الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فكر كوني

14 نوفمبر 2014 23:00
في مشاركته الثانية محلياً، احتل «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث» موقعاً مهماً في معرض الشارقة الدولي للكتاب من خلال ما أنجزه «مركز البحوث والدراسات» بالمركز من إصدارات جديدة تعنى بالموروث الثقافي الإماراتي، منها إصدار يحمل عنوان «المتوصف» لعبدالله حمدان بن دلموك المدير التنفيذي للمركز، تناول بالبحث الأمثال الشعبية الإماراتية تاريخاً وإبداعاً فكرياً. كما تضمنت المجموعة عناوين في الأدب الشعبي منها «حكايات شعبية من المنطقة الشرقية» لمنيرة الحميدي ورسائل ماجستير لباحثين إماراتيين إحداها تحمل عنوان «النظام القضائي في الساحل المتصالح من 1890-1971» للباحثة نورة الفلاحي والآخر «العلاقات الإماراتية المصرية من 1971-1981» للباحثة قماشة بخيت الدرمكي، وهي كلها تستحق القراءة. مشاركة المركز الأولى جاءت في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والاحتفاء بباكورة إصداراته كتاب «النبطي الفصيح» للشاعر سالم الزمر، وبعده صدور «الموسوعة الصوتية للشاعرة الإماراتية عوشة السويدي» للدكتورة رفيعة غباش بالتعاون مع «متحف المرأة». والواقع أن الاهتمام بإحياء التراث من خلال هذه الشراكات والفعاليات التراثية الثقافية المختلفة، والترويج لها إعلاميا كما في قناة «الأولى» الإذاعية والإعلام عموما أو غيره من الأنشطة الداخلية والخارجية كلها تصب في خانة الاستثمار الثقافي. فالمعروف أن التراث الثقافي استثمار عالمي، اهتمت به أوروبا ودول العالم حديثاً، بعد الحرب العالمية الثانية حين تعالت الأصوات المنادية بحماية ما دمرته الحرب للإبقاء على هوياتها. وكذلك جاءت تجارب منها جنوب أفريقيا بعد الاستقلال، وتجربة «الحرب الباردة» على الرغم من عدم وجود مكان لها، إلا في أذهان الناس وتم توثيقها سينمائياً. ونحن على الرغم من أن موروثنا الثقافي الإماراتي ولله الحمد ثري، إلا أن المعرفة به ما تزال سطحية، فمازال مصطلح التراث محاطا لدينا بشيء من عدم الوضوح والالتباس بين ما يعنيه التراث وما يعنيه الموروث الشعبي و.. و..ما زلنا نقف أمام حكاية «البديحة» ومشهد رقصة «العيالة» أو بيتين من الشعر الشعبي بعواطفنا فقط، إن لم يكن استشعار الغموض، هل يحدث هذا بسبب البعد الزمني؟ في النهاية تضع مشروعات ثقافية واعدة منها مركز حمدان بن محمد مخزوننا الثقافي قديمه وجديده أمامنا لإعادة قراءته بمنظور حداثي وكأنها تقول «فكر كونيا واعمل محليا» من أجل شراكة إنسانية دائمة محليا وعالميا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©