عواصم - وكالات الأنباء: انتقد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس بشدة عدم تعاون إيران بشان المسألة النووية، فيما تعهد الاتحاد الأوروبي بالاستمرار في العمل على فرض المزيد من العقوبات ضد طهران· وأوضح البرادعي في بيانه أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يتم إحراز أي تقدم بشأن تسوية الملف النووي الإيراني·
وقال إن ''الوضع الحالي يظل متأزما إلى حد ما''، مشيرا إلى أن الوكالة الدولية ''لم تتمكن من إعادة بناء تاريخ برنامج إيران النووي بالكامل'' بسبب غياب التعاون والشفافية من جانب طهران· وأضاف أن إيران تجاهلت أيضا دعوات مجلس الأمن الدولي التي تطالبها بتعليق أنشطة تخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم· وقال البرادعي للمجلس إن ''إيران لم تعلق أنشطتها المتعلقة بالتخصيب ولا مشاريعها ذات الصلة بالماء الثقيل، حسبما طلب منها مجلس الأمن كإجراء لبناء ثقة''، لكنها مضت قدما في برنامجها النووي· وأعرب عن ''قناعته'' بأن حل الملف النووي الإيراني يكون ''عبر التفاوض''·
فقد بدأ مجلس محافظي الوكالة اجتماعا أمس للتصديق على خفض في المساعدات الفنية المقدمة لإيران وبحث إصرار طهران على مواصلة تخصيب اليورانيوم، وهو طريق يحتمل أن يفضي لإنتاج قنابل ذرية· يأتي تقليص المساعدة الفنية التي تقدمها الوكالة لبرنامج الطاقة النووي الإيراني بعد حوالي ثلاثة أشهر من فرض مجلس الأمن الدولي حظرا على نقل التقنية والمعرفة الفنية الذرية إلى إيران· وخلال الاجتماع الذي يتوقع أن يستمر أربعة أيام من المتوقع أن يوافق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تخفيض كثير من مشروعات المساعدات التقنية في إيران، مما يعكس عقوبات مجلس الأمن الدولي الأولية التي تمت الموافقة عليها في ديسمبر· وقال دبلوماسيون إن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة سيرحب بتراجع كوريا الشمالية على ما يبدو عن برنامجها النووي· ومن المتوقع أن يتبنى مجلس الوكالة الذرية دون مناقشات خلافية أو تعديلات خفض 22 من بين 55 مشروع مساعدات تنمية نووية في إيران وفقا لما حددته الأمانة العامة للوكالة الذرية الشهر الماضي· وعملت الأمانة العامة للوكالة على دعم حظر صدر في ديسمبر على انتقال التكنولوجيا أو تطبيق المعرفة الفنية الخاصة بإنتاج الوقود النووي في إيران·
فيما رفضت طهران الانتقاد الموجه لها بشأن عدم تعاونها مع الطاقة الذرية حيث كررت قولها إن ''تدخل'' مجلس الامن الدولي يعد عديم الجدوى للتوصل إلى حل تفاوضي لبرنامجها النووي·
وعلى الصعيد نفسه، أصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بيانا يؤكد فيه تعهد الاتحاد الاستمرار في العمل على فرض مزيد من العقوبات ضد إيران احتجاجا على رفض طهران تعليق أنشطتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم· وجاء في بيان أن دول الاتحاد كافة ستعمل بكل '' الحزم الضروري'' على تبني وتطبيق أية عقوبات إضافية ضد إيران يجري بحثها في مجلس الأمن الدولي· لكن الوزراء ذكروا أيضا أن كتلتهم تترك الباب مفتوحا أمام مزيد من المفوضات الخاصة بالقضية النووية· وأعرب وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل عن أسفهم حيال الموقف الإيراني، مشيرين إلى أن إيران فشلت في تعليق كافة أنشطتها الخاصة باليورانيوم أو المتصلة به ''ويبدو أنها عازمة على مواصلة هذه الأنشطة بل والتوسع فيها''·
عدد اليوم
