الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهواتف الذكية الصينية تنعش صناعة الإلكترونيات في اليابان

الهواتف الذكية الصينية تنعش صناعة الإلكترونيات في اليابان
14 نوفمبر 2014 23:34
إعداد - حسونة الطيب: أدى انتعاش شركات صينية، مثل، شياومي، ولينوفو، وهواوي، التي تعمل على إنتاج هواتف محمولة بجودة عالية وتكلفة منخفضة، إلى تراجع الطلب على منتجات شركات كبيرة، مثل أبل، وسامسونج في السوق الصينية، وتعمل شركات يابانية، مثل موراتا، وتي دي كي، على إنتاج نسبة كبيرة تصل إلى 50% من المكونات الداخلية لهذه الهواتف. وتتراوح هذه المكونات من الشاشات ووحدات الواي فاي، إلى أجزاء دقيقة لتخزين الطاقة والمكثفات. وأكد تسيونيو موراتا، مدير شركة موراتا المتخصصة في إنتاج المكثفات ومكونات أخرى، أن جميع الشركات العاملة في صناعة الهواتف المحمولة تقريباً، تطلب احتياجاتها من اليابان. ويمثل بيع هذه المكونات، النقطة المضيئة في قطاع الإلكترونيات الياباني الذي تخيم عليه سحابة كثيفة من الركود، حيث يشكل سوق الهواتف الذكية الصيني الذي يعتبر أكبر سوق في العالم والذي يحقق نمواً بنحو 19% سنوياً، عاملاً مهماً لهذا القطاع. ويدفع بعجلة المبيعات هناك، احتدام المنافسة بين عشرات العلامات التجارية التي تطرح هواتف ذكية تقل تكلفة الواحد منها عن 100 دولار. وتبعاً لانخفاض الأسعار، تتراجع ميزانية صناعة المكونات، في حين يوفر الممولون اليابانيون قدراً أكبر من المكونات للعلامات التجارية الصينية، بالمقارنة مع ما توفره لكل من أبل وسامسونج. وتفوقت مبيعات شياومي من الهواتف الذكية خلال الربع الثاني، على أبل وسامسونج في الصين، ومن المتوقع أن تستحوذ العلامات التجارية الصينية، على 75% من السوق المحلية، خلال العام الجاري من حيث الحجم، من واقع نحو 35% في العام 2010. وتساهم الشركات الصينية بشكل كبير، في إنعاش مشتريات المكونات اليابانية التي تجاوزت حدود سوقها المحلية، بغية تطوير هواتفها، وتقوم الشركات اليابانية في بعض الأحيان، بتوفير ما يزيد على نصف مكونات بعض العلامات التجارية الصينية. كما تقوم على سبيل المثال، شركة زد تي إي الصينية لصناعة الهواتف الذكية، بشراء الشاشات من شارب اليابانية لاستخدامها في هواتفها الفاخرة، بينما تشتري الوحدات الصغيرة للكاميرا، من شركة سوني. وتضع الشركات الصينية في اعتبارها عند الشراء من اليابان، الدراية التقنية والخبرة الصناعية وتأكيد الجودة، كمميزات ينفرد بها الممولين اليابانيين، وفي المقابل، يشكل الممولون اليابانيون، نحو 33% من مكونات آخر نسخة من أجهزة آيفون وأقل من هذه النسبة لهواتف سامسونج. وترجح الشركة اليابانية للشاشات، التي انخفضت أسهمها بعد توقعاتها بتكبد خسائر خلال السنة المالية الحالية بسبب تأخير شحناتها لشركة أبل، ارتفاع مبيعاتها للشركات الصينية لصناعة الهواتف الذكية، بنحو ثلاثة أضعاف إلى 180 مليار ين (1,68 مليار دولار) خلال الفترة نفسها. وتقوم اليابانية للشاشات، بصناعة شاشات أل سي دي للهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، أكثر القطاعات تنافسية في مجال إنتاج المكونات، والتي حققت فيه شركة أل جي نجاحاً كبيراً، وتعكف موراتا، على صناعة المكثفات والقطع المرتبطة بها. ولا يتعد حجم آخر نماذج منتجاتها من المكثفات حبة الرمل، لكنها تحتوي على 100 طبقة من الخزف، وتُعد موراتا، أكبر شركة في العالم لإنتاج مكثفات الهواتف المحمولة، حيث تستحوذ على 35% من الحصة العالمية. ولا تتعد تكلفة المكثف الواحد سوى سنتات قليلة، إلا أن الهواتف الراقية تحتوي ما بين 700 إلى 800 منها، أي ما يزيد على العدد المستخدم في الجيل القديم من الهواتف المحمولة بنحو ثلاثة إلى أربعة أضعاف. وبينما تبيع موراتا مكونات لمعظم الشركات الصينية العاملة في إنتاج الهواتف المحمولة تتراوح تكلفة الواحدة منها من 2 إلى 3 دولارات، تتوقع شياومي وحدها تصدير نحو 60 مليون هاتف محمول خلال العام الجاري، ونحو 100 مليون في الذي يليه. وتقوم أبل التي تستخدم المزيد من المكثفات بجانب قطع أخرى، بشراء أجزاء تكلفة الواحد منها بين 9 إلى 10 دولارات لكل جهاز آيفون. وتُعتبر منطقة كيوتو، التي تحتضن شركات عاملة في مجال صناعة المكونات، مثل، روم لأشباه الموصلات ونايدك وكايوسيرا، من أكبر المستفيدين من الانتعاش الذي يشهده قطاع الهواتف المحمولة الصيني. وأعلنت مثلاً، تي دي كي من مقرها في طوكيو، عن ارتفاع مبيعاتها من المكثفات والقطع الأخرى لشركات صناعة الهواتف المحمولة في الصين، بنسبة كبيرة قدرها 50% خلال الربع الثاني. ويساهم توجه مصانع تجميع الهواتف المحمولة الصينية نحو الاعتماد على الآلات، بما في ذلك التي تقوم بإنتاج علامات تجارية غير صينية، في المزيد من الإنعاش لقطاع صناعة الإلكترونيات في اليابان. ورفعت شركة فانوك اليابانية لصناعة الروبوتات الصناعية، من توقعاتها للمبيعات والأرباح خلال السنة المالية الحالية بنحو 29% و26% على التوالي. ويُعزى قدر كبير من ارتفاع الطلب على المكونات اليابانية خلال العام الحالي، إلى إطلاق الصين للشبكات السريعة، وللسعة الإنتاجية الكبيرة للبلاد من الهواتف التي تعمل في هذه الشبكات. كما استفادت الشركات اليابانية أيضاً، من الضعف الذي لازم الين خلال الفترة الأخيرة الذي نجم عنه تقليل في فجوة الأسعار مع منافسين في كوريا الجنوبية والصين. وكبقية الشركات الأخرى العاملة في مجال صناعة المكونات، تتجاوز تطلعات موراتا الطفرة التي يشهدها قطاع الهواتف الذكية في الصين، للدخول في أسواق جديدة، مثل تقنية الأجهزة القابلة للارتداء، بجانب قطاعات أخرى قائمة تتميز بإقبال كبير على شراء القطع الإلكترونية الدقيقة، مثل قطاع المركبات والرعاية الصحية. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©