الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن يتوعد معيقي انتقال السلطة في اليمن

مجلس الأمن يتوعد معيقي انتقال السلطة في اليمن
28 يناير 2013 00:20
عقيل الحـلالي (صنعاء) - توعد وفد مجلس الأمن الدولي الذي وصل العاصمة صنعاء، أمس الأحد، في زيارة تاريخية وغير مسبوقة لليمن المضطرب منذ عامين، بعدم «التساهل» مع «الذين يحاولون حرف العملية السياسية» الانتقالية التي ينظمها اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي منذ أواخر نوفمبر 2011. وقال رئيس وفد مجلس الأمن، مارك جرانت، رئيس الدورة الحالية للمجلس ومندوب بريطانيا الدائم، في جلسة مفتوحة أُقيمت بالقصر الرئاسي بصنعاء: «لن يتم التساهل مع الذين يحاولون حرف العملية السياسية»، التي تستمر حتى فبراير 2014.وحضر الجلسة - التي ترأسها الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي - أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، وعشرات المسؤولين اليمنيين وقيادات حزبية وشبابية ومدنية وسفراء وشخصيات دبلوماسية. وذكر جرانت أن زيارة الوفد الدولي لليمن هي الأولى للمنطقة منذ خمس سنوات، وأنها «إثبات» لاهتمام مجلس الأمن بعملية انتقال السلطة في هذا البلد، الذي كان مهددا في 2011 بالانزلاق إلى أتون حرب أهلية بعد تفاقم حدة الاحتجاجات المناهضة والمؤيدة للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتنحى صالح في فبراير تحت ضغط الشارع ووفق اتفاق «المبادرة الخليجية»، الذي حظي الأول بموجبه على «حصانة» من الملاحقة القضائية والمسائلة القانونية. وأكد رئيس وفد المجلس الأمن أهمية مؤتمر الحوار الوطني الشامل المزمع إطلاقه خلال أسابيع، مشددا على ضرورة أن يكون الحوار «شفافا» و«كاملا»، وتمنى أن يبدأ مؤتمر الحوار «في المستقبل القريب» بمشاركة «كافة» الأطراف المتصارعة في اليمن. وأشاد مارك جرانت بدور دول مجلس التعاون الخليجي في التوصل لاتفاق انتقال السلطة في اليمن، معتبرا أن «مساهمة» أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، ومبعوث الأمم المتحدة، جمال بن عمر، «كانت كبيرة ورائعة»، حسب تعبيره. من جانبه، هنأ مندوب المملكة المغربية بمجلس الأمن محمد لويشكي، بنجاح المرحلة الأولى من عملية انتقال السلطة، داعيا «كافة اليمنيين الغيورين على بلدهم للاستمرار في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية (..) لإنجاح المؤتمر الحوار الوطني». وقال إن «مجلس الأمن يعي العراقيل والصعوبات الاقتصادية والإنسانية التي يعاني منها اليمن وكذا حجم التحدي الأمني بسبب آفة الإرهاب»، لافتا إلى أن المجلس يدعو المانحين الدوليين للوفاء بالتزاماتهم لمساعدة اليمن. وكان الرئيس اليمني الانتقالي ذكر في افتتاح الجلسة أن لزيارة وفد مجلس الأمن لبلاده «أهمية خاصة كون مجلس الأمن أكثر أجهزة منظمة الأمم المتحدة حيوية باعتباره معنيا بحفظ الأمن والسلم الدوليين». وأضاف: «لا شك بأن هذه الزيارة تعكس إدراك المجتمع الدولي لأهمية استقرار اليمن للمنظمة والعالم، نظرا لموقع الاستراتيجي»، مشيرا إلى أن الزيارة تمثل أيضا «دعما قويا» لقرارات إعادة هيكلة القوات المسلحة، الصادرة في 19 ديسمبر الفائت. وألغت هذه القرارات تشكيلتي «الفرقة الأولى مدرع» بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، و«الحرس الجمهوري» بقيادة العميد الركن أحمد علي صالح، نجل الرئيس السابق، وهما الطرفان اللذان تزعما معسكري الانقسام داخل الجيش منذ أواخر مارس 2011. وكشف الرئيس هادي عن «قرارات» وشيكة لإعادة هيكلة أجهزة الأمن والشرطة، مستعرضا إنجازات تحققت منذ التوقيع على اتفاق نقل السلطة في الرياض، وذكر منها «إعادة الأمن والاستقرار إلى مختلف أنحاء البلاد»، وتطهير بلدات جنوبية من تنظيم القاعدة، و«إعادة الخدمات الأساسية للمواطنين»، والشروع في «معالجة الاختلالات الاقتصادية». وفي سبتمبر الفائت، حصل اليمن، المهدد بالإفلاس بسبب أزمته الراهنة، على وعود من مانحين دوليين بتقديم 7,9 مليار دولار، شريطة تنفيذ الحكومة الانتقالية إصلاحات سياسية واقتصادية. وأكد هادي، الذي ظل نائبا للرئيس السابق منذ أكتوبر 1994 وحتى انتخابه بتفويض بداية العام الماضي رئيسا مؤقتا للبلاد لولاية مدتها عامان فقط، ضرورة التزام المانحين بتنفيذ تعهداتهم «باعتبار أن جذور الأزمة السياسية ذات طبيعة اقتصادية» ولأهمية الشروع في إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء القتال المسلح مع تنظيم القاعدة منتصف العام الماضي.وشدد على أهمية انتهاج الأطراف اليمنية المتصارعة الحوار لحل خلافاتها، وقال:«لا بديل عن الحوار إلا العودة إلى مربع العنف». وجدد هادي دعوته لكافة الأحزاب والقوى اليمنية إلى الالتزام بـ «روح الحوار»، و«الحفاظ على وحدة اليمن أرضاً وإنساناً بما يرفع المظالم عن الجميع، ويحقق العدالة لهم ويطوي صفحة الماضي». كما دعا الأحزاب السياسية والإعلام الحزبي والأهلي إلى «تحمل المسؤولية في تهيئة الأجواء لحوار وطني ناجح». ولفت إلى «أهمية استمرار دور مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن» برعاية عملية انتقال السلطة في بلاده، والتأكيد على وحدة وأمن واستقرار اليمن» وفق اتفاق المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن 2014 و2051، مشدداً على ضرورة اعتبار «الأطراف التي ترفض انتهاج الحوار من الأطراف المعرقلة للتسوية السياسية». وترفض فصائل في «الحراك الجنوبي»، الذي يتزعم الحركة الاحتجاجية الانفصالية في الجنوب، المشاركة في مؤتمر الحوار، الذي من المفترض أن يعالج قضايا عالقة على رأسها «القضية الجنوبية». بدوره، جدد أمين عام مجلس التعاون الخليجي «تصميم» دول المجلس «بأن تظل داعمة ومساندة لليمن وتطلعات شعبه العزيز وهذا حق قومي تمليه علينا وروابط القربى». وأشاد بالإنجازات التي تحققت منذ المصادقة على اتفاق نقل السلطة في اليمن، معبراً عن ثقة بقدرة الشعب اليمني على «تجاوز» الأزمة الراهنة. وقال :«إننا على قناعة وثقة تامة بأن الحوار الوطني سوف يمهد الطريق لبدء مرحلة جديدة من تاريخ اليمن»، مشيدا بمواقف الدول والمنظمات المانحة «التي ساندت العملية السياسية» الانتقالية.فيما ذكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، أن اليمن على «مشارف مرحلة أكثر دقة يحتاج فيها اليمنيون أكثر من أي وقت مضى إلى تجديد التزامهم بانتقال السلطة». وقال «ما فات قد ولى إلى غير رجعة»، مشددا على ضرورة الترفع عن أخطاء الماضي لبناء يمن جديد «يسوده القانون والعدالة والحوكمة الرشيدة والاستقرار». وأضاف: «لن يكون ثمة مجال للعودة إلى الوراء إلى زمن الفوضى والفساد والاستئثار بالسلطة، وعلى جميع الواهمين بذلك أن يحسموا أمرهم، ويختاروا البقاء سجناء الماضي أو المشاركة في صنع المستقبل، فهذا ليـس زمن العرقــلة أو التنــصل من الالتزامات». وقال إن «قواعد اللعبة تغيرت، وأن عجلة التغير انطلقت ولن تعود إلى الوراء بإرادة الشعب ودعم المجتمع الدولي»، مؤكدا أن زيارة وفد مجلس الأمن «تأكيد» على ضرورة المضي قدما في العملية السياسية «في خطوة لم يشهدها تاريخ المنطقة من قبل». وكان الوفد الدولي، الذي يضم رئيس وأعضاء مجلس الأمن الـ15، عقد جلسة محادثات مغلقة مع الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي فور وصوله صنعاء، التي شهدت إجراءات أمنية مشددة تحسبا لهجمات وأعمال انتقامية لمتطرفين. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن الجلسة المغلقة ناقشت «الخطوات السياسية لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية»، مشيرة إلى أن زيارة الوفد الدولي تهدف إلى «دعم العملية السياسية في اليمن بشكل أقوى»، خصوصا ما يتعلق بـ «خطوات» وقرارات الرئيس هادي من أجل تنفيذ اتفاق المبادرة الخليجية. كما أجرى وفد مجلس الأمن الدولي مباحثات مع رئيس وأعضاء الحكومة الانتقالية، ولجنة الشؤون العسكرية واللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني. كما أجرى مباحثات مع أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول العشر الراعية لاتفاق نقل السلطة.وفي وقت لاحق الليلة الماضية، غادر وفد مجلس الأمن صنعاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©