نجاد في بغداد: نريد فتح صفحة جديدة بعد رحيل صدام

وصف الرئيس العراقي جلال طالباني مباحثاته أمس مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بأنها ''إيجابية وجيدة'' وان كثيرا من الملفات تم بحثها وقد تم الاتفاق على اتفاقيات سياسية واقتصادية بين العراق وإيران وسيتم الإعلان عنها لاحقا· وأضاف طالباني في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نجاد أمس في ختام مباحثات بينهما، أن زيارة نجاد إلى العراق خير دليل على أن البلدين وصلا إلى أفضل العلاقات وتم التأكيد على أهمية العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين في مختلف الميادين· وأعرب عن أمله في استمرار الدعم الايراني لجهود العراقيين للخروج من المشكلات التي تواجه عمليات البناء وفي مختلف المجالات· وأكد طالباني أن اتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين في الجزائر عام ،1975 لم تناقش في مباحثات أمس· ومن جانبه قال الرئيس الايراني إن الجذور المشتركة للشعبين هي جذور متجذرة ومتأصلة والشعبان كان لهما أفضل العلاقات الثقافية طوال التاريخ· وأشار إلى إجراء مباحثات جيدة للغاية وقد حصل اتفاق في وجهات النظر على كافة الأصعدة مضيفا بقوله ''نحن عازمون سويا على أن نطور علاقاتنا في كافة المجالات لاسيما وأن العراق يمر بظروف حرجة''· وكان نجاد قد وصل إلى مطار بغداد الدولي صباح أمس في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ انتصار الثورة عام ،1979 حيث كان في استقباله وزير الخارجية هوشيار زيباري ورئيس ديوان الرئاسة نصير العاني · ويرافق الرئيس الايراني في زيارته التي تستغرق يومين وفد يضم وزير الخارجية منوشهر متكي ومعاون رئيس الجمهورية رحيم مشايي ووزير الطاقة برويز فتاح ووزير الاقتصاد والمالية دانش جعفري وسكرتير قسم التنمية الاقتصادية الإيرانية وعدد كبير من المسؤولين· وجرت مباحثات الجانبين في مقر إقامة طالباني بالمنطقة الخضراء الخاضعة لحراسة مشددة للغاية من جانب القوات العراقية والأميركية· ونظرا لغياب النقل بالمروحيات والاجراءات الأمنية الأميركية، تم نقل الضيف الزائر بالسيارة عبر طريق المطار المحفوف بالمخاطر وسط اجراءات أمنية فائقة الشدة وجرت مراسم الترحيب به من جانب طالباني في المنطقة الخضراء نفسها· وقال نجاد إن زيارته للعراق تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين وستعزز أجواء التعاون والسلام في المنطقة مضيفا أنه ''سعيد بحق'' للقيام بهذه الزيارة التاريخية لبغداد الآن بعد الإطاحة بالرئيس الراحل صدام خصم إيران اللدود· كما أجرى نجاد محادثات مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بينما تغيب طارق الهاشمي النائب السني للرئيس العراقي عن مراسم استقبال نجاد· وذكر بيان نشر أمس على الموقع الإلكتروني للحزب الاسلامي بزعامة الهاشمي، أن العراق يرحب بزيارة نجاد مطالبا بأن تكون عملية تطبيع العلاقات بين البلدين على أساس السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية· وقال مسؤولون في مدينتي كربلاء والنجف اللتين تضمان عددا من الأماكن المقدسة بالنسبة للشيعة إنهم يتوقعون زيارة من نجاد اليوم· من ناحية أخرى، رفض نجاد اتهامات الرئيس الأميركي جورج بوش بأن إيران تدعم وتمول الميليشيات الشيعية وقال إن الشعب العراقي ليس ''معجبا بأميركا''· فيما أعربت تنظيمات وأحزاب عربية في كركوك عن ''استنكارها'' للزيارة متهمة إيران بأنها ''تحرق الوضع العربي'' في العراق وفلسطين ولبنان· وتوقع مراقبون إيرانيون أن القادة العراقيين سيحاولون إقناع نجاد بفتح حوار بناء مع واشنطن· كما توقع محللون أن نجاد سيستخدم زيارته للتوضيح لواشنطن أن بلاده تمثل قوة في العراق لا يمكن تجاهلها أو تهميشها· وقال مسؤول في السفارة الفرنسية إن سفراء للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي سيلتقون نجاد خلال الزيارة· ولكن فيل ريكر المتحدث باسم السفارة الأميركية قال إنه ليس هناك نية من جانب السفير الأميركي رايان كروكر لإجراء أي محادثات معه· وصرح مسؤولون أميركيون في بغداد بأنهم لن يكون لهم أي دور في زيارة نجاد وأن الجيش الأميركي لن يشارك في حمايته أثناء تجوله· نجاد مستعد للقاء الرئيس الأميركي المقبل ويستبعد فوز أوباما مدريد (د ب ا - إفي) - أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس عن استعداده للاجتماع مع الرئيس الأميركي المقبل ولكن بشروط· وقال نجاد في مقابلة مع صحيفة ''الباييس'' الإسبانية أمس إن علاقات بلاده مع الرئيس الأميركي المقبل ''ستعتمد على موقف وسلوك الرئيس الجديد·· إذا غير من فكره تجاه المنطقة والشعب الإيراني ربما يكون هناك تقدم على مستوى العلاقات''· ويرى نجاد أنه ''من المستحيل أن يصل السناتور الديمقراطي باراك باراك إلى الرئاسة نظرا للقوى الخفية الموجودة بالولايات المتحدة· وقال ''لا يهمنا من يفوز بالانتخابات الأميركية لكن المهم أن يدرك الرئيس المقبل جيدا الموقف العالمي والمشاكل التي ستنجم عن سياسته· وأضاف ''ليس لدينا مشاكل لإقامة حوار رغم أني أرى أنه من المستحيل أن يتركوا أوباما يفوز بالبيت الأبيض·