الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أبوظبي للتعليم» يطلق تجربة تدريس دورة حياة «الحبارى» في المدارس

«أبوظبي للتعليم» يطلق تجربة تدريس دورة حياة «الحبارى» في المدارس
21 أكتوبر 2012
السيد سلامة (أبوظبي) - دشن مجلس أبوظبي للتعليم تجربة جديدة لتدريس دورة حياة طائر الحبارى، ضمن منهاج العلوم في عدد من الفصول الدراسية بمدارسه الحكومية في كل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، وذلك بهدف تعزيز مفاهيم التراث الوطني في تلك المناهج وربط الطالب بعناصر التراث بصورة علمية. وكشفت الدكتورة كريمة المزروعي مديرة إدارة المناهج في المجلس، عن أن هذه المبادرة تترجم رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وكذلك الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، وحرص سموهما على صون التراث الثقافي للصقارة، والحفاظ على هذا التراث ونقله إلى الأجيال المقبلة، باعتباره إرثا تاريخيا وحضاريا بكل خصائصه ومميزاته. وأكدت أن هذا الاهتمام من القيادة الرشيدة للدولة، جعل إمارة أبوظبي أول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية، وحقق لها الوصول إلى العالمية في شتى المجالات، ما ساهم بشكل كبير في نجاح الدولة في تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونيسكو. فن تراثي عالمي وقالت المزروعي، إن فن الصقارة هو فن تراثي ينتمي إلى مجتمع الإمارات ويشكل حصيلة خبرات وتجارب الأجداد، ويمثل مكانة بارزة في الماضي والحاضر، مشيرة إلى تأسيس الصندوق الدولي للحفظ على الحبارى، وذلك تعزيزا للمبادرة الدولية لإنقاذ هذا الطائر المهدد بالانقراض، والذي يشكل مرتكزا أساسيا في الثقافة المحلية الإماراتية، حيث تعتبر دولة الإمارات أول بلد عربي يعتمد على استخدام الصقور وإكثارها لرياضة الصيد بالصقور ووضع نظام مشدد للترخيص باستخدام الطيور البرية، ومنع الصيد غير المشروع، وذلك للمحافظة عليها من الانقراض، حيث رافق ذلك إصدار جواز سفر الصقر الذي تم اعتماده بواسطة الاتفاقية العالمية للحيوانات المهددة بالانقراض. وأكدت حرص مجلس أبوظبي للتعليم على تعزيز التوعية التراثية في التعليم، وذلك بربط الطلبة بالتراث الأصيل للدولة، والمحافظة على الهوية الوطنية بممارسة رياضة الصيد بالصقور، التي تعتمد على مجموعات من الطرائد كالحبارى التي تمثل رمزا تراثيا هاما يعكس الهوية والقيم الأصيلة للدولة، موضحة أن مادة العلوم لمناهج مجلس أبوظبي للتعليم ركز على مركزية الطالب في التعليم ودور المعلم كميسر للعملية التعليمية التي يتلقاها الطالب وليس ملقنا للمعرفة، وذلك من خلال العمل الجماعي وبأسلوب الاستقصاء في حل المشكلات وإلمام الطالب بالمفاهيم العلمية، والتي تتطلب مستوى مرتفعا من المهارات كالتفكير الناقد وحل المشكلات، والقدرة على إيصال الأفكار للآخرين والعمل الجماعي، والتي تمثل مهارات القرن الحادي والعشرين، ولا يتم اكتسابها من خلال الأسلوب التقليدي الذي يركز على تلقين المعلومات للطلبة، ما يجعل دور الطالب سلبيا ويقتصر على تلقي المعلومات جاهزة من المعلم. تجربة رائدة وقالت المزروعي، إنه تم في العام الماضي، إدراج موضوع طيور الحبارى ضمن المهمات التي يقوم بها الطالب في بعض مدارس الحلقتين الأولى والثانية، وتم تطبيق التجربة في كل من مدرسة عمير بن يوسف للصف الرابع، ومدرسة الثريا للصف التاسع في منطقة أبوظبي، وذلك ضمن مفهوم التجربة الرائدة التي تتوسع وفق جدول زمني، ثم تتم دراسة آثارها والنظر في إمكانية تعميمها فيما بعد على بقية المدارس. ولفتت إلى أن المهارات المتعلقة بنشاط الحبارى مرتبطة بمناهج الطلبة لهذين الصفين، مشيرة إلى التعاون مع المركز الوطني لبحوث الطيور، التابع للصندوق الدولي للحفاظ على طيور الحبارى، وذلك بوضع برنامج يتم من خلاله تنظيم زيارات ميدانية للطلبة إلى المركز، بإشراف مجلس أبوظبي للتعليم وبالاتفاق مسبقا مع المشرفين على أن يتم تركيز المحاضرة المقدمة للطلاب على بعض المفاهيم العلمية التي يسعون إلى بحثها وتناولها، إلى جانب الحرص على إبراز جهود دولة الإمارات في المحافظة على طائر الحبارى، من خلال البرامج التي يتبناها الصندوق، ومن أبرزها برنامج الإكثار في الأسر، وبرامج الحماية والمسوحات الميدانية، وبرامج الإطلاق لزيادة أعداد الحبارى في البرية. حماس طلابي للتجربة وأكدت أن تطبيق هذا النشاط لاقى الكثير من الحماس والاهتمام من جانب الطلبة، وهو ما تضح من خلال التغذية الراجعة التي تم استقبالها من المعلمين والطلبة أنفسهم، حيث قام فريق العلوم التابع للمجلس بإجراء مقابلات جماعية للطلبة، حول أنشطة الاستقصاء في مادة العلوم في الموضوع المتعلق بطــائر الحبارى، وكانت أجوبتهم إيجابية ومشجعــة وعبروا عن مدى استمتاعهم واستفــادتهم من المعـلومات التي تم الحصول عليها حول الحبارى، وأنواعها المختلفة من الآسيــوية والأفريقية والمحلية، إضافــة إلى التعــرف على البيئة التي يعيش فيها الطائر وعملية التكاثر وكيفية إطلاق سراحه. وقالت الدكتورة كريمة المزروعي إن تطبيق التجربة سيتم ضمن الأنشطة الصفية واللاصفية، بحيث يقوم الطالب بالتحري باستخدام أسلوب الاستقصاء، ومحاولة الإجابة على أسئلة هادفة عميقة متعلقة بالحبارى تقدم له مسبقا قبل الزيارة الميدانية، مثل البحث عن معلومات حول هذا الطائر، كصفاته وطعامه وبيئته، والأسباب التي تهدد بانقراضه، إضافة إلى وضع اقتراحات لحمايته. ونوهت إلى أن الطلبة سيقومون خلال الزيارات الميدانية، بالبحث عن الإجابات اللازمة من خلال الأسئلة التي يوجهونها للمحاضر من موظفي الصندوق الدولي، أو ربط مضمون المحاضرة بالمعلومة المطلوبة للطالب، ليقوم الطلبة في الفريق الواحد وبالاتفاق فيما بينهم بتوزيع الأدوار ومن ضمنها عروض تقديمية أمام زملائهم في الصف وفي الصفوف الأخرى، وإعداد كتيبات أو كتب خاصة عن الحبارى أو ملصقات تعلمية وبوسترات لمجلة المدرسة تتناول هذا الموضوع، إضافة إلى تقديم مسرحية قصيرة تبين الهدف من تناول موضوع طائر الحبارى، أو إعداد وعرض فيلم قصير عن الطائر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©