نشر في الجريدة خبر يعتبر عادياً عند البعض «إزالة 63 ألف نخلة تالفة من مزارع أبوظبي» خبر مر مثل أخبار كثيرة تعتبر عادية وتشكر عليها المؤسسات المعنية بها، ولكن هذا الخبر لو نشر في صحف اليابان أو ألمانيا كنت سوف تجد الكثير من مراكز البحث تتواصل مع مركز خدمات المزارعين الياباني أو الألماني لبحث أسباب الإزالة ونوعية الأمراض إذا كانت هي السبب وعمل دراسات مستفيضة عن هذه الأمراض لأن 63 ألف نخلة تمت إزالتها يعني في تفكيرهم ضياع الكثير من الجهد والخدمات اللوجستية وأيد عاملة ومبالغ مالية صرفت بالملايين وفواتير وماءً وكهرباء وعلاجات وأسمدة تم استهلاكها وسنوات من الرعاية جميعها ضاعت على المزارعين والدولة وعلينا البدء من جديد. فهل فكرنا بعد تكرار هذه الحالة وبعد هذه الخسائر أن نسأل من أين جاءت أصول النخيل وهل كانت مريضة عند جلبها لمنع استيرادها؟ وإذا كان قد حدث المرض للنخيل في داخل مزارع الدولة فتجب معرفة متى بدأت الحالة وكيف انتشرت بين المزارع لتكون هناك وقاية استباقية في المستقبل وإذا اعتبرنا أن استهلاك النخلة من الماء حسب الأنظمة الحديثة والقديمة بمتوسط 700 لتر في الموسم فإن هذا يعني أن النخيل المزال كان يستهلك ما يقارب 44 مليون لتر ماء في الموسم الواحد وهذا يعني أن إمارة أبوظبي خسرت 63 ألف نخلة بالإضافة إلى كمية ماء كبيرة وسوف تحل بدلاً منها كمية نخيل جديدة سوف تستهلك نفس الجهد والوقت والتكاليف، بالإضافة إلى نفس الكمية من الماء إلى أن تبدأ بإعطاء الثمر.. هل يتخيل أحد مدى الخسائر التي حدثت ويتكرر حدوثها؟ حسنا، ماذا فعلنا لتلافي هذه الخسائر؟ لو كان الأمر في اليابان أو ألمانيا لاعتبروها فرصة ذهبية ولراقبوا الأمر وحللوه ولوجدوا علاجات تفيد نخيلهم وتمنع الخسائر وفي نفس الوقت يتم بيع هذه الأدوية والعلاجات حول العالم لتعويض الخسائر وفتح باب جديد لزيادة مصادر دخل المزارعين في ألمانيا واليابان وسوف يستفيدون من بقايا إزالة 63 ألف نخلة تم التخلص منها في أمور أخرى، وأضعف الإيمان حرقها وتوليد طاقة منها للتدفئة أو إنتاج الطاقة الكهربائية أو تحويلها إلى فحم للشيشة اليابانية أو لشيّ الكباب الألماني.. واحنا شخبارنا؟؟
عدد اليوم
