أبوظبي (وام) - احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية بيلاروسيا أمس، بمرور 20 عاماً على قيام العلاقات الدبلوماسية بينهما التي انطلقت في مثل هذا اليوم عام 1992.
وأعرب معالي فلاديمير ماكي وزير خارجية بيلاروسيا عن اعتزاز بلاده بهذه المناسبة التي تستدعي العمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد السبل الكفيلة بتعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين. وقال “ننظر إلى 20 أكتوبر 1992، باعتباره اليوم الذي شهد وضع حجر الأساس المتين للعلاقات بين الدولتين”.
وقال وزير الخارجية البيلاروسي في حوار مع وكالة أنباء الإمارات “وام” إنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي شهدت الكثير من جمهوريات السوفييت السابقة، بما فيها بيلاروسيا أزمات اقتصادية طاحنة إلا أنهم ومنذ بدء الأزمة كانوا قد عقدوا العزم على تجاوزها، موضحاً أن بيلاروسيا استطاعت المحافظة على بناها الصناعية والتغلب على الصعوبات التي اعترت الأيام الأولى لاستقلالها، حيث سعت لتطوير شراكات واسعة ومنفتحة مع مختلف دول العالم.
وحول رؤيته للعلاقات بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة وكيفية تعزيز هذه العلاقات في المستقبل، قال معاليه إن بيلاروسيا تتمتع بعلاقات قوية ومتطورة مع دولة الإمارات العربية المتحدة ولعل أبرز الإنجازات التي جاءت نتيجة لهذه العلاقات هو القرار بإقامة سفارتين للبلدين في كل من أبوظبي ومينسك، مشيراً إلى بيلاروسيا افتتحت سفارتها لدى الإمارات في 1999 ومنذ افتتاح دولة الإمارات لسفارتها في بيلاروسيا عام 2008 بات من الممكن مضاعفة الجهود نحو قيام علاقات تعاون متينة بين الجانبين.
كما أن الزيارتين التي قام بهما الرئيس أليكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا لدولة الإمارات في عامي 2000 و2007 ومباحثاته مع القيادة الرشيدة في الدولة أكدت توافر كل الأسباب لتوسيع التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات.
وأكد أن أول زيارة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى بيلاروسيا عام 2009 فتحت صفحة جديدة للتعاون بين بلدينا، حيث تباحث سموه مع المسؤولين في بيلاروسيا حول جوانب التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية والتجارية والاستثمارية وكذلك جوانب التعاون في حقول الطاقة والتغير المناخي والتنمية الدولية والثقافة والتعليم والرعاية الصحية والرياضة، إضافة للعلاقات القنصلية، وقد اتفقت كلتا الدولتين على إنشاء لجنة مشتركة بينهما لتشجيع التعاون بين البلدين في شتى المجالات.
وأشار إلى أنه في مطلع هذا العام أجريت مباحثات بناءة في كل من دبي وأبوظبي بين رئيس وزراء بيلاروسيا ميخائيل مياسنكوفيتش وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتعمل سفارتا البلدين حالياً على بلورة صيغ مشتركة لتطبيق كافة الاتفاقات بين البلدين على أرض الواقع وعلى تنسيق الجهود من أجل تعزيز التعاون الثنائي.
وأوضح أنه بمقدور البلدين تلمس المؤشرات المشجعة على هذا التعاون في المجال الثقافي، حيث حرص الفنانون من البلدين على المشاركة في المعارض والتظاهرات الفنية المقامة في كليهما، واستضافت أبوظبي عام 2010 الأيام الثقافية البيلاروسية.
وأعرب الوزير البيلاروسي عن ثقته بأن هناك الكثير من الفرص للتعاون بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار، مؤكداً أن جميع القطاعات الاقتصادية في بيلاروسيا مفتوحة للمستثمرين الإماراتيين، والذين سيتمتعون بحماية كاملة لاستثماراتهم وحقوقهم القانونية ومصالحهم.
وأشار إلى أنه في عام 2011 استثمرت الشركات الإماراتية حوالي 6,3 مليون دولار من مجموع 4 مليارات دولار هي قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تلقتها بيلاروسيا، ومع ذلك فإن هذا الرقم لا يعكس مدى الإمكانات الهائلة للبلدين، وهناك الكثير الذي يمكن القيام به لزيادة التعاون من خلال المزيد من الاستثمارات المشتركة.
وقال إن بيلاروسيا ستستضيف في 15 و16 نوفمبر المقبل الملتقي البيلاروسي السابع للاستثمار والذي دعوا إليه العديد من الشركات الإماراتية، مثل مبادلة وأبوظبي للمطارات ومجموعة الحبتور ومصدر وصندوق أبوظبي للتنمية وأبوظبي للاستثمار والشركة القابضة العامة والدار وآيبيك وأبوظبي للموانئ.
وأشار الى ان حجم التبادل التجاري بين بيلاروسيا وأكثر من 180 دولة من دول العالم وصل لنحو 90 مليار دولار خلال عام 2011.
عدد اليوم
