا يبلغ 95, 2 مليون يورو، فضلاً عن 100 ألف يورو من سباقات أخرى و8, 5 مليون يورو من شركة تأمين ضد أخطار الرياضة على شكل عائدات وحوافز وأرباح، إلى 1, 16 مليون يورو غرامات متوقعة بسبب إنكاره وعدم قوله الحقيقة خلال التحقيق، ومنها أنه لم يتصل بالطبيب ميكايلي فيراري، الرأس الكبيرة في عالم التنشط، منذ عام 2004، علماً أن المستندات والمراسلات والفواتير تظهر أنه سدد له بين العامين 1996 و2006 مبلغ مليون و29754 دولاراً كبدل أتعاب. وكان يطلق عليه اسما حركيا هو “شومي” (تيمنا بسائق فيراري وقتذاك البطل الألماني ميكايل شوماخر)، أما الصلة المستترة بين الطرفين فكان ستيفانو نجل الطبيب فيراري. أرمسترونج الأب لخمسة أولاد اعتزل عام 2005 ثم استأنف المنافسة عام 2009 من دون أن يحرز ألقابا جديدة، كان أكد أن الهدف من عودته التوعية من السرطان. وتظهر شهادات زملائه أنه مارس “سطوته” وضغوطه عليهم بمؤازرة من يوهان برونيل “كاتم أسراره” ومدير الفرق التي دافع عن ألوانها (يو أس بوستال، ديسكوفري تشانيل، استانة، راديو شيك)، للسير في برنامج التنشيط المتطور والمعقد في آن. كما أنه لا يرحم منافسيه ويستخدم معهم أسلوب التوبيخ والزجر والتهديد. وعلاقته مع وسائل الإعلام شابتها سقطات كثيرة لا سيما عندما كانت تشير إلى شكوك تتعلق بتألقه الدائم وتعزو سر ذلك إلى المنشطات، ومنها ما تناولته صحيفة “صنداي تايمز” في هذا الشأن في مقال نشر عام 2004، قبل التوصل إلى صيغة تسوية معه تقضي بعدم نشرها معلومات إضافية. لكن التطورات المتسارعة قد تشجع إدارتها على المطالبة بتعويض مقداره 770 ألف يورو بحجة هجومه على الصحيفة واثنين من محرريها. الفضيحة تعصف بتاريخ أرمسترونج المتمسك ببراءته، وقد يخضع لاختبار كشف الكذب للدفاع عن نفسه جراء “ما يتعرض له من تلفيق”، كما أكد محاميه تيموثي هيرمان، لافتاً إلى أن مثل هذا الاختبار “قد يكون خياراً، وسنقبل بالنتيجة إذا ما وافق الشهود الذين يتهمون أرمسترونج بالخضوع لهذا الاختبار أيضاً”، لا سيما في ظل وجود معدات متطورة تدار في شكل صحيح”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©